الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

المرأة لا تساوي نصف رجل أمام القضاء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرسول أوصى بالأم أكثر من الأب لتكريمها.. وأعلن حبه لزوجته دون خجل
تسبب سوء الفهم لقضية تعدد الزوجات من قبل الكثير من الرجال لظلم عظيم وقع على المرأة بسبب أنهم جعلوا الأمر في الآية: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ} للوجوب، وظل الرجل يبحث عن زوجة وراء زوجة دون مراعاة لحق الله فيهن، خاصة أن الله اشترط في الآية نفسها العدل بين الزوجات، وأن الذي لا يحقق هذا العدل فلا يجوز له أن يتزوج بأخرى، حيث قال: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}.
ويقول أهل الجهل إن الله لم يساو بين الرجال والنساء في الشهادة أمام القاضي، وأن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، أي أنها تساوي أمام القضاء نصف رجل، وهذا ليس صحيحًا؛ لأن الاستشهاد المقصود في آية سورة البقرة إنما المقصود به ما يكون في الديون والمعاملات المالية فقط، وذلك لعلة أن الله شدد في توثيق المعاملات المالية لخطورة ما يتعلق بها، وكما قال الله إن ذلك مخافة أن تنسى إحداهن ما حدث فتذكرها الأخرى، أما الشهادة أمام القاضي فهي لكل من توافرت فيه شروط الشهادة بغض النظر عن جنسه، ذكرًا كان أو أنثى.
ولا ننسى ونحن نتحدث عن ظلم المرأة ما تتعرض له من ضرب شديد موجع يجعلها تكره الرجال جميعًا، بل تكره الزواج نفسه؛ لأن الأزواج الذين يضربون زوجاتهم يعتبرون هذا حقًا لهم منحهم الله إياه بموجب القرآن ولم يمنح هذا الحق للنساء؛ حيث يقول الله تعالى: {وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}، ولم يقل واضربوهم.
ونسى أشباه الرجال أن الضرب المأمور به فى الآية هو ضرب التأديب وليس التعذيب، والمقصود به الإيلام النفسي، وليس البدني؛ لأن الله الذي خلق النفس يعلم أن الإيلام النفسي للمرأة أشد من الإيلام البدني، وهو ما يدفعها للتراجع عن خطئها، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم، أن الضرب يكون بعود الأراك أي السواك الذي يكون في حجم القلم تقريبًا، وأجاز الفقهاء الضرب بالمنديل الملفوف، ونهى الرسول عن الضرب المبرح قائلًا: (لَا يَجْلِدُ أحدُكم امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا في آخِرِ الْيَوْمِ)، وتقول زوجته أم المؤمنين عائشة، رضى الله عنها: (ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا).
ومن النصوص التي أساء المسلمون فهمها وتأويلها قول الله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}، وقالوا إن الآية تدل على التفاضل بين الذكور والإناث، علمًا بأن التفاضل في دين الله لا يكون على أساس الجنس أو العرق أو اللون، وإنما يكون على أساس التقوى كما مر بنا، فهذه الآية تدل على التمايز وليس التفاضل، فإذا ما قلنا مثلًا: ليس الماء كالهواء؛ فإنه لا يفهم بالضرورة أننا نفاضل بقدر ما يفهم أننا نمايز بينهما.
ومن سوء التقدير والحساب في فهم طبيعة المرأة عند البعض سوء تأويل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يقول فيه: (استوصوا بالنِّساءِ خيرًا؛ فإنَّهنَّ خُلقْنَ مِن ضِلع، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضلع أعلاه، فإنْ ذَهبتَ تقيمه كسرتَه، وإن تركتَه لم يزلْ أعوج، فاستوصوا بالنِّساء خيرًا)، وفي رواية أخرى: (إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة؛ فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها). 
وأصحاب سوء التأويل صاروا يرددون عبارة المرأة ضلع أعوج، دون أن يفهموا معناها، بل ربما يكون قصده نعتها بالعيب، والمقصود بتشبيه النبى صلى الله عليه وسلم، هو تنبيه الرجل إلى اختلاف طبيعة جنس المرأة عن جنسه، فكما أن الله تعالى خلق الضلع وهو عظم فيه انحناء واعوجاج مقصود ليقوم بوظيفة معينة؛ حيث يشد من أعلاه المنحنى عظم الصلب ليتكون القفص الصدري الحامي للقلب والرئتين، فكذلك خلق المرأة بطبيعة فيسيولوجية وسيكولوجية خاصة لتقوم بوظائف معينة من أجل المحافظة على النوع البشري وإسعاده.
ولم يخجل رسول الله أن يجهر بحبه لزوجته أمام جمع من أصحابه حينما سأله عمرو بن العاص، رضي الله عنه: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة)، ولم يخجل أن يعترف بذلك بعكس رجال هذه الأيام الذين يخجلون قول هذا، وكأن الاعتراف بحب المرأة عيب!!
وقد أوصى الرسول بالأم أكثر من الأب، كما روى البخاري أن رجلًا جاء إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك)، قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك)، قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).