السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

شارل بودلير.. أمير الشعر الفرنسي

شارل بودلير
شارل بودلير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنا غرفة انتظار عتيقة
مليئة بالورود الذابلة
يملؤها خليط عجيب
من أزياء فات زمانها
ولا يتنفس فيها عبير عطر مسكوب
إلا الرسوم النائحة
ولوحات بوشيه الشاحبة
كلمات للشاعر الفرنسي شارل بودلير الذي تمر اليوم، 31 أغسطس ذكرى رحيله عن عالمنا عام 1867، قال فيه الشاعر الفرنسي آرثر رامبو "إن بودلير لهو أمير الشعراء.. إنه إله حقيقي للشعر".
بودلير شاعر وناقد فني فرنسي، يعتبر من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم. ولد فى باريس عام 1921 في أسرة ميسورة الحال فوالده كان أحد كبار موظفى الخدمة المدنية، وذلك حتى عام 1927 عندما توفى والده وتزوجت أمه من رجل آخر، فعانى بودلير من إهمال والدته، ما أثر على حياته الشخصية.
انعكست حياة بودلير الشخصية وطفولته التي عاشها يتيم الأب والعاطفة على الطريقة التي كتب بها الشعر، حيث لم توليه والدته العناية الكافية، فتعرض إثر ذلك لصدماتٍ نفسيةٍ، خلقت منه ذلك الشاعر الذي يغوص في أعماق عقله الباطن وينفذ إلى خلجات النفس الإنسانية فيسطر منها شعرًا.
كان يرى أن التأمل بجوهر الحياة هي مهمة الشاعر الحقيقي. لكن الشاعر لا بد أن يكون إنسانا قبل كل شيء.
بدأ بودلير كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه "أزهار الشر"، سجل فيه عديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبري، وكان الشاعر شارل بودلير يري ان الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة وهي القصائد التي أضيفت إلي "أزهار الشر" في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان "لوحات باريسية". 
ديوان "أزهار الشر" لم يشتهر إلا بعد عام 1857، بل وأصبح من أشهر مجموعاته الشعرية، كما أثار جدلًا بين النقاد وعلى إثره تعرض بودلير للمحاكمة والغرامة بتهمة الإخلال بالآداب العامة، لطرحه مواضيع عن الجنس، واستخدامه كلماتٍ ورموزٍ جديدة على الشعر الفرنسي.
قال الأديب الفرنسي فيكتور هيجو في إحدى رسائله لبودلير: "تألق عملك ديوان أزهار الشر تألق النجوم، أحيي روحك الشجاعة وكل ما أوتيته من قوة". 
لم ينشر ديوان "سأم باريس" في حياة بودلير، هذا الديوان الذي أثر تأثيرا كبيرًا في الأجيال اللاحقة.
ومن أجواء قصيدة له بعنوان "الموسيقي" نقرأ:
الموسيقى تأخذني كالبحر إلى نجمي الشاحب
تحت سقفٍ من الضباب أو مساحاتٍ من الأثير
أمخر عباب البحر صدري يندفع إلى الأمام 
ورئتاي منتفختان مثل قماش الفنّ 
أعتلي ظهر الموج المتراكم الذي يلفّه سواد الليل
أحس في صدري باختلاجات كل الانفعالات التي تعانيها سفينة الريح المواتية
والعاصفة بتشنّجاتها فوق الهُوّة الهائلة تتقاذفني
وفي أحيان أخرى يسود هدوء رهيب
كأنه مرآة كبيرة ليأسي
تزايدت أمراض بودلير بدءًا من عام 1859، وكان إدمانه على الكحول والأفيون سببًا في اعتلال صحته، وإصابته بجلطة دماغية أدت إلى شلله عام 1866 ثم فقدانه القدرة على الكلام واستمر كذلك حتى وافته المنية عام 1867.