وُلد في 31 مايو 1887م بجزيرة بوانت لابيتر، إحدى جزر الآنتيل ثم انتقل إلى فرنسا لدراسة الحقوق بمدينة بوردو بفرنسا في 1898م، وتولى عدة مناصب دبلوماسية في بيكين وواشنطن حتى ترقى إلى منصب السكرتير العام لوزارة الخارجية وذلك عقب التحاقه بوزارة الخارجية في 1914م، هو الشاعر والدبلوماسي الفرنسي "سان جون بيرس" والحاصل على جائزة نوبل في الأدب في 1960م.
يتميز الشاعر جون بيرس بإحساسه الرفيع، حيث عُرف بكثرة واستمرار عُزلته فكان غائبا باستمرار، وذلك كان واضحا في أشعاره التي تميزت بالغموض والقوة وكأنه يُقدم للبشرية خطابًا شِعريًا متراميًا الأطراف وكفيل بأن يُنسب لأحد خطباء العالم القديم مثل خطباء الرومان أو لكاتب كبير مثل بوسييه.
وتميز شعر بيرس أيضًا بالملحمية التي لا نظير لها بين معاصريه، فعلى المستوى التقني نشعر أنه يستعيض عن البيت الشعري بالمقطع الشعري أي يستبدل بحور الشعر الفرنسي التقليدية بالإيقاعات المتتالية، والتي يمكن أن تتجاوز في طولها البيت التقليدي ويمكن أن تقصر عنه.
ولوصف أدق يمكن أن نقول إن برس كوّن لنفسه إقاعه وموسيقاه الخاصة، وبالإضافة إلى ذلك كله نجد حرص بيرس الشديد على ألا يُفصح عن ملامح حياته الشخصية، فنحن نتعرف في شعره على عوالم كبرى إلا أنها ليست تجربته الفيزيائية.
وكتب بيرس الكثير خلف إسم مستعار كان يخفي من خلاله تفاصيل يومياته وحياته الشخصية خلف ذلك الحجاب المُحكم من كيمياء الإستعارات المتتالية والعوالم الكلية والتجارب المعرفية، وكان ينظر دائمًا إلى الشعر على أنه أعلى من الفلسفة وأبعد من الفيزياء بما في ذلك فيزياء الجسد، ولهذا كانت تجربته روحية داخلية مغلفة وباطنية.
ونشر بيرس كتابه الشعري "مدائح" كأول كتبه الشعرية في 1911 م تحت اسمه الحقيقي "سان ليجي"، ثم ابتعد لمدة 13 عامًا لم يكن لديه فيها أي اتصال بالوسط الشعري الفرنسي، باستثناء صديقيه الشاعر بول كلوديل، والكاتب فكتور سيجالين الذي كان دليله لمعرفة العالم الآسيوي وذلك الابتعاد جعله أيضًا بمعزل عن التأثر بتيارات عصره الشعرية، بل كثيرًا ما كان بيرس يسخر من السّرياليين.
وفي عام 1924 أصدر كتابه الثاني "صداقة الأمير" بتوقيع سان جون بيرس، وهو اللقب الذي ارتضاه لنفسه ليتخفي وراءه طوال حياته الأدبية واتخذه في سائر أعماله التالية.
وفارق الشاعر الفرنسي "جون بيرس" الحياة في مثل هذا اليوم 20 سبتمبر من عام 1975م وذلك عن عمر يناهز 88 عامًا.
