أشخاص لا يستحقون هذا اللقب، وهزَمَوا كل القواعد الإنسانية، ويمارسون البلطجة على أبنائهم، وربما يستند بعضهم، إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، «أَنتَ ومَالُكَ لأبيك»، ليخبئون الجرائم، ويكتسبون التعاطف، بينما يأتي تفسير الحديث بعيدا تمًاما عما يفعله الآباء مع أبنائهم من تجبَّرَ، وقسوة.
كثرت في الآونة الأخيرة حالات تَّعَدِي وتعذيب من آباء تجاه أبنائهم، وتنوعت الطرق والأساليب في ذلك، وترصد «البوابة نيوز» بالتواريخ أشهر تلك الجرائم.
كأن أحدث تلك الوقائع، كانت بمنطقة الشرابية بالقاهرة،، حيث تجرد "أربعيني" من المشاعر، وقام بربط نجله، الذي لن يتجاوز العقد الثاني من عمره، بالجنازير والتعدي عليه بالضرب، وأرغمه بالتوقيع بالإكراه على إيصالات أمانة، ظنَّ أنه سَرق من المنزل شاشة تليفزيون، وبمعرفة رجال مباحث قسم الشرابية تم القبض على المتهمين، وإحالة الواقعة إلى النيابة العامة لتتولى التحقيقات.
أبريل 2015
قضت محكمة جنايات الزقازيق، بالتصديق على قرار فضيلة مفتي الجمهورية بالإعدام شنقًا لـ «رضا.ع.م» 42 عامًا، مزارع، والمتهم بالاعتداء على نجلته جنسيًا والإنجاب منها سفاحًا.
مارس 2017
قتل طفل يبلغ من العمر 3 شهور، بمنشأة ناصر، حيث تبين وجود آثار تعذيب على جسده، وكشفت التحريات والتحقيقات أن وراء الواقعة والده "محمد.م" مقيم بمنطقة أبو النمرس، وفعل ذلك بسبب صراخه المستمر، وفي ذات الشهر أيضًا، وقعت كارثة أخرى حيث قام أب، بمنطقة شبرا الخيمة، بإلقاء مياه كاوية على جسد نجلته، التي تبلغ من العمر 8 سنوات، مما أسفر عن وجود حروق بأنحاء الجسد وآثار تعذيب.
مايو2017
تَّعَدِى "شهاب.م.ح"، سائق على نجله بالسلاح الأبيض ما أدى إلى إصابته بجروح نافذة بالبطن، بسبب قيام المجنى عليه بسب والده، ومحاولة طرده من المنزل، بمدينة طوخ، وفي نفس الشهر قام " ث.م.محمد " شاب ثلاثيني، حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات باغتصاب طفله أدهم 4 سنوات، بدمياط، كما اكتشفت واقعة بشعة في شهر مايو الماضي.
يوليو 2017
قتل "محمد. ن" 55 سنة موظف، بالسويس، نجله ابن الـ22 عامًا، والمريض نفسيًا، بإعطائه جرعة زائدة من العلاج الذى يتناوله للعلاج من المرض النفسي، لعدم تحمله مرضه.
وتقول الدكتورة نصرة منصور مدرس علم النفس الاجتماعي بجامعة القاهرة، إن هناك آباء يعانون من اضطرابات نفسية، وتكون عندهم سابقة حوادث ناتجة عن عقاب شديد من أحد والديه، أو ربما تعرض لإساءة في فترة طفولته، فضلا عن التنشئة غير السليمة، والتي غَلب عليها طابع القسوة.
وأضافت منصور: هناك سلوكيات غريبة، وشّاذة ومنحرفة انتشرت في الأونة الأخيرة بسبب ضغوط الحياة، وكثرة المشكلات الأسرية"، لافتة إلى أن افتقاد الحب والعاطفة داخل الأسرة، من أسباب انتشار تلك الظواهر، لأن الأسرة هي نواة المجتمع.
وتابعت: "الأُسر الخالية من الاضطرابات والمشكلات، قادرة على تربية أبناء أسوياء"، مشيرة إلى أنه لابد من الاتجاه لمصادر الإرشاد النفسي، لعلاج المشكلة، قبل تطويرها، وإعادة التوافق من جديد، وكذلك على وسائل الإعلام بقيام بدور توعوي، ونشر ثقافة العلاج النفسي، والذي يعتبره البعض عَارًا.
وأكدت أن الأشخاص الأكثر عٌرضة للمشكلات، هم أصحاب التعليم المٌنخفض، لأن تجنب الضغوط وإدارة الانفعالات تحتاج للبحث عن العلاج من خلال القراءة، وحضور الندوات، واستشارة المتخصصين.
