السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الأديب الفلسطيني أحمد رفيق عوض في حواره لـ"البوابة نيوز": الأزمة تنتهي مع ظهور مشروع فكري للدولة.. ونحن في عصر الأصوليات بلا جدال.. والنظام السياسي الكاريزمي يستطيع مواجهة الإرهاب

الأديب الفلسطيني
الأديب الفلسطيني أحمد رفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد رفيق عوض أديب وسياسى فلسطينى من الأرض المحتلة، ذو رؤية فنية وأدبية، ويملك حسا سياسيا وبحثيا كبيرا، وقدم مؤخرا دراسة معمقة عن الظواهر التكفيرية فى عالمنا العربى وكيفية مجابهتها بحكم علاقته بالواقع الفلسطيني، وعمق تجاربه الحياتية واليومية التى يعيشها فى ظروف الاحتلال ومدى تأثير هذه الظواهر عليهم، فكان هذا الحوار..

■ لماذا تنتشر ظواهر التكفير عندنا فقط فى العالم العربى ولا يوجد مثيل لها فى الغرب؟
- يرجع انتشار ظواهر التكفير فى بلادنا نحن وليس فى بلاد الغرب، للعديد من الأسباب، فهناك علاقة مختلة بين الجمهور والنخبة المسيطرة لغياب الثقة وانعدام تدوير السلطة والمشاركة فيها وخلخلة الشرعيات على خلفية الفقر والجهل والعصبيات المختلفة التى تتغذى على غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان.
فى حين أن بلاد الغرب الرأسمالى تجاوزت هذا الظرف التاريخي، ولكنها الآن تشهد ظواهر التعصب والأصوليات والسلفيات الدينية، وذلك بسبب أزمات النظام الرأسمالى ذاته، والدولة الحديثة لها أيضًا أزماتها ومشاكلها، ولم تستطع أن تكون جنة الله على أرضه كما توقع لها منظرو الغرب الرأسمالي، ويمكن القول أننا ندخل عصر الأصوليات بشكل ما.
■ كيف نعمل على الحد من ظاهرة التكفير؟
- يمكن تخفيف ظاهرة التكفير بمحاصرة أسبابه المباشرة والتى تتمثل فى الاحتقان السياسى وأسبابه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بشكل عام.
ولكن الحلول غير المباشرة تتعلق بقدرة النظام السياسى على تقديم النموذج والقدوة وعلى إنضاج الظروف المناسبة لاشتراك الجميع، وتقديم مقولة سياسية وعقائدية قادرة على التوحيد والدمج.
وأعتقد أن خير وسيلة لتجفيف ظاهرة الإرهاب هى أن يكون النظام السياسى قويًا بما يكفي، قويًا بالمعنى الروحى والثقافى، حتى لا يمكن منافسته، ولهذا السبب كانت هذه الظواهر تغيب عندما تحضر الكاريزميات.
■ هناك من يرى أن التكفير ظاهرة فكرية ومواجهتها يجب أن تكون بالحلول الفكرية.. كيف ترى هذا؟
- التكفير ليس ظاهرة فكرية فقط، بل ظاهرة سياسية اجتماعية اقتصادية، تبحث عن مسوغات فكرية فى نهاية الأمر، ظاهرة الخوارج كانت كذلك، وظاهرة التكفير فى السبعينيات وعلى أيامنا هذه ولهذا السبب، فإن الاكتفاء بالمواجهة الفكرية لا يفيد إطلاقًا، فالفكرة تؤطر الواقع ليس إلا.
■ عملت على تقديم دراسة جديدة للتعامل مع الظواهر التكفيرية والغلو فى الدين، وأنت باحث فلسطينى فى الأساس.. فهل هناك جماعات تكفيرية فى فلسطين؟
- لا توجد جماعات تكفيرية فى فلسطين، بل يوجد أشخاص محددون، تأثروا بالظاهرة التى تفتك بالعالم العربى والإسلامي، فلسطين لم تعرف التكفير أبدًا، فلسطين بلد التعددية الدينية منذ فجر التاريخ، يتعايش فيها كل الديانات دون جرثومة المس الطائفى أو الديني، حتى أحزاب وحركات الإسلام السياسى عندنا رفضت وترفض ذلك تمامًا بل وتحاربه.
■ صف لنا المجتمع الفلسطينى من زاوية الظواهر التكفيرية؟
- أعتقد أنه ليس هناك مشكلة عندنا فى فلسطين اسمها ظاهرة التكفير، بل هناك استقطاب سياسي، وهناك أحزاب وحركات سياسية ذات صبغة دينية، وهناك فرق صوفية، وهناك مواجهات على المستوى الفكرى لم تصل إطلاقًا لما هو أبعد من ذلك، أعتقد شخصيًا أن الفلسطينى وبسبب تاريخه الحديث يميل إلى الانفتاح والاعتدال.
الجماعات السياسية الفلسطينية لم تعلن أو تمارس التكفير حسب علمي، وكل ما ظهر إلى العلن هو اعتقال بعض الأشخاص الذين اتهموا بأنهم يؤيدون داعش أو إخواته، أما فى قطاع غزة، فإن الجماعات السلفية التى انشقت عن حركة حماس بالذات، فأعتقد أن انشقاقها لاعلاقة له بالتكفير كموقف فكري بقدر ما هو رفض لسياسات حماس بعد أن سيطرت على القطاع، وبالتالي، فإن هذه الجماعات المنشقة أرادت أن يكون لها وزن وثقل حتى لا تتم تصفيتها بدون ثمن، وحماس التى سكتت لبعض الوقت لتحقق بعض المكاسب السياسية اضطرت إلى مواجهة تلك الحركات لأنها أصبحت تكلف كثيرا وتخرب علاقات حماس مع محيطها.
■ هل تعانى حماس من ظواهر التكفير؟ 
- حماس لا تعانى من ظواهر التكفير فى داخلها أو فى مرجعيتها أو فى سلوكها، ولكنها تعانى من بعض انشقاقات داخلها تذهب إلى التكفير، ولهذا أسباب كثيرة ومتعددة، لا أعتقد أن الفكر أحدها، بقدر أنها نتيجة لأزمات اقتصادية وتدخلات خارجية.
■ لخص لنا رؤيتك عن التكفير فى المجتمعات المعاصرة؟ 
- الرؤية الجديدة التى أدعيها هى أن التكفير نتيجة وليس سببًا، الرؤية الجديدة تقول: قدم نموذجًا مسيطرًا ومهيمنًا للدولة ينتهى التكفير، قدم مقولة مشبعة وعالية وشاملة تنتهى ادعاءات التكفير.