الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

العيد بعد "السوشيال ميديا" شكل تاني

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خالد الجندى: وسائل التواصل أصابت الأسرة بحالة من الخرس وصنعت جزرًا منعزلة فى البيت

يعتبر العيد موسمًا للبهجة والسرور والتجمعات العائلية، بالإضافة إلى أنه فرصة لنسيان ضغوط الحياة اليومية وأعبائها، والتقرب من الله وأداء العبادات وصلة الأرحام، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، لكن اختلف مفهوم العيد تمامًا فى هذه الأعوام، حيث ظهر ما يشوه هذا المفهوم ويعكر ذلك الصفاء، ويمحو معالم الفرح والسرور، ليصبح العيد ما هو إلا مجرد كلمة فقدت كل ما تحمله من معان، وذلك لما يشهده العصر الحالى من التطور والتقدم الهائل فى السوشال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى المتعددة والمختلفة، حيث أصبحت جزءًا رئيسيًا فى حياتنا اليومية، لا يمكننا الاستغناء عنه، الأمر الذى أثر سلبًا على الجميع، وخاصة فئة الشباب، حيث شعروا بافتقادهم الشديد «لروح العيد» وبهجته، وأصبحت العبارة الوحيدة المسيطرة هي «فرحة العيد مابقتش زى زمان».
كما قال أحمد حسين، الذى يبلغ من العمر ٢٢ عامًا: «زمان كان العيد ميجيش إلا بتعليق الزينة فى الشوارع والبيوت وأصوات الأطفال وتكبيرات المساجد»، لكن الآن بسبب الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا، ومواقع التواصل الاجتماعي، لم تعد أجواء العيد وبهجته أمرًا ملموسًا على أرض الواقع.
ووصفت نورهان نصر، التى تبلغ من العمر ٢٠ عامًا، حالها قبل استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي، وأنها كانت شديدة الحرص على حضور جميع المناسبات العائلية، وخاصة الأعياد، كما كانت دائمًا ما تجتمع بأقاربها وأصدقائها، لكن بعد استخدامها للسوشيال ميديا، بدأت بالفعل تنعزل عن العالم الخارجى بصورة كبيرة، ولم تعد تهتم بحضور التجمعات والزيارات العائلية، كما أضافت أن فى الماضى قبل ظهور مواقع التواصل كانت تذهب لتهنئة الجيران والأقارب وجهًا لوجه وتمضية الوقت معهم، لكن الآن اقتصرت التهانى على السوشيال ميديا فقط، كما قالت «زمان العيد بمعنى آخر كان عيد».
كما أضافت رشا شوقي، التى تبلغ من العمر ٢١ عامًا، أن العيد الآن وبهجته أصبحت مقتصرة على الأطفال فقط، هم من يشعرون بأجواء وفرحة العيد الحقيقة، لكن نحن الشباب لم يعد العيد سوى مناسبة باهتة فقدت جميع معانيها. 
وسألت «البوابة» الدكتور جمال فرويز، دكتور علم النفس، عن تأثير السوشيال ميديا على الأسرة والعلاقات الاجتماعية، فقال، إن العيد ما هو إلا تجمع أسرى وترابط ومحبة بين الأسرة والأقارب والأصدقاء والاحتفال والتمتع بهذه الأوقات السعيدة والمباركة، إلا أن فى الأعوام الأخيرة انتشرت ظاهرة الإدمان والتعلق المرضى بالسوشيال ميديا، الأمر الذى أدى إلى تهديد الأجواء الأسرية والترابط الأسرى بسب الاستخدام السلبى والخاطئ للسوشيال ميديا، وأن المودة والرحمة بين الأسر والأقارب، أصبحت على هيئة تعليقات ومحدثات، وتبادل التهانى على مواقع التواصل الاجتماعى فقط.
ومن جانبه، ندد الداعية الإسلامى خالد الجندي، بآثار السوشيال ميديا على الواقع الأسري، مؤكدًا أن وسائل التواصل أصابت الأسرة بحالة من الخرس، وصنعت جزرا منعزلة فى البيت الواحد. ولفت إلى أنه رصد تلك الظاهرة من خلال احتكاكه بمشكلات الأسر عبر الفتاوى.