الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رويل تولكين.. سيد الخواتم

رويل تولكين
رويل تولكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
روائي وأستاذ جامعي عرف بشكل خاص في سلسلته الملحمية المدعوة "سيد الخواتم" ورواية "الهوبيت" إضافة لأعماله الأخرى، عمل أستاذا في جامعة أكسفورد لمادة اللغة الأنجلوساكسونية ثم أستاذًا للغة الإنجليزية وآدابها، كان مقربا من كلايف لويس بمشاركتهما في مجموعة نقاش حول الأدب اللاشكلي، وقد منحته الملكة إليزابيث الثانية وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة قائد في 28 مارس 1972، إنه الكاتب الإنجليزي جون رونالد رويل تولكين الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر 1973.
ترجع أصول عائلة تولكين إلى مملكة سكسونيا الألمانية، إلا أن العائلة استقرت في إنجلترا منذ القرن الثامن عشر، و"سرعان ما تطبعت بالطابع الإنجليزي"، ولد جون رونالد رويل تولكين في 3 يناير 1892 في مدينة بلومفونتاين في أورانج فري ستيت "دولة أورانج الحرة"، مقاطعة فري ستيت الحالية في جنوب أفريقيا، وكان أبوه "آرثر رويل تولكين" مديرًا لأحد البنوك البريطانية في بلومفونتاين.
وعندما بلغ تولكين الثالثة، اصطحبته أمه "مابل تولكين"، هو وأخاه الأصغر، إلى إنجلترا في زيارة عائلية. غير أن الأب توفي في جنوب أفريقيا متأثرًا بالحمى الروماتزمية قبل أن يلحق بهم، تاركًا الأسرة بلا دخل، مما حدا بالأم إلى الانتقال بهما للعيش مع والديها في كينغز هيث ببرمينغهام، ثم في سيرهول، ثم في إحدى قرى مقاطعة وورسسترشاير، وقد تأثرت كتابات تولكين بمشاهداته وتجاربه في تلك البلاد.
التحق تولكين بمدرسة الملك إدوارد في برمينغهام، ثم بمدرسة القديس فيليب، قبل أن يفوز بمنحة عاد بموجبها إلى مدرسة القديس فيليب، وبعد أن تحولت والدة تولكين إلى الكاثوليكية سنة 1900، رغم المعارضة العنيفة من جانب عائلتها المعمدانية، توقفت العائلة عن مساعدتها ماليًا. وفي سنة 1904، وعندما كان تولكين في الثانية عشرة من عمره، توفيت الأم متأثرة بداء السكري في إحدى ضواحي برمينغهام وهي في حوالي الرابعة والثلاثين من عمرها، إذ لم يكن الإنسولين قد استخدم في علاج السكري بعد.
وكانت مابل تولكين قبيل وفاتها قد أوصت بأن يتولى الوصاية على ابنيها القاصرين الأب فرانسيس إكزافييه مورغان، أحد قساوسة كنيسة برمينغهام الكاثوليكية، وأوصته بتربيتهما ككاثوليكيين صالحين، فنشأ تولكين في منطقة إدجباستون.
في صيف 1911، قضى تولكين عطلة في سويسرا ظلت ذكراها متيقظة في ذهنه حتى أنه كتب عنها بالتفصيل في إحدى خطاباته بعد ذلك بسبعة وخمسين عامًا كاملة، وفي أكتوبر من نفس العام التحق تولكين بكلية إكستر "إحدى كليات جامعة أكسفورد" حيث درس في البداية الكلاسيكيات "الأدب واللغة والثقافة الإغريقية والرومانية" ثم تحول فيما بعد إلى دراسة اللغة الإنجليزية، حيث تخرج سنة 1915.
في السادسة عشرة من عمره التقى تولكين إديث ماري برات، التي كانت تكبره بثلاثة أعوام وكانت يتيمة مثله، وذلك عندما انتقل مع شقيقه هيلاري للعيش في بنسيون كانت تعيش فيه هي الأخرى، فنشأت بينهما علاقة حب، لكن الأب فرانسيس مورغان "الوصي القانوني على تولكين" رأى أن علاقة الفتى بإديث تلهيه عن دراسته، وأزعجته فكرة أن يرتبط الشاب تولكين بفتاة بروتستانتية، فمنعه من لقائها والحديث إليها، وحتى من مراسلتها، إلى أن يبلغ الحادية والعشرين من عمره. وقد أطاعه تولكين حرفيًا باستثناء مرة وحيدة تسببت في أن يهدده الأب مورغان بمنعه من الدراسة بالجامعة إن لم يتوقف.
وفي ليلة عيد ميلاده الحادي والعشرين، كتب تولكين إلى إديث معترفًا لها بحبه وطلب منها أن توافق على الزواج منه، إلا أن إديث ردت عليه بأنها وعدت شخصًا غيره بالزواج لأنها ظنت أنه قد نسيها، وفي النهاية التقى العاشقان تحت أحد جسور السكة الحديدية وجددا حبهما، وأعادت إديث خاتم خطبتها وأعلنت أنها ستتزوج من تولكين، وبعد خطبتهما تحولت إديث إلى الكاثوليكية استجابة لإصرار تولكين، ثم احتفلا بخطبتهما رسميًا في برمينغهام في يناير 1913 وتزوجا في "كنيسة القديسة مريم الطاهرة" في 22 مارس 1916.