الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في ذكرى القرن السادس لثورة "مارتن لوثر" القس نصر الله في حواره لـ"البوابة القبطية": "اليوم" ليس نهاية العالم.. والآن أصبح التفكير جريمة والتعبير تهمة

القس نصر الله في
القس نصر الله في حواره لـالبوابة القبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحوار أفضل طريقة للانفتاح على الآخر والتعرف عليه وبالتالى تقل حدة العداوة وتصبح العداوة اختلافا فى الرأى
لا نشعر بالحوار المسيحى اليهودى أو الإسلامى اليهودى لعدم تسليط الإعلام الضوء على مثل هذه الحوارات
تجديد الخطاب الدينى يعنى نبذ التدين الظاهرى.. و العقائد سبب الصراعات والحروب الدينية.. والحل فى الحوار

يحتفل المسيحيون الإنجيليون هذه الأيام بمرور 500 عام على انطلاق الإصلاح الإنجيلي، والذى قاده المُصلح «مارتن لوثر» فى القرن السادس عشر، ولأن كثيرا من العوامل المتشابهة من صراعات فكرية وممارسات فى العبادة قد تكون متشابهة مع ما تمر به الكنيسة فى الوقت الحالي، فقامت «البوابة» برصد هذا التشابه وإلى أى حد وصل وتكرر المشهد بعد مرور قرون طويلة، وذلك فى حوار مع القس نصر الله زكريا، مدير المكتب الإعلامى للكنيسة الذى ناقشناه فى عدة قضايا كنسية إنجيلية، وإلى نص الحوار:

■ فى البداية.. ما الأسباب التى أدت إلى قيام ثورة دينية منذ ٦ قرون؟
- أسباب قيام الثورة الدينية فى العالم لعدد من الأمور؛ وللتحدث عنها بالتفصيل، فنجد السبب الأول، تمثل فى فساد الكنيسة التى كانت تسيطر وتستأثر بالسلطتين الدينية والمدنية، حيث كانت الكنيسة بالقرون الوسطى هى التى تقود المجتمع، يكاد يتشابه المجتمع فى قرونه الوسطى مع ما نعيشه الآن، حيث قوة المؤسسة الدينية وتغلغلها فى كل مناحى الحياة الاجتماعية والمجتمعية، وتظن أن قيادة الكنيسة تحكم ولا تحاكم.
وأسست لما يسمى «محاكم التفتيش» بهدف القضاء على كل فكر مغاير، وربما يكون أكثر تقدمية، وبالقطع كانت تستعين بالسلطة الدينية فى تنفيذ أحكام محاكم التفتيش التى كانت قد تصل إلى الإعدام، الذى استخدمت فيه أكثر من طريقة للتخلص من الحياة سواء بالحرق أو الشنق أو الغرق أو الخازوق.
أما السبب الثاني، هو ظهور محاكم التفتيش التى كانت تبحث فى النوايا بهدف القضاء على كل فكر مستنير وتقدمي. وثالثًا: محاربة العلم والعلماء واتهامهم بالهرطقة وتهديدهم بالإعدام. أيضًا كان ظهور الطبقة الوسطى أحد أسباب الثورة الدينية، واختراع آلة الطباعة، الأمر الذى ساعد على طباعة الكتب والمنشورات التى أنارت أذهان الناس فى ذلك الوقت.
والسبب الأخير هو ظهور دول قومية قوية كألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وغيرها، والتى كانت تتبع روما، حيث مركز الكنيسة الكاثولكية وقت الانتقاص من هيبتها والنهب لمواردها الاقتصادية.
طبعًا من بين الأسباب التى لا تفوتنا ما سمى ببدعة «صكوك الغفران» التى ابتدعتها البابوية لجمع الأموال الطائلة مستغلة فى ذلك جهل الشعب وبساطته.

■ هل كان الشعب متدينا ومطيعا لهذا الحد؟
- كان المجتمع فى العصور الوسطى يميل إلى التدين، وكان خاضعا بشكل غير عادى للمؤسسة الدينية، والتى كانت تتحكم فى كل شيء باسم الدين، مما سبب ضجرا وكراهية للدين ولرجال الدين، فعندما جاء «لوثر» كانت الأرض ممهدة تماما لهذه الثورة، التى كانت فى ظاهرها ديني، لكنها امتدت إلى جوانب الحياة المختلفة اقتصادية واجتماعية ومختلفة.
■ ما المبادئ التى قامت عليها الثورة الدينية آنذاك؟ ما المبادى الإنجيلية التى أسس لها المصلحون الأوائل؟
- اختلفت المبادئ التى نادى بها كل مصلح بحسب الظروف والاحتياجات التى عاصرها، ولكن يمكن أن نلخص خمسة مبادئ اتفق عليها جميع المصلحين، وكانت تعالج تلك المبادئ بعض المشكلات والتجاوزات التى شاهدتها العصور الوسطى، وأهم هذه المبادئ:
المبدأ الأول: الكتاب المقدس وحده: حيث كانت الكنيسة تمنع الكتاب المقدس عن الشعب، وتكتفى به فقط لقيادات الكنيسة، بالإضافة لتعليم الكنيسة الذى كان يسمى التقليد الكنسي، وكان الكهنة والقيادات الدينية يستمدون تعاليمهم وتشريعاتهم من التقليد بعيدا عن الكتاب المقدس.
المبدأ الثاني: السيد المسيح وحده: وهذا المبدأ يؤكد المصلحون من خلاله أن السيد المسيح هو البداية والنهاية هو الأول والآخر، ولا يجوز مساواته لشخص أو كتاب أو عقيدة أو نظام، ولا يجوز أن يأخذ أحد مكانه، لا كشفيع ولا كرئيس كنيسة، وذلك لأن الكنيسة آنذاك كانت تكرس وتعلم الشعب أن هناك شفعاء يقومون مع السيد المسيح بخلاص الإنسان.
المبدأ الثالث: هو النعمة وحدها: أى أن نعمة الله وحدها هى التى تخلص الإنسان من خطاياه وليس الأعمال الصالحة أو الصدقات التى يقدمها للكنيسة أو للفقراء وغيره.
وهناك الكثير من المبادى التى يمكن أن نستخلصها من حياة وتعليم المصلحين الأوائل، والتى حررت الإنسان من التدين الظاهرى وجعلته يفهم معنى الدين الحقيقى والمسيحية الحقيقية.

■ هل نحتاج الآن إلى ثورة دينية جديدة؟
- بالتأكيد.. فما نعانيه ويشكل حياتنا الآن يتشابه إلى حد كبير مع ما كانت تعانى منه المجتمعات فى العصور الوسطي، من حيث تغلل المؤسسة الدينية فى إصدار الكثير من التشريعات التى تحد من حرية الإنسان وتجعل سلوكه نمطيا، حتى أصبح التفكير جريمة، والإبداع بدعة، والتعبير تهمة تحاكم عليه، وصارت الغالبية متدينة فى كلامها وسلوكها، وأبعد ما تكون عن جوهر الدين.
وعندما تصل الأمور إلى هذا الحد تكون الثورة الدينية أقرب ما يكون للحدوث، ولن نذهب بعيدًا فأكثر من مرة نادت القيادة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بتجديد الخطاب الدينى وهذا الأمر يعنى نبذ التدين الظاهري، والتمسك بروح الدين والخطاب المتسامح وقبول الآخر، وكلها ضروريات يحتاجها مجتمعنا وربما فى تحقيق هذه الاحتياجات تتحقق الثورة الدينية المنشودة، فيصير مجتمعنا فى ركب المجتمعات التى تقدر حرية الرأى والتعبير، ولا تعادى الإبداع والتى تتمسك بصحيح الدين لا بقشوره.
■ هل تحتاج الكنيسة فى مصر إلى إصلاح؟
- الإصلاح عملية لا تنتهي، ببساطة أحد معانى الإصلاح هو النقد الذاتى لتقييم الأمور وتطويرها إلى الأفضل، سواء إن كان على المستوى الشخصى أو المؤسسي، والكنيسة تتكون من أشخاص ونُظم ولوائح، ومن النقد الذاتى والرغبة فى التطوير وتحقيق المزيد من النجاحات يأتى الإصلاح كضرورة، فالمؤسسة التى لا تصلح من ذاتها تتجمد مع الزمن، ورويدا رويدا تكون خارج الزمن، وما أراه الآن أن الكنيسة تجتهد فى أن تصلح من ذاتها عبر لوائحها ونظمها، والحراك الذى تستطيع العين أن تلاحظه فى جميع كنائسنا، ما هو إلا تأكيد على رغبة الكنيسة المصرية فى تحقيق مزيد من الإصلاح لمزيد من تحقيق هدفها ورسالتها.

■ على مستوى الكنيسة الإنجيلية.. كيف ترى الإصلاح الكنيسى المنشود؟ فى ظل قرارات بعدم تعديل الدستور وعدم رسامة المرأة.. رغم صدور قرارات لمجمع القاهرة فى حق المرأة فى الرسامة ورسامة بعضهن فى لبنان أو فى كنيسة لبنان الإنجيلية؟
- الإصلاح عملية مستمرة وطويلة، وإذا كان «لوثر» يعتبر قائد الثورة الدينية فى القرون الوسطي، لكن الأمر الحقيقى أن هناك روادا وقادة إصلاح سبقوه بأكثر من قرن، وإن لم ينالوا شهرة «لوثر» إلا أنهم كانوا البذور الأولى للإصلاح الذى انطلق مع لوثر.
بدأت الكنيسة الإنجيلية فى مصر وفى ظل مواكبة الاحتياج لدستور جديد ومنذ عام ٢٠٠٩ اتخذ المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
«السنودس» قرر تجديد أو تعديل الدستور الحالى لكن بكتابة دستور جديد يتماشى مع مستجدات العصر واحتياجات شعب الكنيسة لينظم العلاقات داخل الكنيسة الإنجيلية، وقد استمر العمل على مسودة هذا الدستور سنوات وقبل ما يتم التصويت على مواد الدستور الجديد تقدم أحد أعضاء السنودس بطعن على الإجراءات، وقد حكمت المحكمة الكنسية بقبول الطعن، ولأن الكنيسة الإنجيلية مؤسسة ديمقراطية فقد خضع السنودس بكل قياداتها إلى هذا الحكم، وهذا ما تم أيضا بشأن رسامة المرأة قسا وبكل ثقة أن ديمقراطية الكنيسة ورغبتها فى الإصلاح ستصل يوما لتحقيق هذا الإصلاح المنشود.
■ هل تعتبر مجلس كنائس مصر خطوة على طريق الإصلاح الكنسى؟
- الإصلاح يبدأ بنظرة نقدية ذاتية بهدف التطوير للأفضل وإصلاح ذات الشأن، فإذا تحقق هذا الأمر يمكننا أن ننطلق إلى الآخرين، وهكذا يصير حوارا جديا يصلح ولا يفسد، وقد جاء مجلس كنائس مصر فى وقت أسبق مما أظن، ففى الوقت الذى نرى فيه بعض قيادات كنسية تدين وتكفر ولا تعترف بكنائس نظيرتها، فكيف تجلس تلك القيادات معا فى مجلس واحد إلا إذا كان الأمر بروتوكوليا، وأعتقد أن مجلس كنائس مصر لم يحقق الكثير مما كان يرجوه مؤسسوه.

■ الكنيسة الكاثوليكية تعيد النظر فى بعض الأمور المتعلقة بمارتن لوثر فما تعليقك على ذلك؟
- الكنيسة الكاثوليكية مرت عليها أوقات وعصور كانت فيها القيادات الدينية متميزة وكتابية وتعرف تماما معنى المسيحية الحقيقية، ونموذج على هذا وجود البابا فرنسيس بروحه الوديعة وتواضعه وتمسكه بالحياة المسيحية الحقيقية من حب الآخر والحوار معه حتى محبة العدو، وكلها تؤكد أن رأس الكنيسة الكاثوليكية فى الوقت الحالى من القيادات التى تسعى للحوار وتمكين المحبة وعلاج الآثار والجروح التى سببها بعض مما سبقوه، فهو يمد يده للكنيسة الإنجيلية التى كانت مضطهدة فى وقت أسلافه وكم من مره قدم اعتذارا لما عاناه الإنجيليون من اضطهاد وتعذيب من أجل كلمة الله والتمسك بالكتاب المقدس، وليس غريبا أن تحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع الكنيسة الإنجيلية عبر العالم بعام الإصلاح ومرور ٥٠٠ سنة على إعلان مارتن لوثر «٩٥» احتجاجا، والتى قام بتعليقها على باب الكاتدرائية فى ألمانيا، ضد ممارسات الكنيسة الكاثوليكية فى القرن السادس عشر.
ومما هو جدير بالملاحظة أن الكنيسة الكاثوليكية قد رفعت الحرم «حرمان» عن مارتن لوثر بمناسبة عيد ميلاده الـ٥٠٠، أعتقد فى عام ١٩٨٥، ولا ننسى أنه بعد فتره قصيرة من إصلاح لوثر قامت الكنيسة الكاثوليكية من داخلها بحركة إصلاح كانت أقرب ما يكون لما نادى به لوثر، وهذا يؤكد دائما أنه كلما اقترب الانسان المسيحى من الكتاب المقدس وفهم المعنى الروحى لكلماته صار جزءا من الجسد الواحد وشعر بما يشعر به باقى الجسد.

■ توجد عدة ترجمات حديثة للكتاب المقدس، ما رأيك فى ترجمة «فانديك»؟
- الكتاب المقدس جاء باللغة العبرية واليونانية، وكان وما زال تأثير كلمة الله فعالة لكل عصر ولكل زمان ومكان، ومع أننا نرى ترجمات مختلفة كلها مأخوذة عن أقرب النصوص أو أقدمها إلا أننا نرى مدى تأثير كلمة الكتاب المقدس على قارئها فى أى ترجمة من يقرأ الكتاب المقدس بالفرنسية أو الإنجليزية أو العربية أو غيرها من اللغات تصل إليه المعانى الروحية الكامنة لتُغير الإنسان، وبالتالى فإن ترجمة «فانديك» كانت محاولة رائعة ومتميزة استطاعت أن تنقل ترجمة الكتاب المقدس من اللغات الأصلية إلى اللغة العربية، لكنها استخدمت بعض التعبيرات والمصطلحات التى كانت معروفة وشائعة فى وقته وتنقل للقارئ المعنى بدقة، ولأن اللغة كائن حى يتطور فإن بعض هذه الكلمات والتعبيرات والمصطلحات أصبحت تختلف فى معناها المتداول والمعروف حاليًا وأيضا مستقبلًا وهذا يعنى أننا فى كل وقت نحتاج إلى إعادة ترجمة الكتاب من لغته الأصلية بما يصل لقارئ العصر بنفس المعنى الروحى الذى أراده الكاتب الموحى إليه، فلا غضاضة من وجود ترجمات مختلفة ومتعددة فى اللغة الواحدة، ما دامت تعمل على مساعدة القارئ على فهم المعنى الحقيقى والروحى لما يريده الله من خلال كلمته.
■ تمر هذه الأيام الكنيسة الإنجيلية بمصر بصراعات بين مدارس التعليم اللاهوتى المختلفة فما تعليقك؟
- واحد من أهم المبادى التى قامت عليه الكنيسة الإنجيلية حرية الضمير وحرية التفكير، ويأتى الاختلاف من العوامل المجتمعية والثقافية من بيئة لأخرى، وليست اختلافات بين المذاهب أو الطوائف، وعلى المستوى الشخصى فما أقتنع به الآن ربما أغير قناعتى به غدًا أو العكس؛ المهم فى الاختلاف هو القدرة على التعبير الراقى والحوار المتميز وفهم أن الاختلافات هذه لا تؤدى إلى انشقاقات، وإنما الوحدة الرائعة توجد فى الاختلافات، ولا أخشى على الكنيسة الإنجيلية من اختلافات حرية الرأى والتعبير والتفسير إنما ما أخشاه أن تتحول هذه القضايا إلى سبب فى رفض الآخر المختلف.

■ هل نهاية العالم ستكون فى ٢٣ سبتمبر؟
- فى الحقيقة أن نهاية العالم تقترب كلما مر بنا الزمن، فمنذ ألفي عام آمن المسيحيون أن المجىء الثانى للسيد المسيح أو نهاية العالم وشيكة جدًا، وقد آمن مسيحيو الجيل الأول أنهم سيشهدون نهاية العالم، وهكذا تمر الأجيال وكل جيل يتوقع أنه الجيل الأخير الذى سيشهد نهاية العالم، وقد ظهرت عبر التاريخ حركات مماثلة كنسية وشعبية علمت أن نهاية العالم وشيكة جدًا، وهذا حدث فى نهاية الألف عام الأولى والثانية أيضا وسمعنا عن ٤-٤-٨٤، وسمعنا ليلة الألفية الثالثة ولم يحدث أن انتهى العالم، والعالم مستمر ومع أنه يقترب فعلًا من نهايته، لكن لا يمكن أبدا التنبؤ أو تحديد موعد نهاية العالم وسيمر يوم ٢٣ سبتمبر كما مرت المواعيد والأيام التى حددت سابقًا.
فى الواقع إن الذين يرددون مثل هذا التعليم يهدفون إلى حث الإنسان على التوبة والحياة الصالحة خوفا من اقتراب نهاية العالم، وبينما نجد نقاء الهدف من مثل هذه الادعاءات إلا أن ربط الكرازة أو الدعوة إلى التوبة الصادقة النصوحة بأحداث فى أغلب المرات أخطأت، أرى أن الأسلوب الأمثل للدعوة لتوبة الإنسان، ولأن يحيا حياة صالحة أن نفتح أمامه التعليم الصحيح للكتاب المقدس، وهى أن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لايهلك العالم، وأن كل من يؤمن به ويقبله تكون له الحياة الأبدية، فإن الإنسان الذى يعلن توبته على أساس محبة الله له يستمر إيمانه وتصبح أعماله الصالحة تجاوبا وتبادلا لمحبة الله دون التأثر بالظروف أو التعليم الخاطئة والتى منها تحديد موعد نهاية العالم.
ومما نستطيع أن نلاحظه بسهولة أنه مع تأخر نهاية العالم إلا أن عمر الإنسان محدد وقصير، فإذا لم ينته العالم يوم ٢٣ سبتمبر فان الآلاف من البشر ستنتهى حياتهم قبل هذا التاريخ، وهذه حقيقة لا تقبل الجدال.

■ فى الوقت التى تبحث عنه الشعوب والثقافات والحضارات أن تتلاقى نجد الكنيسة الإنجيلية تفتح الحوار المسيحي- الإسلامى - اليهودى فما تعقيبك على هذا؟
- لا خلاف على أن الحوار يقود إلى تفهم الآخر وفهم وجهة نظرهم، التى ربما تتفق أو تختلف مع وجهة نظر الطرف الآخر، لأن الإنسان عدو ما يجهل لأن الحوار هو أفضل طريقة للانفتاح على الآخر والتعرف عليه، وبالتالى تقل حدة العداوة وتصبح العداوة اختلافا فى الرأي، والحوار غالبا ما يقود لحل الكثير من المشكلات المتجذرة وربما الصراعات، حتى العسكرية منها، ما أروع الحوار بين الشعوب والثقافات فكم يكون ما بين الديانات كثير من المفاهيم والعقائد قد تكون سببا فى خلافات وصراعات وحروب دينية لكن بالحوار تنهى هذه الحروب وتقل هذه الصراعات، وما أحوجنا للحوار المسيحى الإسلامى والمسيحى اليهودى والمسيحى اليهودى الإسلامى فى آن معا، ولن يتغير عالمنا إلا بحوار حقيقى واستعداد لتفهم الآخر وللتغيير الذى يساعد أن يكون الإنسان إنسانا، ومصر تشهد الحوار المسيحى الإسلامى على محاور عديدة، منها حوار الكنيسة الإنجيلية والأزهر، ومنها منتدى حوار الأديان الذى تقوم به الهيئة الإنجيلية، وغير ذلك من الحوارات، وربما لا نشعر بالحوار المسيحى اليهودى أو الإسلامى اليهودى لقلة عدد اليهود المصريين أو المقيمين فى مصر أو لعدم تسليط الإعلام على مثل هذه الحوارات.