الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكم الخليفة المأمون بداية العصر الذهبي للترجمة

الخليفة المأمون
الخليفة المأمون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عصر هارون الرشيد وابنه الخليفة المأمون التي تشير المراجع التاريخية إلى أنه ولد في مثل هذا اليوم من العام 786 تمتعا بحالة ازدهار في كافة المجالات؛ كان من بينها الثقافة، إذ شهدت حركة الترجمة رواجا غير عادي ولذلك أسباب من الممكن عرضها من خلال التعرض للجانب الثقافي في عهد الخليفة المأمون، الذي تأسست في عهده مدرسة علمية ذائعة الصيت المعروفة تحت اسم "بيت الحكمة" والتي كان مقرها في بغداد وقد اهتمت بالأبحاث العلمية المتميزة وكذا الترجمة والتأليف في مختلف المجالات والميادين، وقد برز في هذا العصر علماء أفذاذ، لا يشق لهم غبار وعلى درجة عظيمة من العلم والتبحر في المعرفة مكنتهم من منافسة الأوروبيين، بل ذهبوا أبعد من ذلك فقد شكلوا مرجعا آمنا وقاعدة موثوقا بها ومنهم "الخوارزمي" و"الجاحظ" و"الكندي" فضلا عن مترجمين عظماء منهم "حنين ابن إسحاق العبادي" الذي كان ماهرا في الطب والنبوغ في الترجمة والتصنيف أيضًا.
ويمكن اعتبار عامل "التخصص في الترجمة" من العوامل المؤثرة في تطور ميدان الترجمة في تلك المرحلة، فقد كان المترجم مطالبا باتقان اللغة الأصل واللغة المترجم إليها، كما ذكر "الجاحظ" في كتابه "الحيوان".
وخلال فترة حكم "المأمون" استعادت البعثات الطلابية عافيتها ونشاطها وبريقها فوصلت إلى منبع العلم ومهده وهي العاصمة اليونانية "أثينا" نفسها، فتمت مراجعة ترجمات سابقة لتوافق التقدم الذي أحرزته اللغة العربية من حيث المفاهيم الجديدة والمصطلحات العلمية الدخيلة منها كتاب "المجسطي" لـ"بطليموس" الذي كانت قد تمت ترجمته لأول مرة في عهد "المنصور" وتمت إعادة ترجمته ثانية في عهد "هارون الرشيد".
وما ميز حركة الترجمة خلال هذه المرحلة التطرق إلى مواضيع ومجالات جديدة كالرياضيات والتاريخ الطبيعي والأخلاق والنفسيات والفلسفيات والطب؛ حيث صارت الفلسفة مجالا مهما للعرب أكثر مما كان عليه، فقد قاموا بدراسة مصنفات "أرسطو" وفهمها بكتب يونانيين، وبذلك صارت متداولة ونظرت لماجاء بعد ذلك من مفاهيم ونظريات فلسفية إسلامية ناشئة في القرن الرابع الهجري.