الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

1400 من أهالي مقاتلي "داعش" الأجانب محتجزون في العراق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال مسؤولون بالأمن وموظفو مساعدات، إن السلطات العراقية تحتجز 1400 من الزوجات الأجنبيات وأطفال من يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم داعش في معسكر، بعدما طردت القوات العراقية التنظيم من أحد آخر معاقله بالعراق.
وقال المسؤولون إن الكثيرات من تلك النساء يقلن إنهن من روسيا وتركيا وآسيا الوسطى وبعضهن من دول أوروبية أيضاً، ووصل أغلب النساء والأطفال إلى المعسكر جنوبي الموصل منذ 30 أغسطس.
وقال ضابط بالمخابرات العراقية إن الجهاز بصدد التأكد من جنسياتهن مع بلدانهن، خاصة وأنه لم يعد مع الكثير من النساء وثائق أصلية.
وقال موظف إغاثة إن تلك أكبر مجموعة من الأجانب الذين لهم صلة بالتنظيم تحتجزهم السلطات العراقية منذ بدأت في طرد داعش من الموصل وغيرها من المناطق في شمال العراق العام الماضي.
ويقاتل آلاف من الأجانب في صفوف داعش بالعراق وسوريا.
وقال مسؤول أمني كبير إن السلطات تحاول إيجاد مكان آمن لإيواء الأسر بينما تتفاوض مع سفارات بلدانهم لإعادتهم لها، موضحاً أنه لا يسمح لهم بمغادرة المعسكر.
وقالت سيدة منقبة من أصل شيشاني تتحدث الفرنسية "أود أن أعود إلى فرنسا، لكن لا أعرف كيف"، موضحة أنها كانت تعيش في باريس من قبل.
وأوضحت السيدة إنها لا تعرف ما حدث لزوجها الذي أحضرها إلى العراق حيث انضم لتنظيم داعش.
وقال الضابط إن معظم النساء وأطفالهن استسلموا مع أزواجهن لقوات البيشمركة الكردية قرب مدينة تلعفر بشمال البلاد.
وسلمت البيشمركة النساء والأطفال للقوات العراقية لكنها احتجزت الرجال الذين يعتقد أنهم جميعاً مقاتلون.
وفرت أسر كثيرة إلى تلعفر بعد طرد القوات العراقية التنظيم من الموصل في 30 أغسطس.
واستعادت القوات العراقية تلعفر الشهر الماضي، وأغلب سكان المدينة من التركمان، وخرج منها بعض من أهم قادة داعش، وفر أغلب سكانها الذين بلغ عددهم نحو 200 ألف نسمة قبل الحرب.
توتر
أبدى موظفو إغاثة والسلطات عن قلقهم بشأن التوترات بين العراقيين الذين فقدوا منازلهم ويعيشون في المعسكر أيضاً وبين الوافدين الجدد.
ويريد العديد من العراقيين الانتقام بسبب المعاملة القاسية التي لاقوها وفقاً لتفسير المتشددين، والذي فرضوه في الموصل وبقية المناطق التي سيطروا عليها في عام 2014.
وقال ضابط في المخابرات العسكرية العراقية "نبقي الأسر في جانب من المخيم، حرصاً على سلامتهم".
وقال المجلس النرويجي للاجئين الذي يدعم 541 امرأة وطفلاً، إن العراق "ينبغي أن يتحرك بسرعة لتوضيح خططه المستقبلية بشأن هؤلاء الأفراد".
وقال المجلس في بيان "مثل جميع الفارين من النزاع من الضروري توفير الحماية والمساعدة والمعلومات لهؤلاء الأفراد، إنهم في وضع احتجاز فعلي".
ويشعر مسؤولون غربيون بالقلق بشأن المقاتلين المتشددين وأقاربهم العائدين إلى منازلهم بعد انهيار داعش، وأشار مسؤولون فرنسيون إلى أن هناك توجهاً لأن تتم محاكمة الفرنسيين الذين يثبت ارتباطهم بالتنظيم في العراق.
خداع
وما تزال الكثيرات من النساء في المخيم يرتدين العباءات السوداء والنقاب، وهو الزي الذي كان مفروضاً على النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وقالت فرنسية من أصل جزائري (27 عاماً)، "أمي لا تعرف حتى أين أنا"، وأشارت إلى أن زوجها خدعها لتأتي معه عبر تركيا إلى سوريا ثم العراق حيث انضم لداعش في العام الماضي. 
وأضافت وهي تحمل رضيعة بعدما اشترطت عدم ذكر اسمها، "كنت قد وضعت هذه الطفلة الصغيرة قبل ثلاثة شهور، قال هيا لنذهب إلى عطلة لمدة أسبوع في تركيا، وكان قد اشترى تذاكر الطائرة والفندق بالفعل".
وبعد أربعة شهور في الموصل فرت من زوجها إلى تلعفر في فبراير، وكانت تأمل في العودة إلى فرنسا لكنه عثر عليها ومنعها من المغادرة.
وروت وهي تبكي كيف قُتل ابنها البالغ من العمر خمسة أعوام في يونيو، بصاروخ أثناء لعبه في الشارع.
وقالت إن زوجها قُتل أثناء قتاله في الموصل، وأضافت "لا أفهم لماذا فعل بنا ذلك، سواء كان حياً أو ميتاً لم يعد يعنيني أمره".
وسارت مع القليل من الأسر لأيام ليسلموا أنفسهم عند نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة الكردية خارج بلدة العياضية القريبة من تلعفر آخر ملجأ للمتشددين.
وقالت: "تعرضنا للقنابل والقصف وإطلاق النار".
وقال مسؤولون أكراد إن عشرات المقاتلين استسلموا بعد سقوط تلعفر دون ذكر تفاصيل، وقال أحد سكان تلعفر إنه شاهد ما بين 70 و80 مقاتلاً يفرون من البلدة في الأيام الأخيرة من القتال.