عقب إعلان المجلس القومي للمرأة في تقاريره اليومية خلال أيام عيد الأضحى عن خلو ميادين ومحافظات مصر من حالات التحرش بالفتيات، ثارت تساؤلات عديدة أهمها، ما هي أسباب انخفاض حالات التحرش هذا العيد؟
ظهرت خلال السنوات الماضية بعض حركات مكافحة التحرش والتي كانت تمارس دورها بالانتشار في الشوارع خاصة أيام الأعياد بأماكن التجمعات، كان أبرز تلك الحركات "شفت تحرش، التحرش بالمتحرشين، ضد التحرش، امسك تحرش"، والتي اختفت جميعها العيد الحالي لأسباب تتعلق بالتعاون الأمني معهم، جاء ذلك في الوقت الذي وصلت فيه مصر إلى المرتبة الثانية عالميًا في التحرش الجنسي بالنساء، وفقًا لآخر إحصائية صدرت من هيئة الأمم المتحدة أواخر عام 2016، بنسبة تخطت الـ99%.
وأعلن المجلس القومي للمرأة، أنه لم يستقبل خلال أيام العيد أي شكاوى عن حالات تحرش، كاشفًا في تقارير له أنه من خلال الخطوط الساخنة المخصصة لتلقى الشكاوى، لم يتلق شكاوى تليفونية إلا وجود بعض حالات فردية للتحرش اللفظى لصبية لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما وتم التعامل الفوري مع الوضع، كما أشار التقرير إلى أن محاميي مكتب شكاوى المرأة نزلوا ميدانيا ورافقوا قوات الشرطة خلال الحملات الأمنية لمتابعة أي وقائع، بالتعاون مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، وتم الدخول إلى الحدائق وأماكن التجمعات.
وأوضح التقرير أن سبب التراجع الملحوظ لحالات التحرش هو الوعى الكامل الذى أصبح موجودًا داخل الأسر المصرية والتواجد الأمنى المكثف قبل وأثناء وبعد الأعياد.
هذا وأعلن مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، عن تمكنه من رصد 22 واقعة تحرش لفظي خلال أول أيام العيد، وكذلك رصد 6 واقعات تحرش جسدي في عدد من المحافظات، ورفضت الفتيات الإبلاغ وتحرير محاضر بالوقائع، خوفا من فكرة الوصم والثقافة المجتمعية الخاصة بلوم الضحية.
فيما أعلنت حملة مكافحة التحرش بالإسكندرية، عن رصدها 11 حالة تحرش متنوعة معظمها لفظي، أغلبها وقع أمام دور العرض السينمائية بمنطقة الرمل وأمام المزارات السياحية المفتوحة باعتبارها من أكثر المناطق التي تشهد زحامًا في أيام العيد والعطلات الرسمية، هذا بالإضافة إلى أن أغلب المتحرشين الذين تم ضبطهم أعمارهم لا تتجاوز 20 عاما.
في هذا الصدد عبرت عزة كامل منسقة حملة "فؤادة ووتش" عن تمنيها أن تكون الوقائع القليلة التي تم رصدها صحيحة، خاصة وأن الأجهزة المعنية لم تمكن الجمعيات والمبادرات المكافحة للتحرش من النزول إلى الشارع وممارسة مهامها لعدم منحها التصاريح الأمنية.
وأضافت في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أنه لا يمكنها أن تعتد بتقارير صادرة عن جهة واحدة لتؤكد أن مصر أصبحت خالية من التحرش، لافتة إلى أن خلو الشوارع من حالات التحرش من الممكن أن يمثل حالة مؤقتة وفيما بعد ستعود مرة أخرى.
وأشارت إلى أن عيد الأضحى يختلف عن عيد الفطر، وأن معظم المواطنين يجلسون في منازلهم على عكس عيد الفطر، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة علاوة على زيادة درجة الوعي والخوف من عقوبة التحرش والاعتداءات الجنسية.
كما أرجعت السبب وراء انخفاض حالات التحرش إلى انتشار قوات الأمن في الشوارع خاصة في محيط السينمات ما ساعد على إعادة الانضباط.
وأكد الدكتور رشاد عبداللطيف- أستاذ علم الاجتماع- أن عدم تكدس المواطنين في الشوارع وراء انخفاض حالات التحرش، فكلما زاد العدد كلما وقعت حالات تحرش، كمان أن هناك حالة من الخوف لدى الشباب جعلتهم يمتنعون عن تلك العادة السيئة التي أصبحت ظاهرة تطارد فرحة المصريين في كل الأعياد.
وأضاف "عبداللطيف" في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن انتشار قوات الأمن وتفعيل القانون جعلا الشباب لديهم تخوف من التحرش، بالإضافة إلى تطبيق القانون على المخالفين وفضحهم بنشر صورهم في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن ثقافتهم لم ولن تتغير لأن من شب على شيء شاب عليه.