بالتزامن مع احتفالات عيد
الضحى تطل علينا بعض الأمراض الاجتماعية التي ابتلينا بها في تلك المناسبات، كالتحرش
الجنسي بالفتيات، وهى الظاهرة التي انتشرت في مصر في الآونة الأخيرة، حسبما تشير الإحصائيات
التي رصدت من خلال البلاغات الواردة إلى وزارة الداخلية، خلال عامي 2015 و2016، إلا أنه يبدو أن الشرطة النسائية وشرطة مكافحة التحرش في الوزارة قد أبلت بلاءًا حسنًا
هذا العيد، واستطاعت أن تحد من تلك الظاهرة ليمر علينا العيد دون تسجيل حالة تحرش واحدة.
ونشرت وزارة الداخلية عناصر
الشرطة النسائية في الشوارع الرئيسية خلال عيد الأضحى من أجل التصدي لظاهرة التحرش
والاعتداء على المرأة.
ومن جانبها قالت العميد نشوى محمود مدير
مكافحة جرائم العنف ضد المرأة اليوم رابع أيام عيد الأضحى المبارك: لأول مرة منذ
سنوات وبفضل انتشار قوات الأمن بوزارة الداخلية في شوارع وسط البلد والقاهرة لا يتم
تسجيل حالة واحدة لتحرش جماعي أو فردي.
وأضافت "قاهرة المتحرشين" -كما يطلق عليها المقربون منها- في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" الأجواء مؤمنة تماما
في الشوارع تزامنا مع عيد الأضحى المبارك ونسيطر جيدا على الأوضاع في الشارع لردع المتحرشين
ببنات وسيدات مصر.
وأكدت مدير مكافحة جرائم العنف ضد المرأة أن جميع أفراد وضباط وزارة الداخلية في حالة طوارئ قصوى منذ أسبوع بدون راحات أو إجازات
على مدار الـ24 ساعة وتعليمات اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية هي القضاء نهائيًا
على ظاهرة التحرش في المواسم والأعياد وفي الأماكن المزدحمة كدور السينما والمتنزهات
والحدائق.
ولفتت إلى أنها لم تحصل على إجازة منذ
حلول عيد الأضحى حتى اليوم وقالت: "الواجب الأمني قبل أي إجازة ده موسم ولازم
نكون كلنا جنب المصريين نأمنهم علشان يحتفلوا".
ووجهت مدير مكافحة جرائم العنف ضد المرأة
نداء عبر موقع "البوابة نيوز" قائلة: أرجو من كل الفتيات والسيدات اتخاذ الإجراءات القانونية
اللازمة تجاه المتحرشين وتحرير المحاضر اللازمة لهم لردعهم وضمان عدم عودتهم لارتكاب
مثل تلك الجرائم، مؤكدة أن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتحرش هو الضمانة الوحيدة
للقضاء على تلك الظاهرة.
ودعت العميد نشوى محمود المواطنين إلى النزول للشارع ودخول جميع الأماكن والتنزه بحرية مطلقة، ومشاهدة الأجواء على الطبيعة: "انزلوا افرحوا واحتفلوا واتفسحوا وأنتوا مطمنين أبناؤكم الضباط والمجندين في حمايتكم 24 ساعة في العيد، وأناشد كل فتاة وسيدة مصرية الإبلاغ فورا عن أي مضايقات أو حالات تحرش لفظي أو جسدي و"هنقطع إيد المتحرش بالقانون".
في سياق متصل كشفت غرفة عمليات القومى للمرأة فى بيان لها أن مكتب الشكاوى لم يتلق أى شكاوى تليفونية على مدار اليوم تتعلق بالتحرش أثناء العيد، كما قام فريق عمل المكتب بعمل رصد ميدانى لحالات التحرش خلال الفترة المسائية من اليوم الرابع للعيد، بمناطق "مدينة نصر- كوبرى قصر النيل - منطقة السينمات بوسط القاهرة- كورنيش النيل - أمام مبنى التليفزيون".
رصدت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، في
العام الماضي 85 حالة تحرش خلال حملاتها الموسعة في الحدائق والمتنزهات بنطاق القاهرة
والجيزة، حيث تم ضبط 64 حالة تحرش "لفظي"، 21 حالة تحرش "جسدي"،
ومعظم المضبوطين من صغار السن، كان على رأس تلك الوقائع واقعة غريبة حيث تم رصد حالة
من التحرش اللفظى في ساحة مسجد "الحاكم بأمر الله" في شارع المعز بالقاهرة،
وذلك بعد مشادة بين مجموعة من الشباب وإحدى الفتيات بعد الانتهاء من صلاة العيد.
من جانبها، أكدت مصادر أمنية أن منطقة
وسط القاهرة في المرتبة الثانية بقائمة المناطق غير الأمنة في العيد، ولكن مع تمركز
قوات الشرطة النسائية في الشوارع، وأمام دور السينما، لتأمينها، انخفضت معدلات التحرش
خلال أول أيام العيد، مشيرة إلى انخفاض معدلات حوادث التحرش الجنسى بالفتيات والنساء
بالشوارع والميادين عن العام الماضى، وذلك بسبب التشديدات الأمنية المكثفة وجهود المتطوعين
والمتطوعات، مع الارتفاع النسبى في درجات الحرارة في فترة الصباح مما منع العديد من
النزول أمس للتنزه.
وأما عن ظاهرة التحرش فى عيد الفطر الماضى،
فقد أظهرت الحملات الخاصة بمنع التحرش ومواجهة عدد كبير من البلاغات الخاصة بالتحرش
خلال أول وثاني أيام عيد الفطر المبارك، والتي أظهرت أن فئة المتحرشين قد انخفضت إلى
ما بين 10 إلى 15 عامًا، وهو المعدل الذي انخفض عن السنوات الماضية.
وأعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 39 حالة
تحرش من بينهم 27 حالة تحرش لفظي، و12 حالة تحرش جسدي في ثاني أيام العيد، وتم اتخاذ
الإجراءات القانونية.
2015 عام التحرش
وأكد تقرير وزارة الداخلية في 2016 أن
أيام عيد الأضحى المبارك تم تحرير 177 محضر تحرش ويزيد عن العيد الفطر المبارك بـ
21 محضر تحرش أى 150 محضر تحرروا فى العيد.
فقد تم رصد 177 حالة تحرش بحدائق ومتنزهات
القاهرة والجيزة، حصيلة التحرش فى عيد الأضحى، حيث تنوعت ما بين ضبط "مراهقين"
يتحرشون بفتاة في جامع الحاكم بأمر الله للمرة الأولى، والتحرش الجسدى واللفظى من قبل
عدد من الصبية على الفتيات بكورنيش النيل.
