الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حافظ محمود شيخ الصحفيين في حوار "من ذاكرة ماسبيرو": شهادة "الصحفي" كانت لا تقبل أمام المحاكم في عصر الخديو

حافظ محمود شيخ الصحفيين
حافظ محمود شيخ الصحفيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مصطفى كامل» غيّر نظرة الناس للصحفيين
الرقابة على الصحف أنشأها الإنجليز إبان الحرب العالمية الأولى
ثورة ١٩١٩ أظهرت كُتَّاب صحفيين مميزين مثل «العقاد» و«هيكل» و«طه حسين»
«محمد علي» أسس «الوقائع المصرية» ليخاطب معاونيه بأقاليم مصر وكان يكتبها بنفسه

شيخ الصحفيين المصريين «حافظ محمود»، خريج كليتى التجارة والآداب، وأصغر رئيس تحرير لجريدة «الصرخة»، مؤسس جمعيتى «القلم الأدبية» و«الاستقلال الاقتصادي». فى ٣١ مارس ١٩٤١ أسس نقابة الصحفيين، وكان العضو الأول فيها، وحاز رقم العضوية «١»، ولقب بشيخ الصحفيين.
الزمان: عام ١٩٤٩، والمكان: القاهرة- مقهى «الأنجلو»، الذى تم هدمه فى الستينيات، حيث كان ملتقى كل باشوات مصر، مهما كانت اختلافاتهم الحزبية، كانت تخرج من هذا المقهى أخبار السياسة، وحكاوى القصور الفخمة، وكانت لكل مائدة فيه صاحب، فتلك مائدة فلان باشا، وهذه مائدة علان بك، وكانت تلك المقهى معينًا لا ينضب للجورنالجي، وعلى مقهى الصحافة، كان هذا اللقاء مع حافظ محمود، شيخ الصحفيين المصريين.
قال إن صحفية «الوقائع المصرية»، تأسست عام ١٨٢٨، بأمر من محمد على باشا، فى القاهرة، وذلك بهدف مخاطبة معاونيه فى أقاليم مصر المختلفة، من أسوان إلى الإسكندرية، وأوضح أنها جريدة متخصصة فى نشر قرارات وقوانين الدولة، ومضبطة البرلمان المصري، لافتًا إلى أن «محمد علي» كان يكتب مواد «الوقائع المصرية» بنفسه، فى الأول باللغة التركية فقط، ثم أصبح يكتبها باللغتين العربية والتركية فيما بعد، نظرًا للحاجة إلى ذلك الأمر.
وأشار «حافظ محمود» إلى أن «محمد علي»، خصص الصفحة الأخيرة من «الوقائع المصرية» لنشر الطرائف، حيث خصصها لنشر فصول من كتاب «ألف ليلة وليلة»، وكانت توزع على موظفى الدولة، وأفراد العائلة المالكة، فقط.
وأضاف، شيخ الصحفيين، خلال حواره، ببرنامج حكاوى القهاوي، الذى تقدمه الإعلامية سامية الأتربي، المُذاع على فضائية «ماسبيرو زمان»: «توالى بعد ذلك إصدار الجرائد المصرية، فأصدر شخصٌ يُدعى «عبدالله أبوالسعود»، بالاتفاق مع الخديو إسماعيل، جريدة «وادى النيل»، حيث كانت أول جريدة شعبية لتوثيق مصر، من خلال الطباعة، بعد حلمه، ومشروع الخديو أن تصبح مصر قطعة من أوروبا.
وكان الهدف الأسمى لجريدة «وادى النيل»، أن تصل لكل المصريين، حتى ولو عن طريق مشاهدة الصور فى الجريدة فقط، وكانت أول جريدة شعبية بالمعنى الحرفى للكلمة، بسبب منبع إصدارها، وهو شخصٌ من الشعب، وبسبب وصولها لكل أفراد الشعب المصري.
وأوضح، «حافظ محمود»، أن نظرة المصري، خلال عصر الخديو، إلى الصحفى والمحامى أنها يكذبان طوال الوقت، من أجل مصالحهما، أو مصلحة الحكومة، ولا تقبل شهادتهما أمام المحكمة، متابعًا بأن الرقابة على الصحف أنشأها الإنجليز إبان الحرب العالمية الأولى، وكان الرقيب شخصًا إنجليزيًا.
وقال: «إن الكاتب السياسي، أمين الرافعي، كان لديه جريدة، فعندما حدد ورسم له الرقيب الإنجليزى سياساته أغلق الجريدة»؛ متابعًا بأن الصورة الذهينة عن الصحفى بوجه عام، لدى عامة المصريين، كانت سيئة، ولم تتحسن إلا بإنشاء مجلس نقابة الصحفيين، فى ٣١ مارس عام ١٩٤١، وتشكلت صورة أخرى للصحفى لدى عقل وتفكير الصحفيين.
وأشار إلى أنه من الأمور الطريفة أن مصر أصدرت أول مجلة متخصصة فى الطب، عام ١٨٦٥، على يد الدكتور محمد على البقلى باشا، كبير أطباء مصر، بالاشتراك مع المحررة «تمرهان»، كأول محررة صحفية، وكان اسم المجلة «يعقوب الطب»، مشيرًا إلى أن أول مجلتين نسائيتين متخصصتين نشأتا فى مصر، فى تسعينيات القرن التاسع عشر، كانتا: «أنيس الجليس» و«فتاة الشرق».
وأوضح، أن الناس بدأت تنظر باحترام إلى الصحافة، بعدما أنشأ «مصطفى كامل»، صحفه فى بداية القرن العشرين؛ وهي: جريدة «اللواء» اليومية، وجريدة «العالم الإسلامي» الأسبوعية، وجريدتان ناطقتان باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مشيرًا إلى أن ثورة ١٩١٩ أكسبت الصحفيين «لمعة» كبيرة جدًا، وأظهرت الكثيرين من الكتاب الصحفيين المميزن وقتها، مثل «العقاد» و«هيكل» و«طه حسين».
ولفت شيخ الصحفيين إلى أن الصورة النهائية للاحترام الصحفي، بدأت مع إنشاء نقابة الصحفيين، فى ٣١ مارس ١٩٤١، حيث أصبح للصحفيين مركز رسمي، ويدعون فى التشريفات الملكية والرسمية والوفود المسافرة للخارج.