بدأ حياته الفنية بتوجيهات ورعاية أستاذه الفنان "جيورجيوني"، مما أكسبه سمعه طيبة في أوروبا ثم عمل لدى الباباوات في روما حتى أصبح مطلوبا بالاسم لدى ملوك أوروبا مثل ملك فرنسا "فرونسوا الأول" وأحد ملوك إسبانيا "فيليب الثاني"، هو الرسام الإيطالي تيتسيانو فيتشيلو والمشهور بإسم "تيتيان" حيث وُلد بإيطاليا في 1490م.
تحتوي أعمال "تيتيان" على صور ورسومات للأساطير والمشاهد الدينية، إلى جانب تطويره أسلوبًا خاصا أثّر بشدة في الرسم الأوروبي لأكثر من 200 عام. كما استخدم تيتيان الألوان الفاتحة وكان يرسم بفرش سميكة، وجعل اللون يبدو وكأنه يمتزج باللون الآخر. يظهر أسلوب الرسام الإيطالي "تيتيان" بوضوح في رسمه لوحة "اغتصاب أوروبا" في 1562م، كما أثر أسلوبه في العديد من الفنانين الكبار مثل "إلجريكو" و"رامبرانت" و"بيتر بول روبنز".
رسم تيتيان لوحات عن الأسرة الملكية والأرستقراطية، كما صور شخصياته على أنهم ظرفاء ولكنهم شجعان مفعمون بالحيوية. أظهر تيتيان ببراعة الجانب الإنساني لشخصياته من خلال تعبيرات الوجوه والإيماءات، حيث يظهر تأثيره على أعمال كثير من رسامي الصور الزيتية العظماء بما في ذلك "سير أنطوني فان دايك" و"دياجو فالز جويز".
بدأ "تيتيان" بإنتاج روائعه في 1515م مما إنعكس على معظم أباطره الفن الأساسيين بأوروبا إلى الوقوف تبجيلا وإحتراما أمام لوحاته إلى جانب إقبالهم الشديد على شرائها، وكان من بينهم أباطره الرومان الكبار مثل تشارلز الخامس وفرديناند الأول والبابا بولس الثالث، مرورا بملك فرنسا فرونسوا الأول وملك إسبانيا فيليب الثاني إلى جانب عدد كبير من النبلاء.
مع بلوغه سنا متقدما بدأ إنتاجه يخرج بشكل أكثر نضجا حيث تجلى ذلك في شاعرية أعماله والجرأه التي أبداها في ابتكار تقنيات تصويرية جديدة أثرت إيجابيا على فن التصوير الأوروبي، ومن أعماله التي شهدت هذه الجرأة والنضج لوحة الحب المقدس والحب المدنس، رفع السيدة مريم، فينوس أوربينو، عملية الدفن "االسيد المسيح" حيث توجد هذه اللوحة بمتحف اللوفر بباريس، الحورية والراعي، وبييتا وهي صورة للسيدة العذراء تنتحب فوق جسد المسيح.
فارق الرسام الإيطالي "تيتيان" الحياة في 27 أغسطس 1576م عن عمر يناهز 86 عاما.
