يعتبر "رينيه سولى برودوم" أول شاعر وكاتب يحصل على جائزة نوبل في الأدب، خصص سولي الذي يحل اليوم ذكرى وفاته قيمة الجائزة لإنشاء جائزة للشعر والشعراء تقديرًا منه لأهمية الشعر ولتحقيق مزيد من التواصل بين الأجيال، ويعتبر النقاد فوزه اعترافا بالازدهار الذى شهده الأدب الفرنسى شعرا ونثرا.
ترك "برودوم" دراسة الهندسة وأثرت تأثيرا كبيرا في شخصيته، حيث تمرد على المذهب الرومانسي في الشعر، وتبنى "المذهب البارنسي حيث توجه إلى الطبيعة لنشر محاسن الحياة في تعبير جميل، فيعتمد "المذهب البارنسي" على التقنية في التعبير، وإبراز الصور على نحو جميل ومثيل، حتى صار عضوا فاعلا في جماعة البرناسيين، والشاعر الرسمي لها، إلا أنه ابتعد عن التأطير الحزبي الضيق، وراح يصنع عالما شِعريا خاصا به، له خصائص شخصية ومتفردة، وقد لقي تشجيعا كبيرا من الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو، وهذا أعطاه دفعة معنوية إلى الأمام.
ولد رينه سولى برودوم في 16 مارس 1839 بالعاصمة باريس، وبدأ حياته بدراسة العلوم، فحصل على دبلوم الهندسة، غير أن الشعر كان هوايته الأساسية التي نال عنها مجده؛ لذلك فبالرغم من اهتماماته العلمية ظل يتابع الحركة الأدبية، وفي ذلك الوقت كان الصراع على أشده بين أنصار المذهب الرومانسي والبرناسيه -مذهب أدبى فلسفي لا ديني قام على معارضة الرومانسية- وقد انحاز سولى برودوم إلى البرناسيين.
انتخب "برودوم" في عام 1881 عضوا في الأكاديمية الفرنسية، وحصل على المقعد رقم 24، ونال جائزة نوبل عام 1901 عن مجمل أعماله، وبذلك كان أول من نال جائزة نوبل في الأدب، وقالت أكاديمة نوبل التي منحته الجائزة "إن أعماله تنم عن تكوينه الشعري الخاص الذي يعطي دليلا على المثالية النبيلة والكمال الفني الذي يعد مزيجا نادرا من صفات القلب والعقل".
تعددت أعمال "برودوم" ونالت استحسان القراء، ونشر له سلسلة من الدواوين الشعرية منها "مقطوعات وقصائد،الأحداث، ثورة الزهور، المخططات الإيطالية، فرنسا، الحنان دون جدوى، العدالة، السعادة، حطام السفن، مصائر، اعتكافات"، بالإضافة الى عدة أعمال فى الفلسفة والنقد منها التعبير عن الفنون الجميلة، ووصية شعرية.
