السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تصاعد الخلافات بين الحوثي وصالح في اليمن.. محلل سياسي: "صالح" يدفع بالأمور في اتجاه التفاوض معه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات تحالف حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، مع الحوثيين في حلقته الأخيرة، الذي أكدته المواجهة المسلحة التي جرت السبت 26 أغسطس، في العاصمة صنعاء، بعد أيام من الاحتقان الرسمي والجماهيري بين الطرفين.
وظهرت حدة الخلافات والتهديدات وتصاعدت بين صالح والحوثي بقوة، عند اتهام الأخير للرئيس اليمني السابق بـ"الاتفاق سرا" مع التحالف العربي، بقيادة السعودية، للانقلاب على الحوثيين، وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، بغرض السيطرة عليها وفك الارتباط مع الجماعة.
وقال عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني، "هناك علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل، حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي.. نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان".
وأكد أنه "لا ينفع اليمن إلا الصمود، أما المبادرات والمساومات والصفقات فلا نتيجة لها".
ومن جانبه قال الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح " ردا على كلمه الزعيم الحوثي في كلمه، أمام أنصاره في صنعاء: "إن اللجنة الثورية للحوثيين، تعطل عمل المجلس السياسي الأعلى".
وتابع: "هناك حكومة فوق الحكومة وهي المكتب التنفيذي للحوثيين واتفقنا على الموارد إلى خزينة الدولة والآن نسأل لماذا نحن من دون مرتبات ؟"
وبحسب خطابات وبيانات رسمية للطرفين فإن المؤتمر برئاسة صالح يشكو من تعسف الحوثيين في المؤسسات الحكومية والعامة، رغم أنه هو من سلمها لهم نكاية بخصومه، فضلًا عن خلافات حول الحركة القضائية (تغيير توزيع القضاة في المحاكم)، وصرف المرتبات، واستحواذ الحوثيين على الإيرادات، وتغيير مناهج التعليم العام، وتخوين صالح وحزبه بتهمة عدم دعم الجبهات، وعلاقة الأخير بدول الإقليم.
ورغم ان مراقبين يشككون بجدية الخلافات الراهنة بين المخلوع والحوثي، فإن مقتل أحد رجالاته الأمنيين والسياسيين "خالد الرضي"، في اشتباكات دارت لساعات جوار منزل نجل صالح في منطقة المصباحي بصنعاء وإمساك الحوثيين لأمن جنوب العاصمة التي كان يسيطر عليها أنصار صالح أكدت أن التحالف بين الطرفين المتناقضين لن يستمر، وأن نهايته أصبحت وشيكة.
من جانبه قال المحلل السياسي اليمني ورئيس تحرير موقع اليمن العربي، الدكتور جمال باراس، الرئيس السابق على عبدالله صالح هو اللاعب فوق رؤوس الثعابين ويجيد التحالفات وتغييرها، حيث أنه سعى للحشد الكبير، ولعب بالتناقضات وأوحى لاتباع الإصلاح والمؤتمريين إنه سيكون في مواجهة مباشرة مع الحوثيين وسينقلب عليهم وحشدوا له، وعلى الجانب الآخر اتفق مع الحوثيين أن المخرج الذي يحفظ ماء الوجه هو إعطاء الدفة للمؤتمر الذي سيقبل به الخليجيين وأن الخلاف سيكون مصطنع للوصول إلى أكبر عدد من المكاسب، ووصلت الرسالة ونجح في الحشد الذي شارك فيه كل القوى السياسية بما فيهم أعضاء المؤتمر جناح الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأضاف باراس في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن صالح كالعادة التف على الاتفاقيات التي بينه وبين الحوثيين بعد أن نجح في الحشد، ومن هنا شعر الحوثيون أنهم طعنوا للمرة الثانية عندما أبلغهم بضرورة دخول الحرس الجمهوري إلى العاصمة صنعاء للتامين، فقاموا باستهدافه هو وأبنائه في النقاط التي تحت سيطرتهم بالعاصمة صنعاء ليذيقوا صالح مما ذاقه القيادات الجنوبية باستهدافهم في النقاط العسكرية واغتيالهم وهو ما حدث فعليا، وخرجوا باتفاق أن يلتزم صالح بدفع إتاوة نقدية شهرية للحوثيين بالدولار الأمريكي.
واستدرك باراس "لكن هذه كانت بداية لخلافات ونقطة رئيسية لتدرك القيادات السفلى أن الخلاف مستفحل ومن الممكن انقضاض كل طرف على الآخر ومن يسرع بالانقضاض ينتصر، ولكن للأسف لم تستفد دول التحالف من المعطيات التي ظهرت، فقد اظهر الحشد استمرار اتصال صالح بعدد من العناصر المنطوية ضمن الشرعية وجب أن تتم مسائلتهم لهذا الاتصال وإبعادهم من المواقع التي تمنحهم اتخاذ القرار خاصة أعضاء المؤتمر وحزب الإصلاح من جانب، ومن جانب آخر فتح قنوات اتصال مع الحوثيين وطرح مبادرة بالطلبات التي تؤمن الانتصار الكامل تقطع الصلة بين الأطراف المتحالفين وبالطبع ترجيح فتح قنوات مع الحوثيين لكونهم هم المتواجدون على الأرض واتباع صالح من الممكن أن يتنازلوا وينقادوا".
وأوضح باراس أن صالح يدفع بالأمور في اتجاه التفاوض معه ويستهدف ذلك، وقد دفع بانصارة الظاهرين والمخفيين لترجيح كفته وكفة حزب المؤتمر الحزب الوحيد الذي لا يقوم علي فكرة أو استراتيجية أو برنامج فقط حزب الزعيم وهذا يدل على أنه لا زال لديه من الأدوات ما تمكنه أن يخدع بها التحالف مثلما استثمر المبادرة الخليجية في السابق لذا فإن كل الأمور تفترض أن يتم تجاوزه".