السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

سياسة الإدارة الأمريكية بتخفيض المعونة يثير انتقاد كتاب الصحف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأحد، قرار الإدارة الأمريكية بتخفيض‭ ‬بعض‭ ‬المبالغ‭ ‬المخصصة‭ ‬لمصر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬المساعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التخفيض‭ ‬المباشر‭ ‬لبعض‭ ‬مكونات‭ ‬الشق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬البرنامج،‭ ‬أو‭ ‬تأجيل‭ ‬صرف‭ ‬بعض‭ ‬مكونات‭ ‬الشق‭ ‬العسكري‭ ‬بإجمالي نحو 290 مليون دولار.
وأجمع الكتاب علي أن ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ تصرح ‬علي‭ ‬استمرار‭ ‬مخططها‭ ‬للفوضي‭ ‬الخلاقة‭ ‬حتي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تغيرت‭ ‬إدارتها،‭ ‬ورحل‭ ‬أوباما‭ ‬وجاء‭ ‬ترامب، وأشاروا إلي هذه السياسة أدت إلي ظهور ‭ »‬داعش»‭ ‬والقوي‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ونشوب‭ ‬الاقتتال‭ ‬والحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسعون‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية إلي‭ ‬استمرار‭ ‬نفس‭ ‬النهج‭ ‬الفاشل‭.‬
واعتبر الكاتب عبد المحسن سلامة، أن الجانب الإيجابي من القرار الأمريكي هو‭ ‬تأكيد‭ ‬مصداقية‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد الفتاح‭ ‬السيسي التي طرحها خلال مؤتمر الشباب الأخير بالإسكندرية‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬هدم‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬ومحذرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬البعض‭ ‬يريد‭ ‬تكرار‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الفوضي‭ ‬والعبث‭ ‬بمؤسسات‭ ‬الدولة‭.‬
وأكد الكاتب في مقاله بصحيفة "الأهرام" بعنوان "التخاريف الأمريكية والإدارة المصرية" أن المشوار‭ ‬مازال‭ ‬طويلا،‭ ‬ومصر‭ ‬قادرة‭ ‬‬علي‭ ‬استكمال‭ ‬تثبيت‭ ‬أركان‭ ‬الدولة‭ ‬وصد‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬عكس‭ ‬ذلك.‬
وشدد الكاتب على أن مصر‭ ‬حريصة‭ ‬علي‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وتعتبرها‭ ‬علاقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬ترفض‭ ‬الوصاية‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬علي‭ ‬قرارها‭ ‬الوطني، مؤكدًا أن برنامج المعونات لا يفيد طرفًا واحدًا لكنه يقدم استفادة مشتركة للدولتين معًا، فلا أحد يستطيع أن يزايد على الدور المصري في حفظ أمن واستقرار المنطقة، فضلًا عن مكافحة الإرهاب والتطرف.
وذهب الكاتب إلى أن الموقف‭ ‬الآن‭ ‬غريب‭ ‬وغير‭ ‬مفهوم،‭ ‬لأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬أعلن‭ ‬استراتيجية‭ ‬مخالفة‭ ‬للإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكشف‭ ‬‬تورط‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬ملف‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬تلك‭ ‬الإشارات‭ ‬المتناقضة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬إدارته‭.‬
ورفع الكاتب علامات الاستفهام حيال موقف ريكس‭ ‬تيلرسون‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‬في‭ ‬تلك‭ ‬الإدارة، بعد أن قرر قبيل توليه‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬اعتزامه‭ ‬التصدي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬لدور‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ومناهضته‭ ‬لكل‭ ‬الكيانات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬نهجا‭ ‬مغايرا‭ ‬لذلك‭ ‬فور‭ ‬تسلمه‭ ‬منصبه،‭ ‬ومن‭ ‬أحدث‭ ‬مواقفه‭ ‬الغريبة‭ ‬هو‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬قطر،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أدان‭ ‬فيه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬مواقف‭ ‬قطر‭ ‬الداعمة‭ ‬للإرهاب.
وحلل الكاتب مواقف‭ ‬تيلرسون‭ ‬ال‬رافضة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أمريكي‭ ‬حاسم‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمة‭ ‬القطرية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬ضبابيا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬البداية‭.‬
واعتبر أن أحدث‭ ‬مفاجآت‭ ‬تيلرسون‭ ‬هو‭ ‬التدخل‭ ‬لخفض‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المعونة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لمصر‭ ‬وتجميد‭ ‬جزء‭ ‬آخر‭ ‬لحين‭ ‬فرض‭ ‬الوصاية‭ ‬الأمريكية‭ ‬علي‭ ‬القرار‭ ‬المصري‭ ‬متوهما‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث،‭ ‬وناسيا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تمتلك‭ ‬قرارها‭ ‬الوطني‭ ‬ولا‭ ‬تخضع‭ ‬ولا‭ ‬تساوم‭ ‬مهما‭ ‬تكن ‬التحديات‭ ‬والظروف‭.‬
في المقابل أكد الكاتب أن مصر‭ ‬لا‭ ‬تعيش‭ ‬علي‭ ‬المعونة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬رمزية‭ ‬للعلاقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬منذ‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات، فيما تحاول ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية - منذ ولاية بوش الابن وبعده أوباما - استخدام هذه المعونة ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬ثبت‭ ‬فشلها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬لكنهم‭ ‬يصرون‭ ‬علي‭ ‬تكرار‭ ‬نفس‭ ‬الأسلوب‭.‬
ورصد الكاتب بدء تمويل الجهات المشبوهة في المنطقة،‭ ‬و‬رحلات‭ ‬التدريب‭ ‬علي‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الفوضي‭ ‬في‭ ‬الخارج‭، ‬تمهيدا‭ ‬لإشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬ودخولها‭ ‬في‭ ‬دوامات‭ ‬الفوضي‭ ‬والعبث، وبدء ظهور ‬أجندات‭ ‬التقسيم‭ ‬والتفتيت‭ ‬‬علي‭ ‬أرض‭ ‬الواقع.. وأضاف أن ‬مصر‭ ‬هي‭ ‬درة‭ ‬التاج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل.‬
وتطرق الكاتب إلى تحذيرات ونقد العديد من ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومعاهد‭ ‬الأبحاث‭ ‬و‬كشف‭ ‬التضارب‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأن خفض‭ ‬المساعدات‭ ‬يقوض‭ ‬مصداقية‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬لدي‭ ‬القاهرة حسب معهد واشنطن للدراسات.
أما الكاتب محمد بركات فشكك في مقاله بصحيفة "الأخبار" في صحة ما تعلنه الإدارة الأمريكية بشأن احترامها لمبادئ وحقوق الإنسان،وتحت عنوان " العلاقات المصرية الأمريكية. المساعدات وحقوق الإنسان " قال " في البداية لابد وأن نؤكد بكل الصراحة والوضوح أن ما تقول به الولايات المتحدة الأمريكية وما تردده دائما، عن احترامها الشديد والتزامها القوي بمبادئ ومواثيق حقوق الإنسان، هو قول مشكوك فيه ولا يحمل في طياته قدرا كبيرا من الحقيقة.
وتطرق الكاتب إلى السجل السياسي الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية منذ منتصف القرن الماضي وحتي اليوم، سواء في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، أو في مناطق أخري كثيرة بالعالم من آسيا وحتي أمريكا الجنوبية، وما يحفل به من مخالفات لميثاق الأمم المتحدة.
واعتبر الكاتب أن تفسير الإدارة الأمريكية لقرارها بتخفيض المساعدات الأمريكية لمصر، مغلوطا ولا يقوم علي أسس حقيقية أو واقعية علي الإطلاق، مؤكدًا سعي مصر خلال السنوات الأربع الماضية، لتوفير حقوق شعبها في العيش بسلام وأمن وكرامة داخل وطنه في مواجهة حرب إرهابية شرسة تهدد حياة المواطنين وتسعي لدمار وخراب الدولة.
واستطرد الكاتب في شرح مساعي مصر الجادة للارتقاء بمستوي التعليم والصحة وتجديد البنية الأساسية للدولة وتوفير الغذاء للشعب، بالإضافة إلى حرية التعبير والممارسة الديمقراطية التي نسعى إلي تحقيقها بصورة أكبر وأفضل.
وألمح الكاتب إلى أن قرار الإدارة الأمريكية في زيادة أو نقصان قيمة المساعدات، يتناقض مع ما تدعيه من دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب، وبينما هي تتناقص لمصر تزيد لإسرائيل، ما وصفه بالشيء غير الجيد.
وانتهى الكاتب إلى رفض التدخل الأمريكي في الشأن المصري الداخلي بخصوص القانون المنظم للعمل بالجمعيات الأهلية، وتلقيها للأموال من الخارج، فذلك شأن مصري خالص لا نقبل التدخل فيه.
وفي ذات السياق، شدد الكاتب ناجي قمحة في مقاله بصحيفة "الجمهورية" علي أن الولايات المتحدة لم تتوقف ــ حتي في عهد ترامب ــ عن استخدام شعارات حقوق الإنسان والحريات لتقويض أنظمة الحكم في الدول التي ترفض الوصاية الأمريكية أو تأخذ لنفسها طريقًا مستقلًا يتفق مع مصالحها وأهدافها لرفع مستوي شعوبها.
وقال الكاتب، في مقاله بعنوان "الديمقراطية.. أمريكية"، أن أمريكا تتخذ الشعوب - ظلمًا وبهتانًا ــ ذريعة لفرض العقوبات السياسية والاقتصادية مقدمة للتدخل العسكري أو التهديد به علي النحو الذي جري في العالم العربي وراحت ضحيته شعوب عربية كانت الشعارات المزيفة بحمايتها وسيلة لتدمير وإسقاط مؤسسات دولها وقتل وتشريد الملايين من أبنائها.
وواصل الكاتب بأن هذا هو الأسلوب نفسه الذي تمارسه أمريكا ــ ترامب ضد دولة فنزويلا البترولية التي أصبحت مهددة بالإفلاس بفعل العقوبات الأمريكية والتهديدات بالتدخل العسكري لإسقاط الحكومة القائمة تحت ذريعة إعادة الحكم الديمقراطي وحصول الشعب الفنزويلي علي حقوقه وكأن فنزويلا ولاية أخري ضمن الولايات المتحدة الأمريكية.