الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"كتان مصر".. مخلفاته تعالج "الأمراض الجلدية" (ملف)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أهالى القرى المجاورة يتهافتون على المياه المتعفنة للعلاج بها

ما إن تقترب من حدود قرية شبرا ملس بمحافظة الغربية والمشهورة بزراعة الكتان وصناعته، تشم رائحة نفاذة تميل للعفونة، هذه الرائحة ناتجة عن الكتان المغمور فى المياه العطنة، هذه المياه يروى عنها الأهالى والفلاحون سواء داخل القرية أو القرى المجاورة، الكثير من الحكايات المرتبطة بعادات وتقاليد، تخص قصص العلاج من الأمراض الجلدية، مثل حمو النيل والصدفية والإكزيما وحب الشباب وتقرحات الجلد منذ سنين، وهم يقومون بعلاج الأطفال والشباب وكبار السن بماء التعطين الذى يتبقى بعد تعطين الكتان لمدة أسبوع أو أكثر، فيقومون بأخذ الماء المنقوع به الكتان الذى له رائحة فواحة عفنة معكرة ومتغيرة اللون، عند شمها تشعر بالغثيان والإغماء، لكنها من وجهة نظرهم مفيدة جدا، فى حل مشاكل الجسم وأمراضه الجلدية.
كما يعتقد أهل القرية بأنها تعالج وتشفى ويتهافتون على أخذها فى زجاجات ودهن جسم المريض بها، كما أن بذر الكتان كثير الدهن، ويعتقدون أنه يحلل الأدران ويسكن الصداع المزمن ويصلح الشعر وخلطه بالعسل يدر الفضلات ويسكن المفاصل والنقرس وعرق النسا. 
كما أنهم يستخدمون منقوع البذور لعلاج نزلات البرد والجهاز التنفسى ويفيد المعدة والتهاب الكلى والمثانة. يساعد على إدرار البول، يحضر المنقوع بإضافة نصف لتر ماء فى درجة الغليان إلى ملء ملعقة من مسحوق البذور ثم يصفى ويضاف إلى عصير الليمون أو بعض السكر، للإمساك يؤخذ زيت بذر الكتان لعلاج الإمساك وخاصة لمرضى البواسير، ويقول محمد الخولى، عضو اتحاد كتاب مصر ومن أهالى القرية: «لا بد من تعطين الكتان خلال فترة زمنية من أسبوع فما فوق على حسب درجات الحرارة، ويتم أخذ عينات فى تجربتها فى مصانع الكتان حتى نتأكد أن الكتان تم «عطنه» بدرجة جيدة تؤهله لدخوله مرحلة التصنيع فى مصانع الكتان.
أما بالنسبة لماء المعاطن فالتجارب العملية، أثبتت أنه يشفى كثيرا من الأمراض الجلدية التى يستعصى علاجها، ومن هذه الأمراض حمو النيل والطفح الجلدى وغيرهما من الأمراض الجلدية، وقد ورثنا هذا الأمر عن الآباء والأجداد عبر التاريخ وما زلنا إلى الآن نستخدم ماء العطن فى شفاء تلك الأمراض، بل ويأتى القرية أناس من بلدان بعيدة ليأخذوا ماء لعلاج أبنائهم وذويهم. 
أشهر القرى التى تأتى إلى القرية لأخذ المياه هى القرى المجاورة، مثل كفر ششتا، كفر شبرا اليمن، سنباط حانوت، دهتورة، كفر سنباط، ميت بدر حلاوة، ويأتى آخرون من القاهرة والجيزة والشرقية والبحيرة، وكل الحالات التى استخدمت ماء العطن شفيت بلا استثناء إلا من ابتلاه الله وقدر الله الشفاء بطرق أخرى.
اما عن شكل المياه ولونها ورائحتها فالمياه تصل لمرحلة التعفن والتخمر بعد وضع الكتان فيها لفترة معينة وتكثر فيها البكتيريا التى تعمل على هذا التخمر وتصل رائحة الماء إلى درجة لا يستطيع أحد أن يتحملها إلا من اعتاد عليها.. ويتعكر الماء ويتغير لونه وربما يرجع السبب فى شفاء الأمراض إلى وجود هذا النوع من البكتيريا التى تقتل تلك الأمراض، وقد لمست ذلك بنفسى فى علاج أولادي من حمو النيل بهذه المياه.
وحالات أخرى لا تعد ولا تحصى عند سؤالنا الغرباء عن سبب مجيئهم للقرية وأخذ المياه يقولون إن المياه بالفعل عالجت أمراضا عجز الطب عن شفائها، طبعا أقصد الأمراض الجلدية». ومن جانبه أكد الدكتور سالم صلاح، استشارى الأمراض الجلدية والتجميل، أن مثل هذه العادات الموروثة لا يؤمن بها، ويشك فيها، خاصة أن المياه المنقوعة بالكتان بها بكتيريا وجراثيم ورائحتها كريهة، وإذا كانت هناك حالات تعانى من أى أمراض جلدية فعليها بحل واحد فقط وهو الاتجاه لأى دكتور أو استشارى متخصص فى الأمراض الجلدية لفحص الحالة وتشخيصها، ووصف العلاج المناسب لها، أما بالنسبة لهذه المياه فقد اعتاد أهل القرية الدهان لأى مريض بها مع أن رائحتها لا تطاق وبها جراثيم من الممكن أن تؤثر على حالة المريض، لكنها عادات وتقاليد اعتادوا عليها واعتقدوا أنها تعالج، فنصيحتى لأى مريض بمرض جلدي الاتجاه لدكتور متخصص أفضل، لعدم تعرضه لمشاكل أخرى هو فى غنى عنها.