الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

حلمي بكر في حواره لـ"البوابة ستار": تردي حالة الفن المصري من علامات الساعة.. وتزوجت 12 مرة وكل زوجة لها قصة مختلفة تصلح فيلمًا

أكد أنه يفتخر بلقب الدكتور

حلمى بكر في حواره
حلمى بكر في حواره لـالبوابة ستار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما قدمته أم كلثوم ووردة وعبدالوهاب وعبدالحليم «صدقة جارية»
نعيش عصر لفظ الأنفاس الأخيرة وتعاطى الأغانى مثل المخدرات
«وردة» أول من قدمنى وسط العمالقة.. وكانت تدير حياتها بإبداع
«السيسى» طلب منا نصحى الساعة 7 صباحًا وليس مساءً
آمال ماهر تحمل صفات المطربة الجيدة

أرقام فى حياته
1937 ولد حلمى بكر بمنطقة حدائق القبة، بمحافظة القاهرة.
1975 حصل على جائزة «أحسن ملحن عربى» من رئيس وزراء مصر فؤاد محيى الدين.
1500 لحن قدمه خلال مشواره الفنى.
48 مسرحية قام بوضع ألحانها.
6 جوائز فنية حصل عليها طوال مشواره الفنى.
10 فوازير تليفزيونية وضع ألحانها.
30 عملًا سينمائيًا قام بتلحين أغانيها.

أكد الموسيقار الكبير حلمى بكر أنه سعيد بحصوله على الدكتوراة الفخرية وأنه لا يلوم شيرين عبدالوهاب حينما أساءت لشعب تونس بقدر ما يلوم من منحها الميكروفون حتى تغنى.. وأن تامر حسنى فنان ذكى وموهوب وأن آمال ماهر هى المطربة الوحيدة التى يحرص على الاستماع لأعمالها حتى لو كان بينهما خلافات، مشيرًا إلى أن الوصف الحقيقى لحال الأغنية حاليًا هو أننا نتعاطى الأغانى مثل تعاطى المخدرات.
كما روى «بكر» كواليس عديدة ومهمة، عن حياته الشخصية، وزيجاته التى وصلت إلى 12 زوجة، وتحدث أيضًا عن أسرار مهمة عن علاقاته بالفنانين والفنانات، من الأجيال السابقة.. وعن الوضع الغنائى فى مصر، كما تحدث لـ«البوابة» بكل صراحة، عن ذكريات كثيرة.. فكان هذا الحوار:

■ بدايةً؛ كيف تم ترشيحك للحصول على الدكتوراة الفخرية؟
- تم ترشيحى للحصول على الدكتوراة الفخرية عن طريق جمعية الآسيوإفريقية، حيث اتصل بى السفير المختص، ومندوب من الجامعة الأمريكية، وقال لى السفير إن اختيارى جاء بناءً على ما قدمته من تاريخ فنى كبير، وأحمد الله كثيرًا على هذا التكريم، الذى جاء بحضور عدد من السفراء العرب، والشخصيات السياسية، ومندوب من وزارة الخارجية، كما أحمد الله أننى سبق أن حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، وأرى دائمًا أن جائزة وتكريم الجمهور لى هى أكبر الجوائز، وأهمها بالنسبة لي.
■ هل سبق أن حصلت على دكتوراة فخرية أخرى؟
- أذكر أنه تم ترشيحى لجوائز كثيرة، لكن هذه هى المرة الأولى التى أحصل فيها على الدكتوراة الفخرية، لأنها جاءت من مؤسسة مهمة، ولا يحصل عليها إلا الرموز فى العديد من المجالات.
■ هل تفضل لقب الدكتور حلمى بكر، أم لقب الملحن أم الموسيقار؟
- أرى أن لقب الدكتور هو الأقرب لقلبي، فعندما يكون هناك من يدعمك ويكرمك بهذا الشكل فهذا أمر جيد، كما أننى أرى أنه من المفروض أن تمنحنى الدولة المصرية جائزة الدولة التقديرية، لأننى أول من أدخل الميوزك شو فى مصر، ولكننى الآن سعيد بهذا اللقب الجديد «الدكتور الموسيقار».
■ هل تعتقد أن المناصب الأكاديمية أفضل للمبدع، أم ترى أن الموهبة هى الأساس؟
- المناصب الأكاديمية أفضل وظيفيًا، من حيث المرتبات الثابتة، والزيادة فى الأجور وهكذا، ولكن الكثيرين يتباهون بهذه النقطة، ويبقى هناك شيء مهمٌ، وهو الموهبة والإبداع، فالحياة العملية تختلف كثيرًا عن الوظيفة والروتين.
■ ما الشروط المفروض توافرها فى النجم حتى يكون متكاملًا، يُمثل بلده فى كل مكان؟
- النجم يختلف عن الفنان الأكاديمي، وعندما تبدع فأنت فنان، وأرى أن المهندس والدكتور وكل من يبدع فى عمله فنان، ولابد أن تصنع أنت الكتاب، ولا تكون نسخة فقط، وعندما تضيف إلى العمل، إذن فأنت مبدع، لذا فإن الشرط المهم هو الإبداع.

■ من هو الملحن الذى تشعر وأنت تستمع لألحانه أنك تستمع لنغمات قريبة لحلمى بكر؟
- الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، فأنا أعيش مع ألحانه دائمًا، وهو قريب جدًا من قلبي، رحمة الله عليه، ونحن حاليًا نعيش فترة الانحدار، فمثلما كان هناك مطرب يغنى «حبة فوق وحبة تحت»، كانت هناك أم كلثوم وعبدالوهاب فى القمة، ومن يغنى بانحدار قابعًا فى القاع، وحاليًا أصبحت القمة الآن تحت، ومن أعطاهم القمة للأسف هو الجمهور الذى يستمع، وخلافاتى دائمًا مع الجمهور، والمطرب هو الذى قام بتعليم الجمهور الغناء، تمامًا مثل تعليم المخدرات.
■ من المطرب الذى تحرص على الاستماع لأغنياته، مهما كان بينكما من خلافات؟
- آمال ماهر، لأنها فنانة تجمع كل الصفات؛ صوت جيد، وأداء ممتاز، وأيضًا فإن كارمن سليمان، تمتلك جمهورًا كبيرًا فى الخارج، لكنها لا تملك جمهورًا كبيرًا فى مصر، والسبب علامة استفهام فقط، وأيضًا أنا أستمع إلى كل الجيد.
■ هناك من يقول إن تامر حسنى يقوم بتأجير معجبين، ويصنع حالة على السوشيال ميديا، فما تعليقك؟
- حب الناس نعمة كبيرة، لا يستطيع أحدٌ أن يمتلكه إلا بموهبته وتصرفاته، وهناك مطربة أعلنت اعتزالها، ورجعت غنت تاني، وطبعًا فقدت شعبيتها بهذا التصرف، وأرى أن تامر مطرب محبوب وذكي.
■ سبق لحلمى بكر الزواج كثيرًا، ولابد أن لك ذكريات كثيرة حول هذه المسألة، فماذا عنها؟
- تزوجت ١٢ مرة، زواجًا شرعيًا، على مدار عمري، وتاريخى الفنى والعملي، وكلها تحت ظروف معينة، ولم أتقدم لخطبة أى واحدة منهن، لكن الظروف هى السبب، وارتبطت مرة من المرات بزوجة لمدة أربعة أيام فقط، وتم الانفصال، والزوجه الأولى فى حياتى هى التى كانت تحب فني، وتستمع إلى ألحاني.
ولابد أن أذكر زوجتى السابقة، راندا، قريبة المطربة أصالة، وفعلًا أنا خسرتها، بس بسببها، وليس بسببي، ولها عندى معزة خاصة، ومكانة غالية، حتى الآن، وتقابلنا منذ فترة بالصدفة، وتحدثنا، وقالت لى بعدك لم أتزوج، وكان السبب فى انفصالنا، أنها استمعت لكلام أصالة، وأود هنا أن أقول إن والدة راندا حينما تتحدث معى تليفونيًا، تقول لى أهلا باللى خسرناه، والحمد لله أنا عندى ولد وبنت، هما: المهندس هشام، وبنوتة عندها ثمانية شهور فقط، اسمها ريهام، ربنا يكرمنى وأعيش وأربيها، وأتمنى أن أعيش حتى تعى من هو حلمى بكر.

■ لو تم تنفيذ فيلم عن قصة حياتك من الممثل الذى ترشحه لتجسيد شخصيتك؟
- أنا الممثل اللى يناسب شخصيتي، وأحتاج إلى ١٢ فيلمًا، لأن كل زيجة تحمل قصصًا كثيرة، وليس قصة واحدة، وذلك يرجع لأن أغلب الممثلين أصدقائى فى الوسط الفني، وكان محمود عبدالعزيز- يرحمه الله- دائمًا يقول لي: أنت نقيب الأزواج، ونور الشريف كان دائمًا يتحدث معي، ويقول لي: أنت الوحيد اللى بتعمل اللى أنت عايزه دون خجل أو كسوف، أما الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب فكانت أفعالى تعجبه، وكان يقول لي: دى حياتك وأنت حر فيها، وأنا متفق معه تمامًا، فكل إنسان له حياته الخاصة.
■ وما هو برأيك الوصف الحقيقى للحالة الغنائية فى الوقت الحالي؟
- الوصف الحقيقى بعد أن كنا نرتقى بالذوق العام أصبحنا الآن نتعاطى الأغاني، وعندما يأتى الغناء يهوى إلى منزلق التدني، ونعيش الآن زمن لفظ الأنفاس، وأصبحنا ندمن الاستماع لنوعية الأغانى الهابطة، وأصبحت تعرض عليك الأغانى الهابطة مثل المخدرات، إجباري، يرددها أولادك فى المنزل، والدليل على ذلك تجارة المخدرات على النواصي، التى لا تفرق بين غنى وفقير.
ودعنى أؤكد لك أن لغة المشاهدة ليست هى المقياس على النجاح، كما يقول البعض، فبعض الناس عنده حب المعرفة، وهذه لا تعتبر مشاهدة، ولغة المشاهدة الآن هى الكارثة الحقيقية التى نعيشها فى زمن الغناء، وتعتبر جريمة ترتكب فى حقنا جميعًا.
■ ولماذا لا يتم تنفيذ أوبريت غنائى كبير عن القدس؟
- سبق أن عملت أوبريت «الحلم العربي»، الذى هز وجدان الأمة العربية كلها، وعملت بعدها أوبريت الأمة العربية، وكان يجمع ١٤ مطربًا ومطربة، لكن للأسف لم يُعرض على الكثير من القنوات الفضائية، وهنا لابد أن أقول إننا جميعًا نكمل بعض فى هذه المسألة.

■ «وردة وأم كلثوم وعبدالمطلب وعبدالوهاب وعبدالحليم ومحمد فوزى وفريد الأطرش وشادية».. كيف تصف هؤلاء النجوم فى كلمة واحدة؟
- «تحيا مصر»، هذا هو الوصف الحقيقى لكل العمالقة الذين قدموا فنًا رفع الراية المصرية عالية، ونقول تحيا مصر لعبدالوهاب عندما قال «عاش اللى قال»، ونقول تحيا مصر لأم كلثوم عندما قالت «أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي»، وما قام به هؤلاء النجوم يعتبر صدقة جارية.
■ المطرب أو المطربة المصرية الذى يغنى خليجى أو بلهجة أخرى.. بماذا تنصحه؟
- نحن جميعًا شعوب وقبائل، ولكل منا عاداته وتقاليده، وهى أمم وهذا جمع أمة، ونحن كأمة عربية، نختلف لنتعلم أو نتفق، وعندما نزل القرآن الكريم جمعنا كلنا تحت لوائه، ويوجد بالمسيحية ما هو فى القرآن، ونحن جميعًا عندما ندعو الله نتقرب إليه بأيدينا، ونقول يارب سواء المسلم أو المسيحى وربنا واحد، وكلنا بنعبد ربنا.
■ كيف ترى مستقبل الأغنية؟
- لن تدور عقارب الساعة إلى الوراء، ما تردينا إليه من علامات الساعة، فأغنى مثل «كلب وراح»، و«حط إيده ياه»، بإذن الله سنرى حساب الآخرة، لكل هؤلاء الذين شوهوا الفن المصري.
■ كيف ترى مستقبل مصر؟
- هناك أمل كبير فى الغد، وهذا الشعب تم تضليله، منذ سنوات كثيرة، تحت لافتة العمال والفلاحين، فأين الفلاحون والعمال الآن، الفلاح ترك أرضه، وأتى إلى القاهرة، لكى يبحث عن عمل، والعامل أيضًا ترك عمله، وأصبحنا منذ سنوات نأكل بالدين، والرئيس السيسى يحاول كثيرًا، ولابد أن يحاول الشعب معه، والرئيس عبدالفتاح السيسي، قال ياريت تصحوا بدرى الساعة السابعة صباحًا، فهو لم يقصد مطلقًا السابعة مساءً.

■ هل المشاكل الاقتصادية من الممكن أن تؤثر على ذوق المستمع؟
- بكل تأكيد حال الناس من الأسباب المؤثرة على الحالة الغنائية، والفن بشكل عام، والحالة الاقتصادية لها دور كبير أيضًا، فى حالة التردى الغنائى، التى نعيشها الآن، وعندما تنتعش الحالة الاقتصادية سيحدث تأثير كبير فى الغناء فى مصر، وسيصلح من الحالة المزاجية عند الناس، ونحن نسعى لأن نكون دولة إنتاجية، وأضعف الإيمان أن ما تأكله تصنعه، وكما نرى الاقتصاد الصينى يدين أمريكا بمبلغ ٩٩ مليار دولار، وعدم وجود إنتاج هو السبب الرئيسى فى غلاء الأسعار، والأسعار لم ترتفع وإنما الجنيه هو الذى هبط فى عالم العملات.
■ كيف ترى حال الطرب الشعبي؟
- الفن الشعبى هو الفن الأكثر انتشارًا، والأغنية الشعبية قائمة على مفردات شعبية نرددها فى أحاديثنا، وأغلب المطربين المصريين غنوا شعبي؛ عبدالحليم، نجاة ووردة، ويعجبنى من الجدد عبدالباسط حمودة، لأنه لم يقل «حوش الواوه»، وقال أغنية تحتسب لتاريخه وهى أغنية «مرايتي»، ونحن نعيش فى الفن الشعبى الموجود زمن الفوضي، وزمن الكم، ويوجد أعضاء فى نقابة الموسيقيين لا يجيدون القراءة، فهل هذا معقول؟، وأنا لو كنت مسئولا بالنقابة سوف ألغى عضوية نصف الأعضاء.
■ من هم أصحاب الفضل عليك؟
- وردة هى من أخذت بيدي، وقدمتنى وسط العمالقة، وللمرة الأولى أعلن أننى السبب الرئيسى فى رجوع ليلى مراد، ووردة لا تغيب عن خاطري، لأننى درستها، الإنسانة والفنانة فى كل شيء، والأهم أنك لا تكون مبدعًا فقط، ولكن أن تدير هذا الإبداع، ووردة كانت تدير حياتها بشكل إبداعى حقيقي.
■ كيف تصف مفردات بعض الاغاني الشعبية التي تصل إلى حد الإسفاف؟
لا أرفض مفردات الاغاني الشعبية، وأرى أن التدني فقط هو الذي يعد عدم رقي، وأنا معك أن هناك نوعية من الأغاني تصل مفرداتها إلى حد الاسفاف، ولكنني أرى ايضًا أن عبدالباسط حمودة على سبيل المثال يمتلك صوت قوي ومميز ولديه العديد من الاغاني الشعبية الناجحة.
ودعني أؤكد لك اننا نعيش زمن الفوضي وزمن الكم، ومع ذلك انا لست ضد الكم بقدر ما أنا ضد بعض ما يقدم منه، كما أنني اندهش كثيرًا من أن حالات الانتشار الموجوده لبعض الاغاني الهابطة او تلك التي يغلب عليها الاسفاف قد صفق لها ورقص عليها غالبية من استمعها، ورغم ذلك فنحن شعب يتمنى وجود الفن الراقي، ومن الواضح أن الجمهور انشغل بالاستماع للمزيكا بعيدًا عن الانشغال بالاستماع والاستمتاع بالكلمات والألحان.