الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

5 سبتمبر.. ذكرى التحفظ على البابا شنودة بدير الأنبا بيشوي.. رفض زيارة إسرائيل.. واحتج على تغول الجماعات المتشددة وإهانة الأقباط

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء الرئيس أنور السادات خلفًا للراحل عبد الناصر في سبتمبر 1970، ومرت شهور قليلة لتأتى القرعة الهيكلية بـ" البابا شنودة الثالث" بطريركًا للأقباط الأرثوذكس، وظل الجميع يترقب المسار والطريق "البابا والرئيس".
كان البابا شنودة الثالث حازما في مبادئه لا يحيد عنها مهما كان الثمن، فكان صدامه مع الرئيس الراحل أنور السادات لرفض البابا زيارة اسرائيل واحتجاجا على تغول الجماعات المتطرفة في المجتمع، بما تبعه من اهانات واعتداءات على الأقباط. 
كان حادث الخانكة عام 1972، الذي تم فيه حرق جمعية الكتاب المقدس، بعد قيام عدد من المسيحيين بأداء الصلاة داخل الجمعية، الأمر الذي دفع الأمن للتدخل ومنع الصلاة بها لعدم حصولها على تصريح، بعدها رد البابا بتنظيم مسيرة من القساوسة ضمت قرابة ألف كاهن حتى مقر الجمعية وأقاموا بها الصلاة وسط حراسة أمنية، وخرجت على أثر ذلك مسيرة مضادة من المسلمين فى اليوم التالى من مسجد السلطان الأشرف.. وكانت هذه البداية لصدام رجل الدولة ببطريرك الكنيسة. 
لم يمض كثير، حتى ظهر الصدع بينهما بشكل واضح، عقب دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للبابا شنودة الثالث، للمرة الأولى بشكل رسمى يدعى بطريرك الأقباط الأرثوذكس، والتي جاءت عقب زيارة السادات لأمريكا بقرابة الشهر، عام 1977، وكان استقبال البابا حافلًا.
شمل جدول الزيارة لقاء البابا شنودة الثالث بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر الرئيس الأمريكي وقتها، ولإحساس البابا بأمر يثير الريب وحتى لايفهم زيارته بشكل خاطئ، اصطحب السفير أشرف غربال، سفير مصر في واشنطن آنذاك، لزيارة البيت الأبيض ليكون مطلعًا على الحوار، حتى لا تؤل الأمور.
الغاء احتفالات الأقباط 
مطلع الثمانينات تعاقبت الاحداث وهيمنت الجماعات المتشددة فقرر البابا والمجمع المقدس إلغاء الاحتفالات بعيد القيامة، كما جاء فى بيان المجمع المقدس بجلسته الأربعاء 26 مارس 1980 الصادر من مكتب وكيل البطريركية القمص مرقس غالى آنذاك يقول: "بعد أن درس المجمع المقدس حالة الأقباط والشكاوى العديدة التى تقدمت منهم من كل المحافظات بمصر، ومن الطلبة فى المدن الجامعية وخارجها، وما يتعرض له الأقباط من إهانات وشتائم واتهام بالكفر، وألوان من الإثارات واعتداءات على أرواحهم وكنائسهم، وخطف للفتيات المسيحيات، وتحويل البعض عن دينهم بطرق شتى". 
لذلك قرر المجمع المقدس إلغاء الاحتفالات الرسمية بعيد القيامة المجيد هذا العام، والاكتفاء بالصلاة فى الكنائس، مع عدم تقبل التهانى بالعيد، وذلك تعبيرا عن الآلام التى يعانيها الأقباط، كما قرر أعضاء المجمع المقدس الاعتكاف فى الأديرة خلال العيد"
واختتم بيان المجمع قائلا: "صورة مرسلة لكهنة كنائس القاهرة لتلاوته على الشعب بقداسات جمعة ختام الصوم وأحد الشعانين ويوم الجمعة العظيمة مشددا علي عدم وضع زينات كهربائية أو خلافه على واجهة الكنائس وعدم تقبل التهانى فى ليلة العيد أو يوم العيد" ثم توقيع الوكيل.
البابا ورفض زيارة إسرائيل
اعتزم الرئيس السادات إجراء معاهدة السلام مع إسرائيل، وطلب من البابا شنودة أن يسمح للمصريين المسيحيين بالذهاب إلى القدس للحج هناك، وكذلك أن يرافقه رحلة المعاهدة، فكان رد البابا شنودة قاسيا بقوله إن المسيحيين لن يدخلوا القدس إلا مع إخوانهم المسلمين عقب تحرير القدس،، وأعلن السادات في مجلس الشعب إجراء الاتفاقية، وكذلك اعتقال عدد كبير من السياسيين ورجال الدين.
كما أصدر في ذات التاريخ 5 سبتمبر 1981، قرارا بالتحفظ على البابا في دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون، وإلغاء قرار تعيينه، وتشكيل لجنة لإدارة الكنيسة، وسط تصفيق من مجلس الشعب آنذاك؛ ما كان جرحًا غائرا في قلوب الأقباط إزاء احتجاز رأس الكنيسة ولاسيما بأنه البابا الثائر والثابت على القرار، وخلال احتفالات 6 أكتوبر ذات العام، قامت الجماعة الإسلامية التي أطلق سراحهم السادات باغتياله.
أعضاء المجمع المقدس أكدوا أن الكنيسة والأقباط جزء من النسيج الوطنى، ومتمسكين بالوحدة والكفاح ضد أى تدخل خارجى.
ثم حددت اللجنة موقفها الحازم والمؤيد من السلطة والحكم، مستعينة بالتراث الأرثوذكسى فى دعم هذا الموقف، حيث أوضح البيان أن الكنيسة القبطية بما لديها من تعاليم إنجيلية مقدسة وقوانين كنسية تلتزم بطاعة السلطات الحاكمة أيا كانت عملا بوصية الإنجيل المقدس، "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة".
لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هى مرتبة من الله. حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله. والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة". 
ثم شدد البيان على أن المجمع المقدس قرر أن يكون المتحدث الرسمى باسم الكنيسة هما الأنبا صموئيل والأنبا يؤانس، وعلى جميع رجال الكنيسة والشعب ألا يخرجوا عن هذا القرار. وأن يتم ترك الكنيسة تعبر بنفسها عن مشاعرها ومصالحها.