الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مهرجان تورنتو.. بوابة الأوسكار

مهرجان تورنتو
مهرجان تورنتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«جارى أولدمان» يخدع الجميع بشخصية «تشرشل»
«جاك جيلنهال وأندرو جارفيلد» يتحديان الإعاقة بالإلهام

ما بين كان وفينسيا وتورنتو يجول الكثير من عشاق ومتابعى السينما العالمية لجمع قطع الأحجية جنبًا إلى جنب، للكشف عن الجواهر الخفية لهذا العام، التى تظل تفصح عن شكلها شيئًا فشيئًا، وصولًا لنهاية الماراثون السينمائى نهاية العام ختامًا بسيد مهرجانات السينما العالمية، حفل توزيع جوائز الأوسكار، ومع نهاية الدورة 42 لمهرجان تورنتو السينمائى، أحد بوابات الأوسكار الخلفية، خطف العديد من النجوم والأعمال السينمائية الأنظار بشدة هذا العام، ليضربوا موعدًا هامًا مع الفارس الذهبى بموسم الجوائز الكبرى.

٣٤٠ عملا سينمائيا
قرابة ٣٤٠ عملا سينمائيا أبهرت رواد مدينة تورنتو بمقاطعة أونتاريو على مدار ١١ يوما، منذ انطلاق المهرجان فى السابع من الشهر الجارى، ومع إلقاء النظرة الأولى للأعمال المشاركة بدورة العام الحالى يبدو أن هناك عددا من المخرجين والنجوم يمسكون بزمام الأمور ويتحكمون بمفاتيح ترشيحات جوائز كبرى المهرجانات الفنية خلال الفترة المقبلة.
مؤشرات أولية
المؤشرات الأولية تشير بقوة نحو رائعة المخرج المكسيكى «غيلرمو ديل تورو»، والذى هز أركان تورنتو بفيلمه «The Shape of Water»، وحاز على ردود فعل إيجابية من النقاد والجمهور بعد مشاهدة الفيلم، يبدأ ديل تورو السباق، وهو هادئ النفس وواثق الخطى، بعدما حصد جائزة الأسد الذهبى بمهرجان فينسيا السينمائى هذا العام، وهذا يُعد مؤشرًا جيدًا له نحو منافسات الأوسكار التى دائمًا ما تتقارب اختياراتها مع فينسيا وتورنتو، والمتابع لخريطة العام الماضى يُلاحظ الأمر بشدة من خلال الفيلم الموسيق» «La La Land» للمخرج الشاب داميان شازيل، الذى طاف وجال بكبرى مهرجانات أوروبا وأمريكا، وحصد نصيب الأسد بجوائز الأكاديمية هذا العام، ولكن غيلرمو على يقين أن الماراثون لن يكون سهلًا وسط منافسات شرسة تم الإعلان عن عدد منها وعدد آخر لم يتم إطلاقه بعد، فالمخرج دارين أرنوفسكى حاله كحال غيلرمو يسعى لحصد لقب الأوسكار الأول له من خلال فيلمه «Mother!» بعدما لم يحالفه الحظ عام ٢٠١١ بفيلم «Black Swan».

أندى سيركس
وافد جديد أيضا لن يترك مضمار السباق بسهولة هذا العام، وهو المخرج «أندى سيركس» الذى اشتهر فيما مضى بأداء شخصية القرد «سيزار» وشخصية «غولوم» بثلاثية مملكة الخواتم الشهيرة، الذى قرر الاستعانة بخبرات السيناريست «ويليام نيكلسون» الذى رُشح لجائزة الأوسكار مرتين من قبل بفيلمه الجديد، «Breathe» كما استعان بخبرات النجوم أندرو غارفيلد وكلير فوى لبطولة الفيلم، الذى من المتوقع أن يشهد ترشيحات عديدة بالأوسكار العام المقبل لقوة المادة الدرامية.

قضية «العنصرية»
كاثرين بيجالو الفائزة بجائزة الأوسكار مرتين من قبل لم يُشارك فيلمها الجديد «Detroit» بأى من المهرجانات الدولية، إلا أنه يعالج قضية هامة تلتهم الجسد الأمريكى بضرواة، وهى قضية «العنصرية» والتى تمكنه من خوض منافسات ترشيحات الأوسكار بقوة، بجانب فيلم السيرة الذاتية «Molly Game» للفائز بالأوسكار السابق أرون سوركين، فيما يواصل مرشح الأوسكار السابق المخرج الإنجليزى كريستوفر نولان البحث عن الجائزة الأولى له من خلال فيلمه الجديد «Dunkirk» والذى يتناول معركة دونكيرك الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أعلن عدد من المخرجين عن مشاريعهم المقبلة والتى من المتوقع أن تضرب شاشات السينما العالمية خلال الفترة المقبلة، أبرزهم المخرج القدير ستيفن سبيلبرج، والذى يجهز لفيلم «The Post».

إيما ستون
ومن بين النجمات اللاتى لمع نجمهن بمهرجان تورنتو هذا العام، الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار «إيما ستون»، والتى تطل علينا برفقة النجم ستيف كاريل بفيلم «Battle of the Sexes» الذى تدور أحداثه فى سبعينيات القرن الماضى، حول مسيرة لاعبة التنس الأمريكية الشهيرة بيلى جين كينج، وأحداث المباراة الشهيرة التى جمعتها بالبطل السابق بوبى ريجز، وعلى ما يبدو أن ستون لم تنو الاكتفاء بجائزة الأوسكار التى حصدتها العام الحالى عن دورها بفيلم «La La Land» الذى أخذ مسار فيلمها الحالى نفسه قبل عام، حيث شارك أيضا العام الماضى بمهرجان فينسيا وحصدت ستون من خلاله جائزة كأس فولبى كأفضل ممثلة، كما عُرض أيضا بمهرجان تورنتو فى دورته السابقة، ولاقى ردود فعل واسعة عن أدائها المتميز الذى ظهرت به، وهو الأمر الذى تكرر بدورة العام الحالى لمهرجان تورنتو بعد العرض الخاص للفيلم.

مارجوت روبى
فيما لفتت الأنظار بشكل كبير بمهرجان تورنتو النجمة «مارجوت روبى» الممثلة التى بزغ نجمها بفيلم «Suicide Squad» بشخصية هارلى كوين فتاة الجوكر المفضلة، الأمر الذى جذب أعين العديد من المخرجين نحو الإمكانيات التمثيلية الهائلة لها، حيث حظت بكثير من الإشادة عقب عرض فيلمها «I Tonya» بالمهرجان، الذى تقوم خلاله بدور البطلة الأوليمبية فى التزلج على الجليد «تونيا هاردينج» التى واجهت عقوبات رادعة من اللجنة الأوليمبية تتلخص فى قضائها قرابة ٥٠٠ ساعة فى خدمة المجتمع ودفع مبلغ مالى ضخم، بالإضافة إلى إقصائها من دورة عام ١٩٩٤، عقب اعترافها بمحاولتها إخراج زميلتها «نانسى كيرجان» من المنافسات، الحادثة التى تُعد من أكبر الفضائح الأوليمبية على مدار التاريخ.

سالى هوكينز
مرشحة الأوسكار السابقة سالى هوكينز تبحث هى الأخرى عن جائزتها الأولى من بوابة فيلم «The Shape of Water» الفائز بجائزة الأسد الذهبى بمهرجان فينسيا كأفضل فيلم هذا العام، وتدور أحداث الفيلم حول قصة تحمل طابعا فانتازيا حدثت فى أعقاب الحرب الباردة عام ١٩٦٣ داخل أحد المختبرات الحكومية السرية، نجد اثنين من العلماء محاصَرين بالوحدة والصمت داخل ذلك المختبر، لنكتشف بعدها تغير حياتهم بشكل كبير بعد اكتشاف تجربة علمية خطيرة، وتؤدى هوكينز خلال أحداث الفيلم دور عاملة نظافة تُدعى «إليسا» تعمل داخل المختبر وتتحدث لغة الإشارة فقط طوال الفيلم، ومن المتوقع أن تنشأ علاقة تواصل ما بينها وبين أحد هذه الكائنات الغريبة بالمختبر، وكانت قد رُشحت هوكينز من قبل لجائزة الأوسكار عام ٢٠١٤ عن دورها بفيلم «Blue Jasmine» مع النجمة كيت بلانشيت.

جينيفر لورانس
وعلى الرغم من الانطلاقة القوية للممثلة الشابة «جينيفر لورانس» خلال الفترة الماضية والخطى الثابتة التى تحذوها بمسيرتها الفنية، إلا أنها لم تخطف الأنظار بشكل كبير بتورنتو هذا العام خلال مشاركتها بفيلم «Mother!» الذى واجهت بسببه انتقادات لاذعة خلال مشاركته بمهرجان فينسيا السينمائى بسبب عدم استيعاب الجمهور للمحاور الأساسية لدورها بالفيلم وغرابة التسلسل الدرامى للفيلم، الأمر الذى خالف توقعات الجميع، فالكل حرص على متابعة الجديد الذى سيقدمه المخرج «دارين أرنوفسكى» بعد غياب ثلاث سنوات عن آخر عمل سينمائى قدمه، ولم يُكتب له النجاح أيضا وهو «Noah» للنجم راسل كرو، ويبدو أن العام الحالى سيشهد تخبطًا كثيرًا لأرنوفسكى، الذى أخفق فى استكمال سلسلة نجاحاته منذ أن قدم فيلم «Black Swan» قبل ٧ سنوات ورُشح لخمس جوائز أوسكار، ونال منها فقط جائزة أفضل ممثلة والتى فازت بها النجمة «ناتالى بورتمان».

جارى أولدمان
ويعد الممثل الإنجليزى «جارى أولدمان» من المفاجآت المدوية أيضا هذا العام، بعد الظهور القوى له بمهرجان تورنتو السينمائى، خلال العرض الأول لفيلمه الجديد «Darkest Hour»، والذى تدور أحداثه فى أعقاب الأيام الأولى للحرب العالمية الثانية، فمصير أوروبا بالكامل يتوقف حول رئيس وزراء إنجلترا المُعين حديثًا «وينستون تشرشل»، والذى يجب أن يقرر ما إذا كان سيتم التفاوض مع هتلر أو الكفاح من أجل تحرير أوروبا، ومن المبهر مشاهدة أولدمان ٥٩ عاما، وهو يجسد شخصية ترتشل فى واحدة من أهم الأدوار التى قُدمت حتى الآن هذه السنة، فعندما توجه مخرج الفيلم «جو رايت» للتفاوض معه على أداء الشخصية، ذكر رايت أن أولدمان كان خائفًا للغاية وبدا متوترًا أمام هيبة الشخصية التى تعد بمثابة فخ لعدد كبير من النجوم، ولكن إيمان رايت به كان دافعًا لإقناعه بأنه الرجل الوحيد الذى سيتمكن من أداء الشخصية، لتبدأ رحلة جارى المعقدة للدخول داخل جسد وعقد تشرشل لتتجه أفكاره مباشرة نحو فنان النحت اليابانى الشهير «كازوهيرو تسوجى»، الذى سبق ترشيحه لجائزة الأوسكار مرتين من قبل، وقال وقتها لمخرج الفيلم «إن كازو الوحيد على كوكب الأرض الذى بإمكانه فعل ذلك»، وبالفعل كان يستغرق أولدمان يوميًا ٤ ساعات على كرسى المكياج من أجل الاستعداد للشخصية، بالإضافة إلى تركيب بعض الأطراف الصناعية لجسده النحيل، وعمل كذلك على إتقان طريقة تشرشل فى الكلام من خلال التدريبات المكثفة وسماع بعض الخطب لـتشرشل، ليخرج أولدمان الشخصية بمنظر أذهل الجميع، وهو الأمر الذى كان من الصعب أن يصدقه أنتونى ماكارتن مؤلف الفيلم، ليضرب أولدمان موعدًا مع موسم جوائز الأوسكار العام المقبل، بعدما رُشح اسمه بقوة ليس فقط من أجل الترشح للجائزة وإنما من أجل الفوز بها.

أندرو جارفيلد
وكان لأدوار تحدى الإعاقة نصيب مميز من أعمال عدد من النجوم هذا العام، أبرزهم الممثل الشاب أندرو جارفيلد الذى يُطل بقوة بعد العرض الأول لفيلمه الجديد «Breathe» بمهرجان تورنتو، وإشادة الجميع بأدائها المميز، وهو قصة حقيقية عن حياة روبرت كافنديش الذى أصيب بالشلل فى عمر ٢٨ عاما، ليخلق الأمل من بين معاناته ويُصبح من أكبر مناصرى مرض الشلل فى العالم، وكان قد خطف جارفيلد الأنظار العام الماضي بفيلم «Hacksaw Ridge» الذى ترشح من خلاله لجائزة الأوسكار أفضل ممثل العام الحالى، واستكمالًا للقصص الإنسانية الملهمة خطف الممثل الشاب «جال جيلنهال» الأضواء خلال العرض الأول لفيلمه «Stronger» بتورنتو.