الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وفاة مهدي عاكف.. فصل جديد في مظلومية الإرهابية.. أعضاء الجماعة كانوا يتمنون موته في الوقت الحالي لاستغلال الواقعة سياسيًا لجذب التعاطف معهم

مهدي عاكف
مهدي عاكف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الغالب كانوا يتمنون موته، هم يدركون أنه شيخ عجوز ووفاته حتمية فالأفضل أن يموت الآن وليس بعد قليل. ربما كان ذلك هو صوت الضمير الإخواني الذي فتح سرادق اللطيمات في اللحظة التي علم فيها بوفاة المرشد السابع لجماعة الإخوان، مهدي عاكف، داخل مستشفى قصر العيني.
بدأ الأمر من نجلته "علياء" التي كتبت عبر حسابها على "فيسبوك" أن والدها في ذمة الله، فبدأ النشطاء الإخوان في إعادة نشر كلماتها، معلنين فيها حزنهم على مرشدهم السابق. الأمر لم يقتصر على ذلك إذ دشن الإخوان على "تويتر" هاشتاج يتحدثون فيه عن "عاكف"، لجلب التعاطف معهم.
وعاد قيادات جماعة الإخوان بمن فيهم هؤلاء الذين تغيبوا عن الساحة منذ فترة لعدم امتلاكهم ما يقولونه، عادوا مجددًا للحديث عن "مرشدهم" وكان منهم وصفي أبو زيد القيادي الإخواني الهارب في الخارج، كما شارك "عمرو دراج" في "الهاشتاج" رغم صمته في الأيام الماضية بعد فشله في التحريض على الرئيس عبدالتفاح السيسي خلال زيارته إلى أمريكا. وكان "دراج" هو ومجموعة من قيادات الإخوان قد تقدموا بطلب للإدارة الأمريكية للجلوس مع نواب من الكونجرس الأمريكي قبل زيارة االسيسي الحالي بأيام، الا أن الطلب قوبل بصمت وهو ما اعتبر إنه فشل إخواني.
وتواجه الجماعة هذه الأيام احتمالية إدراجها على قائمة الإرهاب في أمريكا بعدما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقاء مع "فوكس نيوز" عن ثقته في أن واشنطن ستدرج الإخوان كيانًا إرهابيًا.
في نفس الوقت تعاني الجماعة من انحصار نسبي في نفوذها داخل بريطانيا المستضيف الأول لها بعدما رفضت الحكومة البريطانية توصية من البرلمان بإقامة علاقات مع الإخوان. 
وتحاول الجماعة خلق منطقة وجود جديدة لها، حيث كشفت جهات إسبانية عن تحرك جديد تقوم به جماعة الإخوان إذ تنقل أرصدتها المالية من فرنسا إلى إقليم كتالونيا، وهو ما فسر كمحاولة للجماعة لخلق منطقة نفوذ جديدة.

في ظل هذا المشهد الانحصاري الذي تواجه الجماعة، توقع طارق أبو السعد، الإخواني المنشق، أن تقوم الجماعة باستغلال وفاة "عاكف" دوليًا لجلب التعاطف أو تأجيل أي قرار دولي يصدر ضد التنظيم. ولفت إلى أن الجماعة تعتبر وفاة "عاكف" مكسبا للتنظيم لإنه سيلفت إليها الأنظار بصورة إيجابية.
وتركز الجماعة على عمر "عاكف" إذ يتعمد قادتها وجهازها الإعلامي تلقيبه بـ"الشيخ" لجلب التعاطف، ووصف "أبو السعد" تحركات الإخوان بـ"الإفلاس" مشيرًا إلى أن التعامل الدولي مع الإخوان يحكمه المصالح وليس التعاطف.
يشار إلى أن الإخوان تنظيم قائم على "البكائيات"، ويتعمد التأكيد على إنه الفصيل المضطهد والمظلوم ما عرف عنه بـ"لغة المظلومية".