الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات يتحدث لـ"البوابة نيوز": 95٪ من مناطق مصر "عشوائية".. لم نطرد المواطنين من عشش الصفيح.. والقاهرة تحتاج 74 ألف وحدة سكنية

خالد صديق رئيس صندوق
خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات يتحدث لـالبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زلزال 92 أيقظ نوم الحكومة فى العسل.. وسقوط صخرة الدويقة عرّى الإهمال والفساد فى البلاد
ثورة يناير ضاعفت أزمة العشوائيات فى مصر.. والوراق قضية نَفخ فيها «منتفعون»
وقف الهجرات الداخلية بداية استئصال الورم وسرعة وجود خطة مدروسة وسيلة لوقف الخطر
الرئيس طالب بتخصيص ٢٥ ٪ من دخل الضرائب العقارية لتطوير العشوائيات ولم ينفذ القرار
٣٥١ منطقة غير آمنة فى القاهرة ومحافظات الصعيد الأشد خطرًا
351 منطقة عشوائية غير آمنة فى القاهرة سببها غياب العدالة الاجتماعية وتصاعدها حديثا ناتج عن النزوح إلى العاصمة
19 % نسبة عمالة محافظتى الفيوم والمنيا داخل القاهرة وعمالة أسيوط تصل إلى ٢٠٪ وعمالة سوهاج ١١٪
57% من عشوائيات القاهرة يسكنها غير أبنائها الأصليين
1992 حدث زلزال كان سببا فى انتباه الدولة ولكنها نظرت للعشوائيات وقتها على استحياء
2009 بدأ صندوق تطوير العشوائيات فى عمل حصر للمناطق العشوائية، حتى نهاية ٢٠١٣
500 فرد كثافة المواطنين على الفدان بمناطق الهجانة والكيلو ٤٫٥ وهى مناطق غير مخططة
40% نسبة المناطق غير المخططة من مسطحات ومدن مصر و٩٥٪ بالقرى
17 مليار جنيه ميزانية الصندوق لتطوير العشوائيات تم صرف ٣ مليارات جنيه منها العام الماضي
2800 أسرة طلبت الانتقال من مثلث ماسبيرو مقابل تعويضات، و٤٥٠ أسرة سيتم نقلها إلى الأسمرات
1930 قطعة بجنوب سيناء يتم توصيل المرافق بها، وسيتم بناء ٥٠٠ وحدة سكنية بالمنطقة
1099 سوقًا عشوائية بجميع محافظات الجمهورية، والقاهرة لها نصيب الأسد ١٣٤ سوقًا عشوائية
١٧ مليار جنيه ميزانية الصندوق.. أنفقنا منها ٣ مليارات العام الماضى

أينما وليت وجهك فى مصر، تجد هناك بقعة عشوائية ساخنة تصرخ بالخطر وتطلب بالتدخل الحكومى الفورى للمواجهة، خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات، فى رأيه أن القضية غاية فى الخطورة، واصفًا الموضوع بـالورم الخبيث فى المجتمع منذ ثورة يوليو 1952، لافتا إلى أن الدولة لم تنظر إلى الملف إلا بعد سقوط صخرة الدويقة الشهيرة، مؤكدًا أن هناك 351 منطقة عشوائية غير آمنة فى القاهرة، وأن قنا وسوهاج تتصدران مشهد الخطر، قائلا: «القضية قديمة وسببها غياب العدالة الاجتماعية وتصاعدها حديثا ناتج عن النزوح إلى العاصمة بحثًا عن لقمة العيش، لافتا إلى أن وقف الهجرات الداخلية بداية استئصال المرض، كاشفًا عن أن زلزال 92 أيقظ نوم الحكومة فى العسل، وسقوط صخرة الدويقة عرّى الإهمال وفساد الضمائر فى البلاد، مؤكدا أن ثورة يناير ضاعفت أزمة العشوائيات، وأن الوراق قضية نَفخ فيها «منتفعون».. وإلى نص الحوار..

■ حدد لنا نسبة المناطق العشوائية غير الآمنة فى مصر؟
نسبة المناطق العشوائية فى القاهرة فقط ٣٥١ منطقة غير آمنة، ولكن إذا تحدثنا عن نسبة المناطق العشوائية فى مصر بأكملها، فنحن نتحدث عن ٩٥٪ من مناطق مصر..
■ كيف وصلت نسبة العشوائيات إلى هذا الحد؟
ظهرت العشوائيات فى مصر بعد ثورة ١٩٥٢، وهى نتاج لسوء التخطيط وعدم وجود عدالة اجتماعية فى التوزيع، بالإضافة إلى أنها ثقافة مجتمع، تساعد على خلق العشوائيات.
■ ما أكثر المناطق الجاذبة والطاردة للمواطنين، والتى ساعدت على نمو العشوائيات فى القاهرة؟
الهجرة الداخلية هى سبب رئيسى فى تكون العشوائيات، والقاهرة نفسها محافظة جاذبة للعمالة والجيزة وبورسعيد أيضا، ومحافظات الفيوم والمنيا وبنى سويف وسوهاج محافظات طاردة للمواطنين، وتصل نسبة عمالة محافظتى الفيوم والمنيا داخل القاهرة ١٩٪، وعمالة أسيوط تصل إلى ٢٠٪، وعمالة سوهاج ١١٪، وهو السبب الذى أدى إلى وصول نسبة ٥٧٪ من عشوائيات القاهرة يسكنها غير أبنائها الأصليين.
■ متى نظرت الدولة إلى العشوائيات؟ وكيف كانت الآليات لمواجهتها؟
الحكومة المصرية حتى بداية التسعينيات لم تكن تدرك شيئا عن العشوائيات إلى أن حدث زلزال ١٩٩٢، الذى كان سببا فى انتباه الدولة، ولكنها نظرت للعشوائيات وقتها على استحياء، وبدأت فى سن القوانين، وتم وضع قانون «١٣٤» الخاص بتقنين وضع اليد وحق استغلال الأرض حيث يتم متابعة البناء بشكل أمن. وتناست الدولة قضية العشوائيات مرة ثانية، حتى سقوط صخرة الدويقة، فور ذلك مباشرة تم إنشاء صندوق تطوير العشوائيات الذى أتولى رئاسته الآن بقرار رئيس الجمهورية رقم ١٠٥، ليكون بداية حقيقية فى تحرك الدولة نحو العشوائيات وتطويرها.

■ كيف يتم حصر المناطق العشوائية فى مصر؟
منذ عام ٢٠٠٩ بدأ صندوق تطوير العشوائيات فى عمل حصر للمناطق العشوائية، حتى نهاية ٢٠١٣، وتم إصداره عام ٢٠١٥ بنتيجة ٣٥١ منطقة غير آمنة.
■ هل هناك تصنيفات للمناطق العشوائية فى مصر؟
هناك ٣ تصنيفات للمناطق العشوائية فى مصر، وهى المناطق غير الآمنة، والمناطق غير المخططة، والأسواق العشوائية، وتنقسم المناطق غير الآمنة إلى ٤ تصنيفات، وهى مناطق الدرجة الأولى، وهى المهددة للحياة وخطرة دائما، والمناطق غير الملائمة «مثل العشش والغرف الخشب، والسقف الصاج»، والمناطق غير الملائمة صحيا، والتى يعيش أصحابها فى خطورة برك ومستنقعات، عوادم مصانع، ضغط تيار عالي. وآخر تصنيف للمناطق غير الآمنة هى مناطق الحيازة غير المستقرة، أى البناء على أراضى ملك الدولة. وتعتبر المناطق غير المخططة التى نمت فى غفلة من الزمن والقانون، والتى قام أصحابها بإنشاء، عمارات وأبراج، مكونة من ١٢ طابقًا، و١٤ طابقًا، مثل مناطق الهجانة والكيلو ٤٫٥ وهى مناطق غير مخططة؛ حيث تصل كثافة المواطنين بها إلى ٥٠٠ فرد على الفدان، والقانونى ٢٠٠ فرد فقط على الفدان الواحد.
■ إلى أى مدى تصل نسبة المناطق غير المخططة؟
تصل إلى ٤٠٪ من مسطحات ومدن مصر و٩٥٪ بالقرى، وهى خارج نطاق مهام صندوق تطوير العشوائيات.
■ كيف يتم حصر العشوائيات؟
الحصر صعب جدا، وبمجرد ما توليت منصب مدير صندوق تطوير العشوائيات، أصدرت قرارا لمراكز معلومات الصندوق بإعادة الحصر، ثورة ٢٥ يناير أثرت على حجم القضية بالسلب والإيجاب، حيث إن آلافًا من المواطنين قاموا فى غفلة من الزمن ببناء منازلهم بشكل جيد، فخرجت من تصنيف «غير الآمنة»، وأصبحت تحت بند «غير مخططة»، وبعد الحصر وصلت نتيجة العشوائيات فى مصر إلى ٣١٢ منطقة.

■ ما ميزانية الصندوق لتطوير العشوائيات؟
١٧ مليار جنيه تم صرف ٣ مليارات جنيه منهما العام الماضي.
■ هل هناك دعم من المنظمات الدولية بعد أن اتهمت مصر بالتهجير القسرى للمواطنين؟
لا لم نحصل على أى دعم من منظمات لتطوير العشوائيات، كما أن ما أشيع عن طرد المواطنين من عششهم، هو نتاج عدم الثقة التى كانت بين الشعب والحكومات لمدة سنوات مضت، وهو ما حدث بالفعل أثناء نقل السكان من عشش محفوظ؛ حيث كنا نتهم بطرد السكان من أماكنهم للاستيلاء على الأرض، فقمنا بنقل السكان على ٣ مراحل، وبمجرد علم سكان العشش بنقل سكان المرحلة الأولى وتسليمهم الشقق، تسارع الباقون على الرحيل أسوة بغيرهم.
■ أزمة مثلث ماسبيرو كيف انتهت؟
أزمة مثلث ماسبيرو كانت تكمن فى أن أصحاب الأرض فئة معينة من الناس، وأصحاب المنازل فئة أخرى، والشاغلين فئة ثالثة، وأصحاب المحلات فئة رابعة. هناك ٢٨٠٠ أسرة طلبوا الانتقال من أماكنهم مقابل تعويضات، و٤٥٠ أسرة سيتم نقلهم إلى الأسمرات، و٨٥٠ أسرة يستمر وجودهم بالمنطقة، وهؤلاء تم بناء بيوت جديدة لهم بالمنطقة، أى أننا أخذنا حق الساكن من صاحب الأرض، الذى سيحصل على أرضه بعد التعديل، بعد عرض محافظة القاهرة التخطيط النهائى للمنطقة، على المجلس الأعلى للتخطيط العمرانى.
■ ما المدة اللازمة للقضاء على العشوائيات فى مصر؟
سنة واحدة وسيتم القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة فى مصر، وباقى المناطق لا يزال فى الخطط؛ حيث إننا نعمل على المراحل الأشد خطورة أولا.

■ ما الجانب الاستثمارى فى تطوير العشوائيات؟
يوجد خطة أسعى لتنفيذها، وهى أننى سأقوم من خلال الصندوق باستثمارات عقارية وتطوير عقارى بالتعاون مع المحافظات، بحيث يكون هناك عائد أنفق من خلاله على العشوائيات لأكف يد الدولة عن تحمل تكاليف تطوير العشوائيات، وبحيث تكون الاستثمارات العقارية داخل الصندوق تغطى رواتب الموظفين بالصندوق أيضا. كما وضعت بندا فى الخطة ينص على أنه فى حالة حصولى على مبلغ مليار جنيه من الدولة، كرأسمال للصندوق يعمل من خلاله، سيكون على سبيل القرض وسيتم سداده خلال ٣ سنوات، بعد تحقيق الربح من المشروعات الاستثمارية.
■ كيف يتم الحفاظ على المناطق والوحدات السكنية الجديدة وضمان عدم تحويلها إلى مناطق عشوائية جديدة؟
هناك برامج بيئية واقتصادية واجتماعية تقوم بها جهات وجمعيات أهلية متخصصة، وتختلف تلك البرامج من بيئة إلى أخرى، بحيث يختلف الساكن من منطقة إلى أخرى، فلا يتشابه طباع ساكن ماسبيرو، مع ساكن الدويقة مثلا. أما عن ضمان عدم تحويل المدن إلى مناطق عشوائية جديدة، الأفراد أنفسهم، الذين يبحثون عن البيئة النظيفة.
■ هل هناك برامج لتنمية العشوائيات بسيناء ومدن القناة؟
بدأنا بمحافظة بورسعيد، وتم الانتهاء من منطقة حظائر أبوعوف، وحرصنا فى تصميم الوحدات، أن يتم عمل ساحات لفرز القمامة، بحيث كل ساكن له منطقة الفرز الخاصة به؛ حيث إنها مهنتهم، ولن يستطيعوا تغييرها، وبذلك نحافظ على عدم تحويل المنطقة إلى عشوائيات جديدة، وتم الانتهاء من منطقتين فى محافظة دمياط.
كما قمنا ببرامج فى محافظة البحر الأحمر فى حلايب وشلاتين، وظهرت منطقتان جديدتان تم إرسال استشاريين لمعاينتهما، أما محافظة السويس فتم البدء فى مناطق صفيح «اليبونية»، وتم تسكينهم فى منطقة السكة الحديدية، ومنطقة الهتكة لا يزال فيها جدال بسبب تبعيتها لقناة السويس، بالنسبة لسيناء، لا توجد مناطق عشوائية غير آمنة فى شمال سيناء، وهناك ١٩٣٠ قطعة بجنوب سيناء نقوم «بترفيقها»، توصيل الموافق بها، وسيتم بناء ٥٠٠ وحدة سكنية بالمنطقة، وظهرت منطقة جديدة تسمى «التراليم» تحتاج إلى ٢٥٠٠ وحدة سكنية. وبذلك يكون تم الانتهاء من مناطق جنوب سيناء تماما، ونركز بالأكثرية على محافظة القاهرة، تحتوى على ٦١ منطقة عشوائية، تحتاج إلى ٧٤.٠٠٠ وحدة سكنية، منها مشروع مصر المحروسة ٤٧٠٠ وحدة، والدويقة ٩٠٠٠ وحدة، الأسمرات ١٩ ألف وحدة، والخيالة ٢٥٠٠ وحدة وغيرها.

■ ما أكثر المحافظات العشوائية فى مصر؟
سوهاج وقنا.
■ لماذا لم يتم تطبيق قرار الرئيس الخاص بتولى الضرائب العقارية مسئولية الإنفاق على العشوائيات؟
لا أعرف السبب.
■ ما خطة صندوق تطوير العشوائيات نحو الأسواق العشوائية؟
لدينا ١٠٩٩ سوقًا عشوائية بجميع محافظات الجمهورية، والقاهرة لها نصيب الأسد بها ١٣٤ سوقًا عشوائية «خطر نائم»، والجيزة ٨٤، ودمياط ١٩، والإسكندرية ٨٣، والشرقية ٥٥، وغيرها، ولسنا مكلفين فى هذه المرحلة بتطوير الأسواق العشوائية، ولكننا بدأنا بتطوير الأسواق التى تشكل خطورة، مثل السوق التونسية التى تم تطويرها، بسبب خطورتها على المواطنين، وهى سوق ضخمة يتشمل ٥ أسواق مع بعضها، والحرائق المتكررة فيها، كما تم وضع دراسة لـ٧٩ سوقًا أخرى تمثل خطرا، وتم توفير أراضٍ لها بسرعة، وهناك أسواق تم الانتهاء منها وجاهزة للتسليم.
■ كيف تتخذ قراراتك بعيدا عن البيروقراطية؟
ينقص المؤسسات الحكومية فى مصر، ابتعاد المسئولين عن البيروقراطية، وكل مسئول فى مصر يمتلك اتخاذ القرار ولكن يديه مرتعشة، رغم أن القانون يحميه ويتخذ القرار من دون خوف، وهذا ما أقوم به فى عملي، أعمل بالأمر المباشر ومن خلال سلطتى يساعدنى فى ذلك ويشجعنى الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان، الذى يناقشنى دائما فى كيفية الحل الفورى والتنفيذ.
■ أزمة جزيرة الوراق لم يكن لصندوق تطوير العشوائيات أى دور بها؟
أزمة جزيرة الوراق ليست ضمن اختصاصات الصندوق، وهناك من استغلها للشو الإعلامى، ومنذ صدور قرار رئيس الوزراء بأن جزيرة الوراق ذات طبيعة بيئية، لم يتدخل الصندوق، كما أنها منطقة آمنة عبارة عن بيوت حديثة الإنشاء ولكنها غير مخططة.