الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حبيب الصدر السفير العراقي بالقاهرة في حواره لـ"البوابة نيوز": انفصال كردستان بداية نهاية "بلاد الرافدين".. والاستفتاء باطل وغير دستوري

حبيب الصدر، سفير
حبيب الصدر، سفير العراق لدى مصرفى حواره لـالبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إقليم كردستان الابن المدلل للسلطة العراقية ولن نقصى أحدًا منه
3 ملايين و٣٠٠ ألف صوتوا في استفتاء أكراد العراق
2 مليون و٨٦١ ألفًا صوتوا بـ«نعم» بنسبة ٩٢٪
224 ألفًا صوتوا بـ«لا» في استفتاء كردستان بنسبة ٨٪
1991 بدء الحكم الذاتى لأكراد العراق
6 ملايين و٧٠٠ ألف نسمة عدد سكان كردستان العراق
15 مليون نسمة عدد أكراد تركيا ويتمركزون جنوب البلاد
4 ملايين و٤٠٠ ألف نسمة عدد أكراد إيران ويتمركزون شمال وغرب البلاد

أزمة حقيقية يعيشها العراق بعد إصرار إقليم كردستان على الانفصال بعد إجرائه استفتاء شعبيا، مرفوضا دوليا، لكن تبعاته التى لم تظهر حتى الآن، تمثل رعبا لكل المنطقة العربية التى يؤرقها انقسام العراق خوفا من تمدد هذه التحركات الانفصالية لأكثر من دولة، وستكون عواقب ذلك وخيمة على المنطقة.
السفير حبيب الصدر، سفير العراق لدى مصر، أكد فى حواره لـ«البوابة»، أن استفتاء كردستان باطل وغير شرعى، وبه عيوب دستورية، مؤكدا أن العالم كله يعترف بذلك.
وأضاف الصدر، أن وسائل إعلام تابعة للأكراد، مهدت لاستفتاء الإقليم، مشيرا إلى أن الحديث عن وجود اضطهاد ضد الأكراد فى الإقليم ليس له أساس من الصحة.
وتابع الصدر، أن حكومة العراق لا تهمش الأكراد، وأكبر دليل على ذلك هو الرئيس العراقى الذى ينتمى إلى الأكراد، موضحا أن المناصب متاحة لهم مثلهم كباقى الشعب العراقى، وكشف الصدر كثيرا من الأسرار والتساؤلات التى أثيرت حول إصرار الأكراد على الانفصال، وإلى نص الحوار:
■ بداية.. كيف بدأت أزمة استفتاء إقليم كردستان وإصراره على الانفصال عن العراق؟
- استفتاء إقليم كردستان حشد له إعلاميا من قبل وسائل إعلام مهدت لإجرائه، وأغلبها تابع للأكراد، وتعاملت مع هذا الأمر على أنه بمثابة استقلال لهم، كما أن استفتاء كردستان لم يتم تحت أى مراقبة، سواء من قبل منظمات دولية أو حكومية، وبالتالى فإن ما بنى على باطل فهو باطل، وهذا غير قانونى وغير شرعى، والحكومة العراقية ترفضه.
■ لكن لماذا الإصرار على إجرائه فى هذا التوقيت؟
- الأكراد جزء من العملية السياسية منذ سنوات كبيرة، وشاركوا فى كتابة دستور العراق، وما حدث هو قفز على الدستور وعلى الشرعية التى يحكم بها العراق، وكل المحاكم العراقية أصدرت رأيها فى هذا الاستفتاء الذى يدمر الوطن، وأعلنت أنه غير دستورى وغير شرعي.
■ لكن الأكراد برروا لجوءهم للاستفتاء بسبب تهميشهم من قبل السلطة العراقية؟
- هذا كلام غير حقيقى ومصطلحات إعلامية يبررون بها فعلتهم، وأرى أن إقليم كردستان هو الابن المدلل للسطلة العراقية، ويتمتع بامتيازات عديدة سواء من مخصصات البترول أو الخدمات التى تقدم لهم، كما أن الحديث عن الاضطهاد غير مبرر وغير حقيقي.
■ كيف ترى تصريحات رئيس الإقليم مسعود مصطفى بارزاني؟
- أولا: ولاية مسعود مصطفى بارزانى انتهت منذ فترة كبيرة، كما أن سياسته خلقت أزمات كبيرة داخل الإقليم، من تدهور المرتبات وعدم تقديم خدمات، إلى جانب أنه عطل برلمان الإقليم الذى كان يعقد، ومنع وزراء فى حكومة الإقليم من ممارسة أعمالهم، ودعنى أسأل: لماذا الإعلان فى الوقت الراهن عن الانفصال فى ظل أن الإقليم يحكم نفسه منذ ١٩٩١.
■ وما ردك على أن الأكراد مهمشون فى المناصب بالحكومة العراقية؟
- هذا كلام غير حقيقي، فالأكراد هم جزء من وطن اسمه العراق، والانقسام ليس فى مصلحتنا، فجميعنا يعيش والشعب الكردى مئات السنين من أجل إقامة دولة اسمها العراق، تمتلك الحضارة والتاريخ، وفكرة تفكيك دولة اسمها العراق صعب جدا والانقسام بداية الانهيار، والحديث عن أن الأكراد مهمشون غير حقيقى، ولدى الأدلة على ذلك، أبرزها: فؤاد معصوم، رئيس الجمهورية، وهو كردي، وقائد القوات الجوية فى الجيش العراقى أيضا كردي، وكان يوجد وزير الخارجية للعراق استمر فى منصبه ١٣ سنة كان من الأكراد، ولدينا أكثر من ١٠ سفراء أكراد داخل الحكومة العراقية، فكيف يوجد تهميش فى المناصب؟
■ هل تابعت ردود الأفعال الدولية والعربية على الاستفتاء؟
- هناك رفض كامل من العديد من القوى الإقليمية التى تمثل ثقلًا فى المعادلة السياسية لهذا الانقسام، وترى أنه يؤدى إلى تفتيت الشرق الأوسط، كما أن موقف الدول العربية كان واضحا، ومصر أول من بادرت بإعلان رفضها للاستفتاء.
■ هل هناك دول ترعى الانفصال داخل العراق؟
- المجتمع الدولى بأكمله قال كلمته بأن الانفصال ليس فى مصلحة العراق ولا دول العالم، لكن هناك دولة بعينها هى التى ترعى هذا الانقسام وتعمل على نجاحه، وهى إسرائيل، ورأينا الأعلام الإسرائيلية ترفرف فى سماء الإقليم، كذلك الدول التى صنعت داعش لتدمير العراق وبحمد الله تفوقنا عليها، والآن التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة، للأسف اخترعت حيلًا أخرى لتدمير العراق، وما تبقى منه، وأطالب إسرائيل بأن تبتعد عن المشهد، خاصة أنه لا يوجد أى علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل.
■ ماذا لو حدث الانفصال بشكل رسمى؟
- انفصال الإقليم عن دولة العراق سوف يؤدى إلى تدهور العراق وزعزعة الاستقرار داخله، وبعد أن نجح الجيش والحكومة العراقية فى هزيمة تنظيم إرهابى حاول تدمير البلاد وشرد الملايين، ظهر الانفصال ليكون بديلا لتدمير العراق، وهنا علينا أن نتكلم ونعلن، وعلى الشعب الكردى أن يفهم مصير هذا الانقسام، فالعراق دولة كبيرة تمثل عاملًا مهمًا فى الشرق الأوسط، وعلى المجتمع الدولى أن يقول كلمته، ولا بد من إيقافه لأنه يمثل خطرًا على الكل، وليس على العراق فقط.
■ هناك دول أعلنت عقوبات على الإقليم سواء بحظر الطيران أو ما شابه.. هل تتوقع أن يمثل هذا الأمر ضغطا للتراجع عن الانقسام؟
- تركيا وإيران والعراق بدأت فى حظر الطيران على الإقليم، نظرا لحجم الاضطرابات، وأمريكا أعلنت توخى الحذر لدى المواطنين، والعراق اتخذ إجراءاته لأن هذا يمثل أمنًا قوميًا له.
■ محللون سياسيون قالوا إن هناك مخططًا لتقسيم العراق لثلاث دول.. هل تؤيد هذه الآراء؟
- الحقيقة أن هناك محاولات خبيثة تجاه دولة العراق من بعض الدول التى تسعى إلى تدمير الدولة العراقية.