الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أزمة بين الإفتاء والأوقاف حول تحديد النسل

 رئيس القطاع الديني
رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتقدت دار الإفتاء، حديث رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع، حول تحديد النسل، الذي وصفه أمام جلسة البرلمان أمس، حول الزيادة السكانية، حيث أكد "طايع" على أن تحديد النسل مطلب شرعي، وعلى الإنسان أن يفكر في مصير طفله قبل أن يفكر في الإنجاب.
وتابع، نحتاج إلى آلية للقضاء على الأزمة السكانية والمحاسبة على نتائجها بنهاية العام المقبل، مشددًا على أن الدين ليس سببًا في الزيادة السكانية وفقًا لمزاعم البعض بالتفسير بعض آيات القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنه لو كانت الأديان سببًا في تلك الزيادة لكانت الدول مهبط الرسالات هي أكثر الدول عددًا للسكان.
في حين، انتقد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، حديث القطاع الديني، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يعرف مصطلحًا يدور حول التحديد، وإنما جاء النبي بالتنظيم فقط، حيث أجاز الإسلام ذلك رغبة في حماية وحفظ الأنسال من خلال العزلة وليس بقطعها كما يقول المحددين بطفل أو طفلتين.
وقال عاشور لـ"البوابة نيوز": إن عملية تنظيم النسل فيها حفاظ على النسل، مشيرًا إلى أن مفهوم تحديد النسل الذي حرمه الإسلام يقوم على مبدأ تحريم ما أنزل الله تعالى من نعمة الأبناء، مضيفًا أن الإسلام حرم التحديد لأنه يؤدي إلى القضاء على الأمة والنسل. 
وبين أن التنظيم أتى بغرض تحقيق الكثرة النوعية، دون الكثرة العددية، وحينما نقر التحديد فإن الأمر يقضي على كلتا الكثرتين، وهو ما ينفي فكرة الخلافة في الأرض وتعميرها.
وكانت دار الإفتاء قد أوضحت أن الإسلام لم يفرض على كل مسلم أن ينجب عددًا معينًا من الأبناء، لكن حث عموم المسلمين على النكاح والتكاثر، وذلك لمن كان منهم مستطيعًا، أما غير المستطيع بسبب ظروفه المالية فقد أمره الشرع بالصبر والاستعفاف، مشددة أنه من لم يستطع القيام بأعباء ومسئوليات الزواج لزمه الصبر حتى تتهيأ له الظروف، وكذلك من غلب على ظنه عدم القدرة على القيام بواجبات الأبوة، فإنه لا بأس عليه في أن يلتمس الوسائل المشروعة لتأخير الإنجاب مؤقتًا "تنظيم الأسرة" إذا اتفق على ذلك الزوجان وارتضياه لمصلحة الأسرة ودفع المشاق والأضرار عنها إلى أن تتحسن ظروف الأسرة ومستواها المعيشي؛ كما دل على ذلك قوله تعالى: ﴿لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ".
وتابعت فتوى للدكتور محمد سيد طنطاوي المفتي الأسبق، أن المقصود بتنظيم الأسرة هو أن يتخذ الزوجان باختيارهما واقتناعهما الوسائل التي يريانها كفيلة بتباعد فترات الحمل أو إيقافه لمدة معينة من الزمان يتفقان عليها فيما بينهما؛ لتقليل عدد أفراد الأسرة بصورة تجعل الأبوين يستطيعان القيام برعاية أبنائهما رعاية متكاملة بدون عسر أو حرج أو احتياج غير كريم.