رجل خمسينى ورث مهنته عن جده، فأصبح نائبًا عن عمدة «كفر أبوجندي» التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، هو محمد الحو، الذى يعتبر نفسه رجل الأمن فى البلدة، يقول: «جدى كان شيخ بلد، وبعد وفاته أخذها ابن عمى ومن بعده أنا؛ لأن الأفضل الذي يتسلم المهنة يكون من العيلة».
ويضيف: «الناس مبقتش تخاف من العمدة وشيخ البلد زى زمان، لكن لسه لينا هيبتنا واحترامنا بين الناس، لأنهم بيحتاجونا ويلجأوا لنا علشان نحكم فى مشكلاتهم، واللى منهم مايعجبوش حكمنا بيروح المركز وبعد كدا لازم يجيلنا تانى وبيتحايل علينا لأن المشكلة اللى كانت هتتحل ع إيدينا بجنيه لو وصلت للمركز هتتطور فى المحاكم وتتحول لقضية وهتحتاج لمحام بألف جنيه».
يعتدل فى جلسته، ثم يستطرد: «دلوقتى المشكلات زادت عن زمان مش معنى كده أن دور شيخ البلد انطمس، بالعكس كل ما بتزيد المشكلات كل ما بنشيل عن الحكومة بلاوى كتير، لو نسبة ١٠٠٪ هتروح المركز، إحنا بنشيل نبسة ٨٠٪، ومع ذلك مرتبى كان لحد سنة فاتت ٧٥ جنيها فى الشهر، وحاليًا بقى ٥٦٠ جنيها».
وتابع: «مش بعتبرها وظيفة ولا معتمد على دخلها، أى شيخ بلد لازم يكون فاتح مشروع علشان يعيش منه والعمدة مرتبه ٧٥٠جنيها، المفروض يبقالنا معاش وتأمين صحى ونتعالج فى مستشفى الشرطة؛ لأن مجهودنا لا يقل عن أفراد الشرطة فى شىء بل يزيد عنهم فى بعض الأوقات فلو كان ضابط الشرطة بيستنى لما تجيله مشكلة فأنا بنزل وبتابع وضع البلد والأراضى الزراعية تفاديا لحدوث أى مشكلات».
تقاطعه زوجته، السيدة «أمل» قائلة: «والدى كان شيخ بلد زمان وكان فى هيبة واحترام لزوجة شيخ البلد وأولاده، دلوقتى العكس الناس بقت تقلل من قيمتنا وفى أوقات بيوصل لأنهم بيهينوا شيخ البلد عن طريق التقليل منه أمام زوجته، وحتى مرات العمدة مبقاش ليها السلطة بتاعت زمان».
أشهر «شيخ بلد فى السينما»
يعد حسن البارودى، أشهر من جسد وظيفة شيخ البلد التى عرفتها مصر منذ عهد الفراعنة، فى فيلم «الزوجة الثانية»، نظرًا لتأثر الجمهور به والتعاطف مع «أبوالعلا» ضد جبروت العمدة، خاصة أن شيخ البلد هو من أحل المحرمات للعمدة، وأجبر الزوج على تطليق زوجته، وعقد قرانها على العمدة فى الحال، وحينما رفض المأذون عقد القران إلا بعد أشهر العدة، قال جملته الشهيرة: «الدفاتر بتاعتنا.. اكتب القسيمة يا مولانا اكتب».
