الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"أشكال المسرح المعاصر وقضية المعنى" بالمهرجان التجريبي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهت فاعليات الجلسة الأولى في ثالث أيام الندوات الفكرية المصاحبة لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبي الدورة "24" برئاسةسامح مهران، وتحمل الندوة عنوان «أشكال المسرح المعاصر وقضية المعنى» وذلك في ثلاثة جلسات نقاشية.
دار محور الجلسة الأولى حول موضوع " تجاوز دور الكلمة في صياغة المعني في المسرح المعاصر " وترأس الجلسة محمد أبو الخير أستاذ الإخراج المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ويتحدث فيها سعيد كريمي أستاذ التعليم العالي للأدب الحديث والفنون بجامعة المولى إسماعيل، وعواد علي ناقد مسرحي وروائي وباحث عراقي، وميسون علي وأستاذ المسرح الحديث والمُعاصر في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
وتناول الدكتور سعيد كريمي أستاذ التعليم العالي للأدب والفنون بجامعة المولى إسماعيل بالمغرب موضوع "بلاغة لغة الجسد وفائض المعنى في مسرح القسوة عند أنتونان آرتو"
وناقش البحث رؤية «أنتونان أرطو» الثائرة على اللغة الكلامية، ومكانتها داخل المسرح، مدخلا أساسيا لتفكيك شعرية مسرح القسوة. فقد حظيت الكلمة على الدوام بمكانة متميزة داخل كل المسارح، إلى درجة أنها صارت الأداة اللغوية الأكثر استعمالا، والأكثر هيمنة. وأضحى المؤلف المسرحي إلها يأمر وينهى، وبذلك خضع المسرح ردحا طويلا من الزمن إلى ديكتاتورية النص والمؤلف.
وقال رغم أن المسرح هو لغة الجسد بامتياز، بل هو الجسد بعينه، فإنه هو الآخر عمل على تبجيل الشعرية المسرحية الأرسطية لقرون عديدة، معتبرا إياها رمادا مبجلا لا يجوز المساس به، محنطا جسد الممثل، ومحولا إياه إلى مومياء، معتمدا على اللغة الكلامية في معالجة مختلف القضايا والتصورات التي يتناولها. 
وأوضح أنه من الواضح أن اللغة الكلامية محدودة، ولا يمكنها التعبير عن كل المواقف والمشاعر التي يمكن أن تنتاب الإنسان. لهذا السبب، عمل أرطو على تحجيمها، وجعلها مجرد عنصر من العناصر المكونة لمجموع نسق العرض، فاسحا المجال للغة الهيروغليفية/الجسدية لتطفو على السطح، وتعبر ببلاغة عما تعجز عنه اللغة الكلامية.
وأكد أن المخرج تحول في مسرح القسوة إلى النواة الأساسية التي يقوم عليها العمل المسرحي، بعدما كان مجرد عبد تابع للمؤلف، وأضحى من واجبه استغلال كل الإمكانيات التعبيرية لملء الفضاء المسرحي الفارغ. كما أن عليه أيضا استثمار القسوة الكونية لخلق عالم يشي بمأساوية الحياة وسوداويتها، والدفع بالعرض المسرحي إلى الجمع بين الميتافيزيقي والفيزيقي، والمجرد والملموس، لصنع بنية متماسكة في عالم متخيل، ينطوي على شتى أنماط التعابير.
كما تناول الناقد والروائي العراقي عواد علي خلال مشاركتة بالجلسة الأولى موضوع "مسرح الصورة" في العراق وارتباطها بالمخرج صلاح القصب، وذلك من الناحية العلمية والنظرية، من خلال عرض هاملت والذي قدمه في كلية الفنون الجميلة ببغداد عام 1980، وكيفية بناء الخطاب المسرحي في مسرح الصورة من خلال شبكة التكوينات الجسدية والأشكال الحركية والإيمائية والسينوغرافية المركبة، الغامضة، المصممة على وفق علاقات إيحائية متغيرة، وتصاحبها إيقاعات صوتية بشرية مختلفة، كالتمتمات، والصرخات، والتأوهات، والهمهمات، وقد تستغني هذه البنية عن الحوار استغناءً تامًا، أو تكتفي بالقليل الجوهري منه لإعلاء الجانب البصري في العرض. 
واختتم ورقته البحثية بقوله: لقد كانت هذه العروض مغامرةً فنيةً خلخلت الذائقة الجمالية، وأعراف التلقي المألوفة في المسرح العراقي، وصدمت آفاق توقعات لجمهور بجسارتها وتطاولها على المواضعات المسرحية والقيم الدرامية التقليدية، وتقاطعها مع واقع اجتماعي محاط بالأسلاك الأيديولوجية. كما تركت أثرًا كبيرًا على جيل من المخرجين الموهوبين في العراق، وبعض الدول العربية، وحفزته وحرّضته على إنتاج خطاب مسرحي بصري يقوم على بنى مشهدية، في التشكيل الحركي، والأداء الجسدي، والسينوغرافيا، بيد أن هذا الجيل، كما نرى، لم ينسخ تلك التجربة، بل اعتمد على القراءة التأويلية الخلاقة للنصوص، وإبراز المسكوت عنه، أو اللامفكّر في داخلها، ومحاولة إيجاد علاقات سيميائية/ إيحائية، بعضها جريء، وبعضها حذر جدًا، بين نصوص العروض المنتجة عن تلك القراءة والواقع السياسي والاجتماعي.
فيما تتناول الدكتور ميسون على أستاذ المسرح الحديث والمُعاصر في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق- سوريا موضوع "جسد الممثل والأداء الحركي" في المسرح المعاصر. 
وتقول ميسون على: " إن مقاربة مفهوم الجسد في المسرح المعاصر لا تنحصر في توصيف التعامل مع الجسد في المسرح على مستوى الشكل فقط، وإنما تشمل البحث في الخلفية الفلسفية التي تشكّل المفهوم وتعطيه معنىً خاصًا في كل حالة من الحالات، وهذا ما يسمح بتبيان وضع الجسد وكيفية التعامل معه.
وضع جسد الممثل له خصوصيته، لأن للجسد في هذه الحال وضعين متراكبين، فهو ومن خلال وجوده المادي، حضور من جهة، وأداة تواصل من جهة أخرى. فخلال العرض يتحوّل هذا الحضور الجسدي والمادي إلى وسيلة تعبير مثل بقية المكوّنات.