الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

السينما القبطية.. محطة انطلاق لرموز فنية

هاني رمزي وتاتيانا
هاني رمزي وتاتيانا فى لقطة من فيلم ٤٩ شهيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشابه الموقف الدينى القبطى من السينما مع الموقف الدينى الإسلامى، فكلاهما ضم اتجاهات متباينة ومتعارضة من الفن عموما والسينما على وجه الخصوص، خاصة الكنيسة ورجال الدين الأقباط، فمنهم من أكد حرمانية الفن خاصة «التمثيل» سواء فى المسرح أو السينما، بل ووصل الأمر بالبعض إلى تحريم مشاهدة التليفزيون أو حتى وجوده بالمنزل، وهو اعتقاد تعتنقه طائفة تنتسب للكنيسة الإنجيلية تسمى «الإخوة»، ويجد رواجا له داخل بعض الأوساط القبطية المتشددة.
ذلك الموقف من الفن عموما والسينما خصوصا، جسده هانى جرجس وهو منتج سينمائى قبطى، فى فيلم له عرض لتجربته الشخصية، من خلال تناول حياة أسرة قبطية فى منزل مسيحى متشدد، وهو ما تعرض بسببه لهجوم بعض التيارات الدينية القبطية، بسبب المعالجة التى قدمها الفيلم لتلك القضية.
ورغم تلك الرؤية، إلا أن هناك من الأقباط من اعتبر السينما وسيلة هامة للحفاظ على التراث القبطى، الأمر الذى دفع الكنيسة القبطية لإنتاج أفلام تتناول سير القديسين، لكنها لم تعرض إلا فى الكنائس والقنوات الفضائية المسيحية، من دون أن تعرض فى دور العرض أو فى القنوات الأخري، إلا أن نجومها وفنانيها كانت خطواتهم الأولى الفيلم الدينى المسيحى.
السينما أكثر انفتاحا 
الدليل هنا الفنان المصرى هانى رمزى، الذى كانت بدايته فى فيلم «الابن الضال»، حيث جسد شخصية القديس مارمينا، لينطلق بعد ذلك إلى السينما والدراما غير الدينية بعد تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية عام ١٩٩١، ليشارك فى أعمال فنية غير دينية منها مسرحية «أنا عايزة مليونير» بعدها انتسب إلى فرقة «ستوديو ٨٠» التى أسسها الفنان محمد صبحي، ورغم نجوميته التى نالها إلا أنه لم يبتعد عن المشاركة فى أفلام دينية مسيحية، منها «٤٩ شهيدا، عائلة العلالي» إلخ.
الحال نفسها تنطبق على الممثل المصرى ماجد الكدوانى، الذى قام ببطولة فيلك الأنبا أندراوس لينطلق بعدها ويشارك فى أفلام كثيرة غير دينية منها «جاى فى السريع، شيكامارا، حرامية فى تايلاند، طير أنت» ومسرحيات منها «الإسكافى ملكا».
أفلام قبطية شهيرة
هناك أيضا الفنان يوسف داوود الذى بدأت مسيرته الفنية بالمشاركة فى أفلام دينية مسيحية أنتجتها الكنيسة، منها «الأنبا رويس، الراهب الصامت، أم الغلابة»، لينطلق بعدها ويشارك فى أعمال فنية كثيرة، منها «زوج تحت الطلب، كراكون فى الشارع، النمر والأنثى، السادة الرجال، حنفى الأبهة، الشيطانة التى أحبتني، ٥٥ إسعاف»، كما شارك فى فيلم أمريكى بطولة «ستاسى كيتش، وبروك بيرس»، ومن إخراج جوناثان وينفري.
ما سبق يؤكد أن السينما المصرية لم تمنع أى قبطى من تحقيق نجاح، فى تعبير صادق أن الشعب المصرى لا يفرق بين المصريين دينيا، وأن الفنانين الأقباط لم يجدوا أى انتهاك لحقوقهم كفنانين. 
فجميعهم لهم معجبون بين كل المصريين، دون تمييز بينهم وبين الممثلين المسلمين.
والدليل على ذلك الفنانة الرائعة سناء جميل، تلك الفنانة المصرية الجميلة التى تخرجت فى معهد الفنون المسرحية ١٩٥٣، لكنها لم تبدأ بالأفلام الدينية القبطية بل كانت بدايتها مختلفة عبر مشاركتها الأولى فى مسرحية «الحجاج ابن يوسف» وهو شخصية إسلامية شهيرة، ومع ذلك لم تبتعد عن المشاركة فى أفلام دينية مسيحية منها «مارجرجس، الشهيد أبانوب» إلخ.
لبيب وسيدهم.. رحلة فنية حافلة 
هناك إلى جوار هؤلاء آخرون منهم الممثل لطفى لبيب، الذى تخرج فى معهد الفنون المسرحية ١٩٧٠.
لبيب الذى تميز بأدائه التلقائى الكوميدى، كتب العديد من مسلسلات الأطفال وساهم فى إنتاجها، منها مسرحية «المغنية الصلعاء، الرهائن» كما شارك فى أفلام دينية قبطية كثيرة، منها «الأنبا برسوم العريان، والأنبا بولا، ٤٩ شهيد» إضافة إلى أعمال سينمائية أخرى ليس لها طابع دينى، منها «عسل أسود، أسد وأربع قطط، الثلاثة يشتغلونها، أمير البحار، طباخ الرئيس».
وهناك الفنان الكوميدى جورج سيدهم، الذى بدأ حياته الفنية كعضو فى فرقة «ثلاثى أضواء المسرح»، والذى ساهم بشكل كبير فى أفلام دينية مسيجية أنتجتها الكنيسة منها «الشهيد أبانوب، سمعان الخراز، الأنبا موسى الأسود». 
صبحى الأفضل
ما سبق يؤكد أن الفن فى مصر، قادر على أن يكون أكثر تسامحا وتفتحا من المجتمع الذى يعبر عنه ويتأثر به، ولا يزال الفن أيضا فى مصر قادرا على استيعاب وإذابة الحواجز الدينية أو العرقية بين الأشخاص، وحتى الآن لم يصبح ذوق الجمهور المصرى طائفيا.