الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بعد تدخل مصر بقوة.. هل تتحقق المصالحة بين فتح وحماس؟

 فتح وحماس
فتح وحماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد تدخل مصر بقوة.. هل تتحقق المصالحة بين فتح وحماس؟
جهود حثيثة قامت بها السلطات المصرية بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل إنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية والتى تسببت في معاناة الملايين من الفلسطينيين في قطاع غزة، نظرا للعقوبات التى فرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القطاع بعدما قامت حماس بتجاهل حكومة الوفاق وإنشاء اللجنة الإدارية لإدراة شؤون القطاع.
وأعلنت حركة حماس أنها مستعدة لحل اللجنة الإدارية، وأكدت في بيان لها أول أمس استعدادها لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه.
وأعلن وفد حماس الموفد إلى القاهرة بزعامة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، استعداد الحركة لحل اللجنة الإدارية فورا وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات، على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع والقدس.



من جانبه يرى المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أن موقف حماس الأخير يؤكد على أن مصر وحدها تستطيع أن تلعب دورا حاسما في ملف المصالحة والعلاقات الفلسطينية الداخلية وكذلك في ملف القضية الفلسطينية بمجمله.
ورجح عوكل بحسب صحيفة "القدس" الفلسطينية، أن يكون هناك تغيير في المعادلة الفلسطينية حال تم التجاوب رسميا مع هذا الطرح، مشيرا أن تصريحات حماس خرجت من القاهرة وليس من غزة وجاءت بعد لقاءات وفد الحركة مع المسؤولين المصريين، وأن حماس أرادت بالتصريح من هناك أن تجعل القاهرة شاهدا على تلك التصريحات وأن لديها موقفا إيجابيا يمكن أن يتطور في حال قبلت السلطة به.
وأوضح عوكل، أن الانتخابات الأخيرة لحماس وما أفرزته من مكتب سياسي جديد تشير إلى أن هناك توجهات براغماتية قد تتجاوز في محتواها الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، معتقدا أن الحركة ستتجه لقراءة جديدة مختلفة وأكثر موضوعية للواقع العربي والدولي وتجري تغييرات حقيقية، وان توجه حماس لمصر ستطرأ عليه استحقاقات تستعد للتعامل معها ليس فقط في الملف الأمني بل في ملفات سياسية وقضايا كثيرة.



بدوره قال ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إنه لا بديل لدور مصر في ملف المصالحة والقضية الفلسطينية بحكم ارتباطها تاريخيا وسياسيا وجغرافيا وقوميا بها، والرئيس عباس يدرك محورية الدور المصري خاصةً وأن مصر لم تتخل عن الشرعية الفلسطينية بانفتاحها على غزة، ولم تأت هذه العلاقة على حساب الموقف الكلي من القضية، ولذلك فان مصر تصر على ملف المصالحة ووجود حرس الرئيس على معبر رفح باعتبار ذلك أحد مكونات اتفاق 2005 لمعبر رفح.
ويرى شراب أن مصر منحت حماس فرصة سياسية كبيرة بالسماح لمكتبها السياسي الجديد للانعقاد لأول مرة في أراضيها، وهي رسالة بعيدة المدى تشير إلى أنه يمكن أن تكون مصر مقرا لحماس في المستقبل كحركة وطنية فلسطينية خالصة، وبالتالي فهي فرصة ورسالة قوية، موضحا أن في نفس الوقت لا ينبغي تبسيط الأمور وأن نتجه كثيرا للتفاؤل، فحركة حماس لا زالت تحكمها محددات دينية وترتبط بالإخوان المسلمين فكريا وتعيش في حالة استقطاب إقليمي.



وعلى الجانب الآخر قالت مصادر في السلطة الفلسطينية، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، إن قيادة حركة فتح ستبحث مع السلطات المصرية نتائج مباحثات حركة حماس معهم، قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة.
وأضافت المصادر أن الرئيس محمود عباس سيوفد مسؤول ملف المصالحة في الحركة، عزام الأحمد إلى مصر لمتابعة جهود إنهاء الانقسام.
وبحسب المصادر، فإن الرئيس أبو مازن يرحب دائما بأي جهد مصري في هذا الإطار ويريد إنهاء الانقسام ووضع خريطة طريق لحماس.
وأكد المصدر الفلسطيني أن توجه الأحمد إلى مصر جاء نتيجة تنسيق مصري - فلسطيني سبق انتقال وفد حماس إلى مصر، وأن الجانب المصري أبلغ الجانب الفلسطيني قبل لقاء وفد حماس في القاهرة بأن التركيز سيكون على إنهاء الانقسام وعقد مصالحة.