الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد أبو سويلم من الفراعنة لزمن الرواية

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرف الإنسان المصري القديم الاستقرار عندما عرف الزراعة، فكانت الزراعة أول المهن التي احترفها المصري القديم، ونقشت حكايات الفلاح المصري على جدران المعابد المصرية القديمة، حيث صور فنانو العصور القديمة أدوات الزراعة، واستخدموا النباتات كرموز لمعاني الخير والنماء والعطاء، كما سجلت في البرديات مواسم الري والحصاد، واعتمدوا الشهور الفرعونية كجدول لمواعيد الزراعة، فأصبح الفلاح المصري هو صانع الحضارة، وصمام أمان مصر حتى الآن.



الفلاح الفصيح
مما وصلنا من التراث الفرعوني قصة الفلاح الفصيح، وهي قصة مصرية قديمة، أعاد كتابتها روائيًا علي أحمد باكثير، وخلدها المخرج شادي عبد السلام في فيلم قصير، تحكي عن فلاح عاش في عهد الأسرة التاسعة أو العاشرة حول إهناسيا، والذي تعرض لاعتداء من قبل نبيل من نبلاء إهناسيا، حيث تعثر حمار الفلاح فوقع به في حقل النبيل، فاتهمه النبيل بإتلاف الزرع حيث أن حمار الفلاح أكل منه، واعتدى عليه بالضرب والسباب، ثم أخذه إلى والي إهناسيا، فطلب والي إهناسيا شهودًا من الفلاح المصاب، ولكنه لم يجد شهودًا على ذلك، غير أن الوالي أعجب بفصاحة الفلاح في بث شكواه، وأخبر الفرعون بأمر الفلاح، فأمر الفرعون بتقديم شكوى مكتوبة من الفلاح، وفي كل مرة يقدم فيها الفلاح شكواه يحس بتجاهل الحاكم له، وعلى مدار تسعة أيام أرسل تسع شكاوي، ولما فاض الكيل منه أهان النبيل، فاحتكما مجددًا أمام الوالي الذي أخبره أنه لم يتجاهل شكواه وإنما كان معجبًا بفصاحته ويريد أن يستزيد، وأمر الوالي نزع إدارة الأراضي من النبيل، وعهد بها إلى الفلاح بدلًا منه. 



زينب
تعتبر من أوائل النماذج في الرواية المصرية بل العربية، صدرت الطبعة الأولى من رواية زينب عام 1914م في القاهرة، والتي ألفها محمد حسين هيكل، وهو كاتب وأديب وسياسي كبير يدور محور الرواية حول بؤس وحزن الحياة الريفية، واللذين ينشآن من إنكار ورفض الريفيين لحاجات القلب، ووقوفهم عقبةً أمام الحب، إضافةً لعدم إعترافهم بشرعيته، ويتجسد ذلك في شخصية زينب، إذ نبع حزنها من ذات المنبع الذي نبع منه حزن حامد، فهي فتاة غاية في الجمال والروعة يوصفها المؤلف كوردة متفتحة أو كلوحة من اللوحات الطبيعية، إلا أنّه ينقصها من يقاسمها الفرح والسعادة.



الحرام
في العصر الحديث كتب يوسف إدريس رواية بعنوان "الحرام"، صور فيها حياة عمال التراحيل، وهم فئة مهمشة من طبقة الكادحين في المجتمع القروى المصري، وقد حول سينمائيًا لفيلم من بطوله "فاتن حمامة".
يذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما شاهد الفيلم أمر بزيادة أجرة عمال التراحيل، والأعتناء بهم، وذلك تعاطفًا معهم.
وتدور أحداث الرواية حول جريمة قتل طفل صغير ملقى في أحد الأراضي الزراعية التي يسكنها عمال التراحيل حيث يعملون، وتتأكد الشكوك بأن هذا الطفل لقيط، وتتجه الأنظار نحو عاملات التراحيل، إلى أن يفتضح الأمر، وتظهر الحقيقة. 
والحقيقة أنه في إحدى الليالي تسللت إحدى عاملات التراحيل إلى الغيط لتخطف جدر بطاطا لإبنها الصغير الجائع، فاستغل أحدهم سواد الليل ومارس معها الرذيلة في الأرض، ونتج عن هذا طفل من الحرام لم تستطع أن تطعمه أو أن تجهر بفضيحتها، فوضعت إصبعها في فمه فمات خنقًا.
ينكشف أمر الفلاحة الفقيرة فتقتل على جريمتيها، الزنا والقتل، حيث أنها ارتكتب نوعين من الحرام.



الأرض
الأرض هي ملحمة عبد الرحمن الشرقاوي الخالدة، حيث يسكن أبطالها ذاكرة المصريين بفعل سينما يوسف شاهين.
يحتل بطولتها الفلاحين محمد أبو سويلم وعبد الهادي، وصيفة ومحمد أفندي، الشيخ يوسف، والعمدة، وجميعها شخصيات حقيقية أكثر من كونها روائية. 
وترصد القصة معاناة الفلاحين في فترة الملكية حيث كانت مصر تحت الوصاية العثمانية وتحت الإحتلال الإنجليزي.
وتتحدث القصة عن فترة الري والحصاد في الأرض، والذي يتحكم فيها العمدة ورجاله، إضافة إلى الأتراك الذين يعاملون الفلاحين بأشد أنواع العذاب، حيث يروح ضحية طغيانهم محمد أبو سويلم.



الزوجة الثانية
الرائد الكبير أحمد رشدي صالح، واحد ممن أسسوا للبحث في الدراسات الشعبية، وهو صاحب القصة التي اشتهرت سينمائيًا بفيلم "الزوجة الثانية" من إخراج صلاح أبو سيف.
تحكي القصة عن العمدة عتمان الذي يعيش على السحت، حتى أنه يطمع في أرض أخيه ويسلبها منه ويعامله معاملة الفلاحين، حيث يجلده على مرأى ومسمع من الناس.
ونفس الأمر يتكرر مع زوجة الفلاح الأجير أبو العلا، التى يطمع فيها عتمان حيث وجدها فاتنة بمقاييس الريف، إضافة إلى أنها ولود، وزوجته عاقر، فسلك كل السبل حتى يوقعها تحت ذمته، وبالفعل يتزوجها بعد أن يطلقها عنوة من أبو العلا، وتدور الأحداث بين الكوميديا والواقعية، ونجحت القصة في تصوير حياة الريف.



أيام الإنسان السبعة
أيام الانسان السبعة رواية للكاتب عبد الحكيم قاسم، صدرت عن دار الشروق عام 1969، تدور أحداثها في القرية المصرية في جانب لم يكتبه أحد من قبل وهو حياة الدراويش، هؤلاء الفلاحون الفقراء الذين يقضون نهارهم في الحقول، وحين يأتي المساء يذهيون إلى "الحضرة" حيث الذكر والإنشاد بعد الصلاة، وحيث الحلم باليوم الذي يذهبون فيه إلى مولد السيد أحمد البدوي في طنطا. 
ودخلت تلك الرواية من ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية، فتدور رواية أيام الانسان السبعة حول الطفل عبد العزيز الذي هو محور كل شيء حوله، في امتداد الدائرة الحياتية التي يتحرك فيها ضمن عائلة قروية، ينتمي عائلها إلى مجموعة صوفية، داخل القرية، فتتحدث عن بطل يقع في الحب للمرة الأولى، متنقلا ما بين عالم الطفولة إلى عالم المراهقة الذي لا ينتهي إلا عند مشارف الرجولة أو اكتمال الشباب.