الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ارسم حلمك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بداية عام دراسى جديد، أقدم هذه المقالة لكل طالب علم، لعلها أن تكون دافعًا للمضى قُدمًا نحو تحقيق طموحاته وآماله.. 
قديمًا دخل اثنان من العبيد السود إلى مصر، وفى أثناء وقوفهما فى سوق العبيد ينتظران من يشتريهما، قال الأول للثاني: ما حلمك الآن ونحن نقف فى سوق العبيد؟ قال الثاني: حلمى أن أُباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى شئت!! وأنت ما حلمك؟ قال له الأول: حلمى أن أملك هذه البلاد؛ فأكون ملكها المتوج، وصاحب الكلمة العليا فيها.. فقهقه الثانى ساخرًا.. وأقبل السادة يُثمِّنون العبيد، وبِيع كل منهما إلى سيده، وافترقا.
أتدرون من الأول؟ كتب التاريخ هى من أخبرتنا عنه، إنه كافور الإخشيدى الذى حكم مصر من عام ٩٤٦: ٩٦٨م، أما الثانى فلم يذكر التاريخ عنه شيئًا!!
■ كن طموحًا:
الطموح هو أن تعيش بضع سنوات من حياتك بشكل يستهزئ به أغلب الناس، كى تعيش بقية حياتك بشكل لا يستطيعه الناس، فالطموح ليس مجرد كلمة تُقال، وإنما هو تحديد لهدفٍ سامٍ يظن الناس أنك لن تستطيع تحقيقه، ثم الإصرار على هذا الهدف، والمثابرة على مشاقه، ثم الثقة فى أنك قادر على الوصول إليه، والثقة هنا تعنى ألا يُساورك أى شك فى أنك ستحققه، ليس لشيء إلا لأنك تثق بأن الله لن يضيع مجهودك مهما طال صبرك، ومهما طال انتظارك.
والطموح جِدٌّ واجتهاد، فبقدر طموحك يكون اجتهادك، ومع ذلك لا ينبغى أن تنسى حظك من الاستمتاع بكل ما هو جميل، وإلا كان طموحك وبالًا عليك.
■ التحدى الحقيقى هو أن تتحدى نفسك!!
انظر جيدًا إلى تلك العبارة التى قالها جورج برناردو شو: «أنت ترى الأشياء التى حدثت وتقول: (لماذا؟)؛ أما أنا فأحلم بأشياء لم تحدث أبدًا وأقول: (لمَ لا؟)»!!
فـ (لمَ لا)؟! تجعل أهدافك عالية بالقدر الكافى لتحفيزك، ومعقولة بالحد الكافى لتكون دومًا فى متناولك.. إن التفوق لا يحدث أبدًا نتيجة الحظ أو المصادفة، إنه يتطلب أن تدفع نفسك لما وراء المنطقة المريحة، وأن تتحدى نفسك.. باختصار: لا تستسلم أبدًا أبدًا أبدًا.
■ استمتع بالرحلة: 
إن تحديد الأهداف مجرد أداة كى تصل إلى حلمك، وعلى الرغم من أنها أداة أساسية وفعالة، إلا أنها ليست أكثر من ذلك؛ ومن ثم يجب ألا تصبح مهووسًا بالتوجه نحو الهدف، وتتجاهل مشاعر البهجة والمتعة الكامنة وأنت تحاول الوصول إليه.. إن عليك أن تتخيل قدر السعادة والمتعة التى سوف تحصل عليهما عند تحقيق هدفك.
■ توقع حدوث إخفاق: 
وأنت فى طريقك لتحقيق هدفك، توقع حدوث الإخفاق؛ لأنه لا يوجد طريق دون عوائق، والطريق الذى يخلو من العوائق غالبًا لن يوصلك إلى شيء، أما الطريق الصعب فيكون مثيرًا للتحدى والإلهام؛ ففى قلب الصعوبات تكمن الفرص.. إن فشلك لا يجب أن يمثل لك أكثر من رسالة مضمونها: أنك تحتاج لإعادة تقييم خطة أفعالك التى وضعتها من قبل، تعلَّم من إخفاقاتك، ولكن لا تدعها تحدد اتجاه حياتك، وكما يُقال: إذا سقطت سبع مرات؛ فعليك أن تنهض ثمانى مرات!!
■ عندما يهدأ العقل يبدأ التناغم: 
إن الشك والقلق والرهبة وعدم التأكد، جميعها مشاعر طبيعية، قبل القيام بأى نوع من أنواع العمل، وليس فقط قبل الامتحان، وهذا ليس أمرًا سيئًا، ولن يؤثر فى وصولك لأعلى الدرجات، فى الواقع؛ فإن وجود قدر معقول من الرهبة، يؤدى إلى رفع الوعى وتحسين أدائك للمذاكرة، ولكن المشكلة أن يرتفع مستوى الرهبة والفزع لديك لمستويات عالية، إن هذا سيمنع الوصول إلى وظائف العقل العليا؛ ومن ثم كلما ذاكرت بشكل أكثر جدية، كلما قلت الرهبة لديك.
ونصيحتى لكم: لا تستمعوا إلى أولئك الذين يثبطونكم ويبثون القلق والرعب فى نفوسكم، قم بتهدئة نفسك؛ ليهدأ عقلك وتسكن جوارحك، حينها - وحينها فقط – سوف تطأ قدمك غابات لم تطأها قدم، وسوف يعزف عقلك سيمفونية لم تجُل بخاطر أمهر عازف، إنه التناغم الذى يسبقه صفاء وهدوء، ويتبعه إبداع!!