الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أصول الدولة المهدرة.. حديقة الحيوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حديقة الحيوان في محافظة الجيزة من المعالم التاريخية الهامة في مصر والتي تعتبر مقصدا للمواطنين ومتنزها لهم يستمتعون بها في الأعياد والإجازات تأسست سنة 1891م هى أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في أفريقيا كانت تسمى "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا". 
يوجد فيها 6 آلاف حيوان من 175 نوعا، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية وتبلغ مساحة الحديقة نحو 80 فدانا وتواجه بوابتها الرئيسية شارع شارل ديجول في الجيزة ويفصلها عن جامعة القاهرة شارع عرضه 30 متر تقريبا. 
الحديقة تقع على الضفة الغربية لنيل القاهرة وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مياه وجسور خشبية، وبحيرات للطيور وبها متحف تم بناؤه عام 1906 ويحتوي على مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة، ويقدر عدد زوارها بنحو مليوني زائر سنويا. 
الحديقة أغلقت في فبراير 2006 خوفا على الحيوانات والطيور من الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور لكن أعيد افتتاحها في أبريل من نفس العام وتضم الحديقة أيضا الكشك الياباني وهو عبارة عن متحف صغير يحتوي على بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديما وحديثا، تم إنشاؤه في عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان لمصر وقد وجهت انتقادات شديدة لإدارة الحديقة بسبب عدم الأخذ بتوصيات الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان كالاهتمام بها بالشكل المطلوب وتفشي أمراض تسببت في وفاة حيوانات نادرة، والمعاملة السيئة لبعض الحيوانات في الحديقة كربط الأفيال بالسلاسل المعدنية، مما أدى الى استبعاد مصر في عام 2004 من عضوية الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان «WAZA» الوازا. 
هذا هو الكلام التقليدي والمتداول عن حديقة الحيوان بالجيزة بالإضافة إلى أخبارها في الأعياد أو في صفحات الحواداث حينما تلتهم الحيوانات أحد حراسها، ولكن لم يفكر أحد في تناول قيمتها الاقتصادية والاستثمارية وحسن استغلالها فالذي يدعوا إلى الحزن والأسى أن تكون هذه الحديقة بهذه المساحة الكبيرة في هذا المكان المتميز والعائد منها لا يغطي أجور العمال أو مصاريف الصيانة أو تكاليف التشغيل أو طعام وعلاج الحيوانات 
فالحديقة طوال العام تعمل بكامل طاقتها ثلاثة أيام فقط في عيد الفطر والأضحي وشم النسيم وتغلق أبوابها الخامسة مساء. 
80 فدانا = 336 ألف متر × 100 ألف جنيه على الأقل سعر المتر في هذه المنطقة المتميزة = 33 مليار وستمائة مليون جنيه، فهل هذا منطقي !؟ 33 مليارا وستمائة مليون في البنك بفائدة 20% عائدها حوالي 7 مليارات سنويا ما يقرب 600 مليون شهري، أغنى دول العالم لا تتحمل أن ترهن 33 مليارا من أجل 2 مليون زائر سنويا × 5 جنيهات = 10 ملايين جنيه وهو مبلغ تحققه عربة فول أو محل كشري أو كشك سجاير أمام الحديقة وجامعة القاهرة! 
الحديقة تابعة لوزارة الزراعة يديرها موظف بدرجة وكيل وزارة وهى تحتاج إلى إدارة بفكر استثماري يحسن استغلالها بحيث تكون اضافة حقيقية للناتج القومي وليست عبئا على الدولة، 
او نقلها إلى صحراء أكتوبر الشاسعة وبقيمة أرضها تقوم الحكومة ببناء 100 مصنع لإنتاج السلع الاستيراتيجية والهامة تحد من الاستيراد واستنزاف النقد الأجنبي وتساهم في حل مشكلة البطالة، مصر تحتاج إلى الأفكار الجرئية والعقول المبدعة التي تحلم بالقمر حتى تصل للنجوم، والأسبوع القادم نلتقي وأصول أخرى للدولة ولكنها مهدرة.