منذ جاء الصراف اليهودي "يعقوب دي منسي" أو "منشة" كما ينطقها المصريون، بصحبة عائلته المهاجرة من إسبانيا لمصر، وهو محط اهتمام الخديوي إسماعيل، شغل في عهده رئاسة الطائفة اليهودية بالقاهرة سنة 1869 وبعدها بعام جاءته فكرة تأسيس معبد ومدرسة ومقابر لليهود بالإسكندرية، وكانوا لا يزالون منعزلين نسبيًا عن المجتمع قبل أن يؤسسوا كنيسهم الأبرز "إلياهو" ليصبح مقرا لهم، ونظرا لجهوده منحته النمسا لقب بارون وجنسيتها، وقد ترك ابنه "ديفيد" لرئاسة الطائفة، وأسس مع يعقوب قطاوي "بيت منسي" بفروعه حول العالم، كما ساهم بتأسيس "البنك التركي المصري".
وظل معبد "منشة" شاهدا على عصر العائلات اليهودية العريقة بمصر التي مثلت صفوة المجتمع ومنها "قطاوي" و"سوارس"، وفي شارع يحمل اسم المعبد بالإسكندرية نراه بمبناه المستطيل الصغير والمصنوع من الرخام، يحيطه سور حجري، تعلوه نصف قبة، ويتكون من طابقين؛ مدخل وهيكل ويحوي قاعة طقوس مقسمة لأروقة عمودية ومذبح.
ووافق المجلس الأعلى للآثار اليوم الأربعاء على اعتماد المعبد أثرا يُضاف لتراث مصر المسجل. وقال محمد مهران مدير الآثار اليهودية لـ"البوابة نيوز": إن التسجيل سيتبعه مزارات أخرى كمعبد الإسكندرية والذي يجري ترميمه حاليا بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي كما يجري تسجيل كنيس مائير عناديم بالمعادي وماجين إبراهام بحدائق القبة وكنيس فيتالي بمصر الجديدة، وقامت لجنة مختصة بتسجيل كافة مقابر اليهود بالإسكندرية إبريل الماضي بالشاطبي والأزاريطة والتي تضم قطعا أثرية ورفات تعد شاهدا على عصر التسامح الديني والتعايش بمصر.
وتضم مصر 10 معابد يهودية مسجلة كآثار، وأكد "مهران" أن التسجيل يجعل تلك المعابد خاضعة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته الصادرة في 2010.
وكان معبد النبي "إلياهو" بالإسكندرية قد تم ترميمه مؤخرا، فيما أشادت صحيفة "الجارديان" بتلك الخطوة التي تأتي رغم ضآلة عدد اليهود بمصر والذين يعدون على اصابع اليدين، والكنيس ثاني أهم مزار يهودي بمصر.
وأشار "مهران" إلى أن نقص التمويل يقف حائلا أمام ترميم العديد من المزارات الأخرى كـ"باروخ حنان" و"حاييم كابوسي" بالقاهرة، وبقية المزارات المغلقة بسبب الترميم.
