الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"رسمي عبدالملك" رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي لـ"بيت العائلة" يتحدث لـ"البوابة نيوز": لا توجد حقبة قبطية في تاريخ مصر

رسمي عبدالملك رئيس
رسمي عبدالملك رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهينا من تعديل 85% من المناهج.. وتدريس التربية الدينية أصبح ضروريًا بعد انتشار الإلحاد
أكد الدكتور رسمى عبدالملك، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى لبيت العائلة، أن اللجنة انتهت من تعديل المناهج التى تم تعديلها بنسبة أكثر من ٨٥٪، فى جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. وأشار فى حواره مع «البوابة» إلى أنه تمت إضافة رموز لبعض الشخصيات المسيحية، التى لها دور فى خدمة الوطن فى بعض العصور المصرية، سواء أكان دورا سياسيا أو تاريخيا، جنبًا إلى جنب مع المسلمين، باعتبارهم مصريين فى المقام الأول.
وأكد أن تدريس مادة التربية الدينية أصبح الآن ضروريا أكثر من أى وقت مضى، بسبب اتجاه عدد كبير من الشباب لـ«الإلحاد».. فإلى الحوار:

■ فى البداية.. كيف تُدار اللجنة وما عدد أعضائها؟
- عدد أعضاء اللجنة ٢٦ عضوا، تم توزيعهم على مجموعات عمل متخصصة، مثل تعديل المناهج، الأنشطة المدرسية، جماعات أصدقاء بيت العائلة بالمدارس، جماعة الندوات والمحاضرات، جماعة تدريب المشرفين على أنشطة بيت العائلة بالتعاون مع أكاديمية المعلمين، وكل مجموعة لها رئيس منفصل.
■ ماذا عن مؤهلات وخبرات أعضاء اللجنة؟
- جميع أعضاء اللجنة من الخبراء فى العملية التعليمية، ولهم مراكزهم الاجتماعية داخل وزارة التربية والتعليم وخارجها. وكل فرع لبيت العائلة فى المحافظات به فرع أيضًا للجنة التعليمية. ويرأس كل فرع مُقرر للجنة من قبل مؤسسة الأزهر، ويجتمع بشكل دورى كل شهرين مع رئيس اللجنة الرئيسية فى القاهرة، لتنسيق العمل ووضع خطة عمل مشتركة بين اللجنة المركزية واللجنة الفرعية.
■ ما اهتمامات اللجنة الرئيسية داخل بيت العائلة؟
- فى الأساس مهمتنا تنصب على ثلاث مواد دراسية بشكل أساسي، هى اللغة العربية، الدراسات الاجتماعية، التربية الدينية، ودور اللجنة ليس تعديل المنهج بالمعنى المتعارف عليه، بينما الأمر يُقصد به حذف بعض العبارات أو التفسيرات التى بها أى نوع من المساس والتجريح ضد الآخر، والتى تؤدى لتفتت النسيج الوطني، فى المقابل يتم إضافة بعض النصوص الدراسية التى تقوى الوحدة الوطنية.
■ إلى أين انتهت اللجنة فى تعديل المناهج التعليمية؟ وممن تتلقى المقترحات؟
- انتهينا بنسبة أكثر من ٨٥٪ من المناهج التى تم تعديلها، فى جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. وتتلقى اللجنة مقترحات الحذف أو استبدال بعض العبارات سواء من أولياء الأمور أو الأندية، ومن خلال الوزارة عن طريق المجلس الأعلى للآباء والمعلمين، أو من مسئولى العملية التعليمية فى المدارس (المُعلمين)، ومراكز تطوير المناهج، ويتم طرحها أمام اللجنة للمناقشة ودراستها ووضعها على أولوياتها، بالإضافة إلى مقترحات تُقدم من اتحاد الطلاب.
وتحرص اللجنة دائما على متابعة أنشطة المعسكرات الرياضية والثقافية والاجتماعية والشبابية لطلبة التعليم ما قبل الجامعي، شرط أن يكونوا من المسلمين والمسيحيين لتحقيق فلسفة بيت العائلة فى التعايش السلمى ووحدة النسيج الوطني.
■ هل تلقيتم مقترحات خارج تخصص عمل اللجنة؟
- بالفعل.. تقدم البعض بمقترحات ليس لها وزن وخارج عمل اللجنة، وهذه المقترحات لا ننظر إليها.. وعلى سبيل المثال، فروع اللجنة فى بعض المحافظات تلقت طلبات بتنظيم نشاط لبرامج محو الأمية، أيضًا مطالب لمواجهة مشكلة الدروس الخصوصية، وبحث ما يتعلق بكادر المعلمين.. إلخ، وكل هذا خارج عن إطار عمل اللجنة الأساسي، وهو تربية نشء مسلمين ومسيحيين يتعلمون جنبًا إلى جنب وبشكل متعاون وروح مُحبة تجاه بعضهم، حرصًا على الحفاظ على النسيج الوطنى لمصر، ويتم ذلك من خلال البرامج والأنشطة والثقافة العامة والإذاعة المدرسية والمعسكرات، وما غير ذلك فهو خارج خطة عمل اللجنة الأساسي.

■ هل شهدت اللجنة خلافا بين أعضائها على بعض التعديلات؟
- اللجنة تجتمع بشكل دورى كل شهر، وكل أعمالنا تتم بالمناقشة والدراسة، ونأخذ الوقت الكافى للخروج برأى جماعى وليس رأى الأغلبية، وفى حالة عدم اقتناع عضو، يتم إعادة المدولة على المقترح مرة أخرى للوصول لتوافق بين جميع الأعضاء. ويتم ذلك فى حضور بعض القيادات ببيت العائلة على رأسها د. محمود زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، ود. محيى الدين عفيفي، المنسق العام لبيت العائلة وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأيضًا الأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافى القبطى بالكنيسة الأرثوذكسية. ومن وقت لآخر يحضر شيخ الأزهر والبابا تواضروس الاجتماعات.
■ ماذا عن مطالب البعض بتدريس الحقبة القبطية فى المناهج؟
- لا توجد «حقبة قبطية» فعلية.. ولنا رؤية أخرى فى هذا الشأن، لأن مسمى حقبة قبطية مرفوض شكلًا وموضوعًا، لأن هذه الحقبة لا تخرج عن كونها فترة تاريخية فقط. وحال تدريسها بمنظور آخر فإنها فى هذه الحالة ستنحصر فى الفترة من القرن الأول إلى القرن السادس فقط، مثلها مثل أى حقبة زمنية لحكم معين انتهى، كما نقول الحقبة الرومانية والحقبة العثمانية، وكلها فترات تاريخية انتهت. وحالة تطبيق المعنى نفسه على الحقبة القبطية، فهذا يعنى أن الأقباط اختفوا بعد هذا التوقيت! وهو أمر غير صحيح وعكس الحقيقة، لأن الأقباط مستمرون وإنجازاتهم مستمرة حتى بعد دخول الإسلام مصر، مثلهم مثل المسلمين.
فى المقابل تم تعديل بعض المناهج بإضافة رموز لبعض الشخصيات المسيحية التى لها دور فى خدمة الوطن فى بعض العصور المصرية، سواء أكان دورا سياسيا أو تاريخيا، جنبًا إلى جنب مع المسلمين، باعتبارهم مصريين فى المقام الأول.
■ ما علاقة اللجنة بالوزير السابق والحالى ودروهما فى عمل اللجنة؟
- التقيت أكثر من مرة بالوزير الأسبق محب محمود الرافعي، والوزير السابق دكتور الهلالى الشربيني، وكان لهما دور فعال فى عمل اللجنة وتعاون ملحوظ فى نشاط أنشطتها، أما الوزير الحالى د. طارق شوقي، فطلبت منه ميعادا ووعد باللقاء فى أقرب وقت.
■ البعض يطالب بإلغاء مادة التربية الدينية واستبدالها بمادة الأخلاق.. فكيف تنظر اللجنة فى هذا الشأن؟
-على العكس تمامًا.. فقد أصبح تدريس مادة التربية الدينية الآن ضروريا أكثر من أى وقت مضى، بسبب اتجاه عدد كبير من الشباب لـ«الإلحاد»، وبالتالى أصبحت مهمة الحرص على تدريسها أهم بكثير لمواجهة هذه الأفكار الخارجة عن الأديان.
أيضًا دراسة مادة التربية الدينية بهدف الحصول على القيم والمعايير الدينية أكثر من العقيدة، لتطبيقها فى المجتمع.. ففى الإسلام «الدين المعاملة» وفى المسيحية «يرى الناس أعمالكم الصالحة فيمجدون آباءكم الذين فى السموات». ومن ثم تُدرس القيم بالمدرسة، أما العقيدة فتُدرس فى الكنيسة والمسجد.
■ هل تم استحداث مواد جديدة لخدمة أفكار وهدف اللجنة؟
- تم استحداث مادة جديدة تُسمى «الأخلاق»، تجمع القيم المسيحية والإسلامية المتفق عليها والمشتركة بين الدينين فى كتاب واحد، وتمت مراجعة المادة من قبل شيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة القبطية، وسيتم تدريسها بداية من العام الجديد ٢٠١٧-٢٠١٨ للصفوف الأول والثانى والثالث بالمرحلة الابتدائية. ويشمل المنهج عرضا للقيم، والتدريب على أنشطتها، وكيفية ممارستها، والمادة ليست ضمن المواد العلمية التى سيجرى الطالب عليها امتحانات منتصف ونهاية العام.