الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"بث مباشر" هَمْ يضحك.. أبطال الفيلم يتحدثون في ندوة "البوابة نيوز"

ندوة «البوابة نيوز»
ندوة «البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدار الندوة- عزت البنا 
أعدها للنشر- محمد زكى 
تصوير - إيمان أحمد
رغم أن الموسم السينمائى الحالى يعد استكمالا لموسم عيد الفطر، الذى شهد وجود العديد من الأعمال السينمائية القيمة، وهو ما كان سببا فى هروب بعض الأعمال الفنية بسبب المنافسة الشرسة خلاله، إلا أن صناع «بث مباشر» اختاروا خوض السباق، ليؤكدوا للجميع أن العمل الجيد قادر على المنافسة حتى لو كان بإمكانيات قليلة.
الفيلم الذى حارب «فارس» من خلاله الفساد، ويجسده الفنان سامح حسين، دون أن يدرى تحول إلى صرخة حقيقية فى وجه الظلم والمناخ السيئ لتصل من خلاله رسالة العمل، صناع الفيلم تحدثوا لـ«البوابة» عن تفاصيله ومعوقاته، مؤكدين أنه جاء كمحاولة منهم لمواجهة الفساد والمحسوبية، وتأريخ للأوضاع فى مصر 2017 على شريط سينما هو «بث مباشر» للأجيال المقبلة. أبطال «بث مباشر » تحدثوا فى حوار صريح ومختلف عن الفيلم، مفسرين لكثير من الألغاز والأسرار والمتاعب التى واجهتهم أثناء العمل فى ندوة «البوابة»...

سامح حسين: أنا ممثل.. «مش مهرج».. و«بث مباشر» 
الفيلم أولى خطواتى الحقيقية فى السينما.. وأريد تقديم أعمال يحترمها المشاهد
الخوف عامل مؤثر على كل شخص يرغب فى صناعة عمل جيد ولو خفنا فلن نقدم عملا فى النهاية، هكذا يؤكد الفنان سامح حسين الذى قدم العديد من الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية، آخرها فيلم «بث مباشر» الذى تم عرضه فى عيد الأضحى.
ويضيف حسين: ونحن نقدم عملا جيدا لا ننظر لأسبوعين أو ثلاثة هى عمر الموسم السينمائى الحالى، ولكننا ننظر للعمر القادم والسنوات المقبلة، وهو ما نجحنا فيه. حول رؤيته الفنية وأعماله المتنوعة، وفيلمه الأخير، الذى لم يستطع المنافسة، «البوابة» التقت حسين، وكان هذا الحوار:
يقول الفنان سامح حسين: لا أفكر فى المنافسة بأى شكل من الأشكال ولكن دائما ما أبحث عن تقييم نفسي، وأرى أين أجدت وأين أخفقت، وماذا سوف أفعل من أجل تحسين صورتى وأدائى، وكذلك أريد أن أنتقل من منطقة تمثيل لمنطقة أخرى وهذا ما يشغلني، وفى النهاية المسألة والحسبة أنا كلفت قد إيه، وحصدت قد إيه فأنا كسبت قد إيه، لكن لو الحسبة بالورقة والقلم سوف تجد أن الأفلام التى تتعرض للخسارة هى الأفلام ذات الميزانية الضخمة لأن عمرها ما حتحقق المصاريف التى صرفت عليها.
ويستكمل حسين كلامه قائلا: ليس الهدف من الفيلم الهجوم على الإعلام ففى الفيلم نجد المذيع شريف مدكور يقدم برنامجا، ويتناول من خلاله أحد النشطاء ليجد نفسه فى النهاية يتحدث فى السياسة ويطلق الإفيه الأشهر فى الفيلم «الحرية لميشو»؛ لأنه شعر بأن ما يقدم هو ما يشغل الوطن وأن القضية عامة.
وقضية «بث مباشر» تشغل كل فئة فى المجتمع من خلال العائلة الراقية والحارة الشعبية التى مثلتها القهوة، يقول: السوشيال ميديا لغة العصر الجديد، وهناك أعمال سينمائية ودرامية تقدم من خلال «الموبايل»؛ حيث أصبح الأكثر انتشارا.
ويضيف، أنا كنت مستنى الفيلم بفارغ الصبر، خصوصا أنه به جرعة تمثيل عالية وأنا كنت طالب من ربنا أن يكون هناك عمل قوى به دراما قوية وجرعة التمثيل عالية والمنطقة الوسط غير الموجودة فى مصر، الممثل اللى بيضحك ويبكيك، كنت أرغب فى الوصول إلى هذه المرحلة، أنى أقدم مونولوج وأنا كوميديان، وأنى أخلى الناس يبكوا أو يصفقوا وهذا ما حدث. وأنا قدمت هذه من قبل فى مسلسل «اللص والكتاب»، ولكن فى السينما الأمر مختلف، خصوصا أن هناك ندرة فى المنتج السينمائى الذى يستطيع أن يقدم ذلك، لحد ما ربنا رزقنا بالمنتج أحمد بجة، وكذلك المخرج المتحمس لذلك.
وتابع قائلا: لا أريد أن أرضى الجمهور على حساب الفن، فأنا ممثل ولست مهرجا، وأريد أن أقدم عملا فنيا يحترمه المشاهد، وأستمتع أثناء تمثيله، فالفن وجهة نظر والناس من طبعها الاختلاف، ومسألة الإيرادات ليست مشكلتى؛ فصناعة السينما التجارية تعود إلى المنتجين، وأتمنى أن يستمتع الجمهور بهذا الفيلم بعد٢٠ سنة مثل الآن.
ودلل سامح حسين على كلامه بالنجم الراحل أحمد زكى الذى قدم فيلم «شادر السمك»، ووقتها كان يقدم عادل إمام فيلم «الحريف»، وعندما كتب صحفى عن أحمد زكى أنه حقق أعلى إيرادات بفيلمه مقارنة بفيلم عادل إمام حزن بشدة، وقال إنه قدم لجمهوره فيلما تجاريا وليس فيلما يستمتع به المشاهد، وقال إنه كان يتمنى أن يقدم «الحريف» الذى قدمه عادل إمام.
وحول ما قاله الناقد الفنى طارق الشناوى عنه بأنه خرج عن جلده وأن فيلم «بث مباشر» فيلم مقاولات، قال سامح حسين: إن الشناوى لم ير الفيلم قبل أن يكتب هذا الكلام؛ فقد كتب ذلك أول يوم العيد وعند الاتصال به قال لم أر الفيلم ولكن كتبت ذلك بناء على البرومو الدعائى للفيلم الذى شاهدته على شاشات التليفزيون، فهو ظلم نفسه مرتين: الأولى عندما قال على نفسه ناقد فني، والثانية عندما كتب قبل أن يرى الفيلم.
وأضاف حسين حول إمكانية قبوله لأعمال من نوعية الأعمال التى تعتمد على الراقصة والأغانى الشعبية، قائلا: لن أقبل أن أقدم عملا أخجل منه، ولى الشرف أن أذهب للتمثيل فى قصور الثقافة ومراكز الشباب.
ويستكمل قائلا: الحرية الأولى والأخيرة لى وأنا زى ما صناع العمل يرفضونى؛ لأنى غير مناسب للدور فى أحد الأعمال، أنا أيضا من حقى أن أرفض الأعمال التى تعرض على وأنا غير مقتنع بها وهذا ما حدث فى العديد من الأعمال.
وعن الشخصية التى يريد أن يقدمها، قال: أريد أن أقدم شخصية إسماعيل يس بشكل مختلف، ولكن فى السينما وليس الدراما.
وعن مشهد المرافعة الذى قدمه، والذى يقدم من خلاله جرعة تمثيلية عالية جعلت البعض يتساءل عن حصر نفسه فى أدوار معينة، يقول: أنا لا أرغب فى حصر نفسى فى أدوار معينة؛ فأنا ممثل وأريد أن أقدم أدوارا كثيرة وهى فى النهاية صناعة وأنا لو متحكم فيها سوف أقدم ما أرغب فى تقديمه ونحن لا نشابه الخارج فى العمل، فمن الممكن أن أقدم دورا صغيرا جدا فى فيلم وهو لا يقلل أبدا من قيمة الفنان، وبعدها بطولة فى فيلم آخر، وهذا ما كان يحدث قديما فى الأعمال الفنية، فنجد الفنان فؤاد المهندس الأستاذ له أفلام باسمه، ونجده فى دور ثان أو ثالث مع فنان آخر، والأمر ليس صناعة الآن، بل أصبح تجارة، والنجوم الكبار قدموا ذلك لدرجة أن الفنان محمود المليجى ظهر فى أحد الأفلام من خلال كلمة واحدة «مظلوم يا عالم».
وعن مدى تحكمه فى الأعمال التى يقدمها، قال: أنا أفعل ذلك فى الفيديو، ومساحة الجمهور عندى فى الفيديو أوسع بكثير واسمى برا كويس، لكن فى السينما لم يحن الوقت وهناك حالة ضبابية، فى نوعية الأعمال التى أقدمها، وأنا أعتبر أن «بث مباشر» أول خطوة حقيقية فى السينما وبرسم فيه ملامحى الشخصية فى السينما.
المخرج: رسالتنا لـ«السيسى»: «إحنا مش فقراء هما اللى حرامية» 
ظهور نجم جديد من أبطال الفيلم كل ١٠ دقائق أبرز التحديات
كشف مخرج العمل «مرقس عادل»، أن رمز «فودة» فى الفيلم يشير إلى الفساد، مؤكدا أن الفيلم إذا نظرت له بعين ناقدة، ستجد أنه ملىء بالرموز وكل شىء فيه له معنى سواء موسيقى تصويرية أو حركة كاميرا أو حتى الألوان المستخدمة فى الفيلم، والعمل يركز على رسالتين واضحتين هما: أن الفساد موجود وسيظل موجودا، ولكن له حلان، وهما وجود قرار سيادى تدعمه إرادة شعب تساند هذا القرار، والأمر الثانى هو وجود إرادة قوية من الشعب لحل الأمر، مضيفًا أن الفيلم تناول أيضًا علاقة الفساد بالإعلام من خلال طرح صورتين مختلفتين، الأولى استطاعت أن تغيِّر والأخرى التى تأخذ قرارها من أصحاب الفساد أنفسهم.
وعن نظرته للإعلام بهذا الشكل، يقول: «الصورة الثانية صورة للبعض وليست صورة عامة حتى لا تؤخذ الأمور بشكل خارج عن نطاق الحقيقة».
وأضاف: «نحن اعتمدنا على السوشيال ميديا فى الفيلم بشكل كوميدى اجتماعى، وحاولنا أن نرصد هذه الظاهرة التى أصبحت الأكثر تأثيرا فى مجتمعنا، حيث أصبح الفيس بوك محركًا للعديد من الأمور، لدرجة أن هناك وزراء ومسئولين يتم الاستغناء عنهم نتيجة لهذا التأثير، وتستطيع أن تقول إن الفيلم محاولة لتأريخ الفترة الحالية من خلال شريط سينمائى، وأى شخص سيشاهد الفيلم سيرى شكل مصر فى ٢٠١٧».
وعن آخر مشاهد الفيلم الذى دار داخل المحكمة من خلال دفاع «فارس» الذى يجسده سامح حسين، يقول ضاحكًا: «المشهد كان موجهًا لقاضى المحكمة»، ويستطرد قائلا: «الرسالة موجهة للرئيس السيسى، لأننا قلنا : قرار سيادى بجواره إرادة شعب، ورسالتنا للرئيس: إننا مش فقراء، هما اللى حرامية وإننا مش غلابة، هما اللى عايزينا نبقى غلابة».
وأضاف أن المشهد قيل مرة واحدة، ولكنه استغرق ١٩ ساعة تصويرا، وأنا خلف الكاميرا لم أعلق على أى شىء لكنى كنت أغير مكان الكاميرا، لأنى رغبت فى التركيز أيضا على كل فئات الشعب فى التصوير.
وقال: إن من صعوبات العمل أيضا أن كل ١٠ دقائق فى الفيلم يظهر نجم جديد من أبطاله، بأحداث جديدة ولوكيشن جديد.. فالفيلم يضم ٣١ فنانا و٤٢ لوكيشن، وتم تصويره فى ١٤ يوما فقط، وقبل التصوير استغرقت فترة التحضيرات نحو ٣ أشهر، لأننا كنا نقوم بنقاشات لتقديم أفضل ما لدينا جميعًا. 
وعن اختياره لعبدالرؤوف الشهير بـ «أوفا» فى الفيلم كاستغلال للنجاح فى أحد الإعلانات الرمضانية، يقول: «السينما، صناعة تحتاج لبعض العوامل لإنجاحها، وهناك بعض الأمور التى من الممكن أن تساعد فى ذلك، ومن هنا جاء التفكير فيه ليكون ضمن أحداث العمل، ونجح بالفعل فى المنطقة التى وضع بها واستطاع إضحاك الناس على إفيهاته».
وعن مدى تأثير الإيرادات فى تكرار التجربة يقول: «لو فى منتجين بيحللوا نجاح العمل بمدى تأثيره، والرسالة التى يرغب فى تقديمها سوف نستمر بالتأكيد، والأمر لا تقف مسئوليته علينا فقط، ولكن على كل شريحة تشارك فى الإنتاج السينمائى والفنى». وأضاف: «قدمنا منتجًا جيدًا وحقق إيرادات مرضية، ولم نعتمد على المكسب السريع والضخم، وفى النهاية الأعمال كبيرة التكلفة لا تحقق المكاسب المتخيلة كما يعتقد البعض، المهم الرسالة». واستطرد قائلًا: «أثناء الفيلم الذى استمر تصويره ١٤ يومًا فقط، شعرت بسعادة كبيرة، ولكن فى المقابل كانت هناك مسئولية كبيرة على عاتقى، خاصة أن الرسالة مهمة، وكنت أخشى من تقديمها خارج المضمون الذى يرغب العمل فى تقديمه فى النهاية، ولكن الجميع وقف بجوار العمل ليخرج فى النهاية بهذا الشكل المرضى».
محسن محيى الدين: العمل محاولة للتصدى للفن الهابط
يجب مساندة المنتجين والكُتّاب الجدد لإحياء دور السينما فى الاقتصاد من جديد 
قال الفنان محسن محيى الدين إن السر فى حماسه لدوره فى فيلم «بث مباشر»، هو الورق الذى عرض عليه، فهو أكثر من رائع، والكاتب طارق رمضان قدم حدوتة مختلفة، ففكرة الفيلم قائمة على أن الفساد ليس من السهل القضاء عليه، كما أنه ليس عميقًا ومتشعبًا مثلما يعتقد البعض، فالبطل يواجه الفساد بالصدفة دون ترتيب. 
ويجيب محيى الدين عن الفرق بين المرحلة التى عملها مع الراحل يوسف شاهين والفترة الحالية قائلًا: «لا توجد مقارنة بين المرحلتين، ولكن فى حياتى الشخصية أنا عشت عصرى الراحلين عبدالناصر وأنور السادات، بالإضافة إلى عصر مبارك، فأيام جمال عبدالناصر كنت أسمع كلامًا معينًا مثلًا «الحيطان لها ودان»، و«امشى جنب الحيط»، و«لا تتحدث فى السياسة»، وعاصرت أيام النكسة والأشياء التى مرت وما بعدها، ثم عام ١٩٧٣ والانتصار وتغير كبير فى شكل مصر، وهذه الفترة كان هناك فن أكثر من رائع، حيث كانوا يحاولون تعويض الأشياء المحرمة من خلال تقديم الفن. 
وعن مساحة الدور التى يظهر من خلالها يقول: «أنا لا أهتم بمساحة الدور، أنا يهمنى اللى خلف الدور، والفيلم عبارة عن سلاسل وهى شبكة وأنا لم أنظر للعمل من الجلدة للجلدة، ولكن نظرت للقيمة وأن الفيلم يحارب الفساد، ولو كان الدور مشهدًا واحدًا وله تأثير سوف أوافق عليه، المهم التأثير».
ويتساءل «إننا كصناع أعمال كيف يمكننا مساندة المنتج أحمد بجة، الذى تحمس للعمل والفكرة، والشركات الجديدة التى ترغب فى صناعة أعمال جيدة فى ظروف سيئة وصعبة؟ لأنهم لو انهزموا سوف يلجأون لصناعة الفلوس والتجارة والبعد عن المحتوى الجيد، والمهم أن يستمر ونحن يجب أن ندعمه حتى يكون لدينا منتجون يعيدون السينما مرة أخرى لدورها الذى يفيد المجتمع، والكتاب الجدد أيضًا يجب أن نساندهم، لأنهم يكتبون موضوعات متميزة دون الاعتماد على «راقصة» والسلام، ويبتعدون عن فكرة «الترقيع»، ليخرج العمل بشكل جيد ومحترم، وأعتبر أن الفيلم محاولة لاستعادة الصناعة التى كانت تمثل الدخل القومى الثانى بعد القطن المصرى، فهناك دول مثل الهند أصبح دخلها القومى الأول من صناعة السينما، والسينما المصرية الآن أصبحت بعيدة عن الأسواق الخليجية مثلما كانت فى السابق، فلم يعد لها وجود فى الكويت والإمارات والخليج زى الفيلم الهندى، والفيلم الأجنبى أصبح يغزو السوق المصرية والخليجية».