الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قطر تواصل تزييف الحقائق.. والسعودية تفضحها.. الدوحة حرفت مضمون مكالمة "تميم" وولي العهد.. والرياض تؤكد تعطيل أي حوار لحين إعلان قطر حقيقة موقفها

تميم ومحمد بن سلمان
تميم ومحمد بن سلمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصلت قطر سياسة التخبط وتزوير الحقائق التى تنتهجها فى أزمتها مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، فبعد دقائق من التفاؤل بأن الأزمة تسير فى طريق الحل عقب تلقى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا من أمير قطر تميم بن حمد، تصاعدت الخلافات مجددا بعد تحوير وسائل الإعلام القطرية مضمون ما جاء فى الاتصال الهاتفى كعادتها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن مصدر سعودى مسئول قوله إن ما تم نشره فى وكالة الأنباء القطرية هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويدل بشكل واضح أن السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أى استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق.
وأكد المصدر السعودى المسئول أن هذا التحريف القطرى يثبت أن السلطة فى قطر ليست جادة فى الحوار ومستمرة فى سياستها السابقة المرفوضة.
وأعلنت الرياض تعطيل أى حوار أو تواصل مع السلطة فى قطر حتى تصرح بحقيقة موقفها وبشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، مؤكدة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار.
وكان وزير الدولة الإماراتى الدكتور أنور قرقاش، عبر عن تفاؤله بالاتصال الذى جرى بين بن سلمان وتميم، مغردا عبر حسابه على «تويتر»: «متى ما كانت المسألة فى يد الأمير محمد بن سلمان، فأبشروا بالخير».
كما عبر الأمير القطرى عبدالله بن على آل ثانى عن سعادته بطلب تميم الجلوس مع ولى العهد السعودي، وكتب عبر حسابه على «تويتر»: «سعدت بطلب الشيخ تميم بالجلوس مع سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لحل الأزمة الراهنة بين قطر والدول المقاطعة وحزنت لما آلت إليه الأمور».
لكن التفاؤل بعودة قطر مجددا إلى محيطها العربى والخليجى لم يستمر طويلا، بعد نشر وكالة الأنباء القطرية معلومات لا تمت بأى صلة لما دار فى المحادثة الهاتفية.
ورأى السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، أن تحوير وسائل الإعلام القطرية لمضمون الاتصال الهاتفى بين الأمير محمد بن سلمان وتميم، يؤكد أن تميم على الرغم من أنه حاكم إمارة قطر إلا أنه الحلقة الأضعف فى دائرة اتخاذ القرار القطرية، وأن هناك قوى أخرى هى من تسيره وتملى عليه القرارات، ومن ثم كان القرار السعودى واضحا بوقف الحوار مع قطر حتى يصرح أميرها وبشكل علنى عن موقفه من الحوار مع الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأشار «الرشيدي» إلى أن المغزى من تحوير مضمون الاتصال الهاتفى هو الهروب من الضغوط الأمريكية بعد دخول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقوة على خط الأزمة، ومطالبته بضرورة توحيد الصف الخليجى والتأكيد على وقف دعم الإرهاب ووقف المد الإيرانى فى المنطقة.
من جهته، وصف المعارض القطرى خالد الهيل، حديث وسائل إعلام الدوحة المغلوط بالمحاولة الصبيانية، موضحا أن هذا هو عهد قطر التنصل من أى التزامات فهى تعمل دائما على اللعب بالشيء ونقيضه فى التعامل مع الأزمات من أجل المماطلة وكسب الوقت وتفتيت قوة خصومها. وأضاف «الهيل»، فى تصريح لـ«البوابة»، أن مثل هذه المحاولات الصبيانية لن يمكن أن تخدع أحدا، فتاريخ النظام القطرى فى نقض العهود والمواثيق معروف للجميع وليس أدل على ذلك من نقضها التزاماتها باتفاق الرياض ٢٠١٣ وملاحقه ٢٠١٤.
وفسر السفير عاصم مجاهد، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، بيان وكالة الأنباء القطرية المغلوط، بأنه محاولة جديدة من السلطة القطرية لخداع الداخل المضطرب. 
وأضاف «مجاهد» فى تصريح لـ«البوابة»، أن اتصال تميم بولى العهد السعودى جاء بعد مكالمة شديدة اللهجة حملت تحذيرات أمريكية لأمير قطر لأن واشنطن تدرك تماما أن الدوحة تدعم الإرهاب، كما أن الإدارة الأمريكية منزعجة من استدعاء قطر لإيران ودعم نفوذها بمنطقة الخليج.
ولفت «مجاهد» إلى أن قطر تريد من خلال هذه المغالطات الإعلامية إظهار أمير قطر أمام شعبه أنه مجنى عليه وليس جانيا، وأن السعودية هى التى تبحث عن الحوار معه، لكن الرد السعودى جاء قويا وفى الوقت المناسب ليضع الأمور فى نصابها الصحيح. 
وأكد أن قطر تلعب على عامل الوقت من البحث عن تفاوض يتيح لها فرصة التسويف والمماطلة وكسب الوقت الذى يمكنها من مواصلة الدعم للجماعات الإرهابية.