انتحال الصفة هو الظهور أمام الغير بمظهر مزيف مخالف للحقيقة، هو تزوير في شخصيات رسمية وانتحال صفتهم الوظيفية، بحيث يعتقد الناظر إليه والمتعامل معه أنه شخصية حقيقية غير مزيفة، وبالتالي يسهل له الكثير من الأمور والمهمات التي يسعى منتحل الصفة لتنفيذها، من المؤكد أن الإقدام على هذه الطريقة أصبح سمة بارزة لدى محترفي عمليات النصب والاحتيال في مصر.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من القبض على الكثير من منتحلي صفة الضباط والأطباء والصحفيين وغيرهم من المهن الحساسة، وأخيرًا القبض على شخص انتحل صفة ضابط بالمخابرات الحربية، وذلك للنصب على مواطنين أوهمه بالوظيفة الميري أي في الحكومة مقابل مبالغ مادية حسب وظيفته المزيفة.
وقد استغل المتهم قلة فرص العمل وسوء الأحوال المادية للمواطنين، وجمع منهم مبالغ مادية مقابل ذلك.
ووردت معلومات لإدارة الأموال العامة من "ناجي.ت" 49 عامًا بتضرره من "حسين.ح" 58 عامًا بالنصب عليه بمبلغ مالي نظير تعيينه في وظيفة حكومية، بالإضافة إلى انتحاله صفة عميد جيش، وتم إخطار اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة بالواقعة، وباتخاذ الإجراءات، وتحضير الكمائن تم القبض على المتهم وبحوزته "كارنيه عسكري مزور" وكارنيه صحفي مزور" و3 فيزات ومبلغ مالي.
انتحال الصفة جريمة تخل بالنظام العام
في هذا السياق قال الدكتور أحمد مهران، الخبير القانوني ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية أن جريمة انتحال الصفة هي جريمة بشعة ومخلة بالنظام العام للدولة بحيث يستطيع أي أحد تنفيذ مهامه بانتحال صفة أي أحد، ولكن في الواقعة المنشودة القضية ليست قضية انتحال صفة نهائيا بل إنها قضية نصب واحتيال وذلك لأن قضية انتحال الصفة تحتاج الكثير من الشروط حتي تكون مثبتة، وهي أن يكون الشخص منتحل الصفة قد مارس المهنة التي انتحلها بالفعل مثال لذلك انتحال صفة طبيب وارتداء البالطو ودخول المستشفى فلا تثبت عليه جريمة انتحال الصفة إلا بعد بدء ممارسة المهنة والكشف على المرضى، وكذلك الوضع بالنسبة للشخص المتهم في هذه القضية فإن جريمته ليست انتحال الصفة حتى وإن كان يحمل كارنيه ضابط مخابرات مزور، لأنه لم يمارس مهنة ضابط المخابرات وإنما اتخذ الكارنية كطريقة من طرق النصب والاحتيال والإدعاء.
وقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة إن الشخصية منتحلة الصفة تسمى الشخصية السيكوباتية وهي نوعان هما السيكوباتية الفاشلة وهو الشخص الذي يجمع الأموال بطرق النصب والاحتيال ليستمتع بالأموال فحسب، والنوع الثاني هو المتصاعدة وهو الشخص الذي يجمع الأموال لبناء برج أو عمل مشروع أو تحقيق حلم من أحلامه على أكتاف الناس، وهو شخص غير مكترث ولا يهمه سوى مصلحته الشخصية حتى لو أثرت على الآخرين.
وأكمل "فرويز" للشخصية السيكوباتية عدة أشكال منها شكل منتحل الصفة الذي يتصف بعدة صفات وهي، السلبية، واللامبالاة، وعدم الاكتراث لعواقب التصرفات، وعدم وجود مشاعر.
