أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية بأن محاولات الولايات المتحدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى سوق الطاقة في أوروبا تواجه مقاومة شرسة من جانب روسيا، باعتبارها اللاعب المهيمن في المنطقة.
وأكدت -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- أنه من المقرر أن تصل ناقلة تحمل أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى ليتوانيا "الجمهورية السوفيتية السابقة"، الأسبوع المقبل، يليها مجموعة من الشحنات الأخرى من الغاز الأمريكي إلى أوروبا، وذلك وسط تنبؤات واسعة النطاق بأن تساعد الصادرات الأمريكية على كسر هيمنة روسيا على سوق الطاقة الأوروبية.
وأضافت" بيد أن روسيا تتحرك بسرعة لاحتواء المنافسة الجديدة على أكبر أسوقها للطاقة، ما دفع شركات الطاقة الروسية التي تديرها الدولة إلى تخفيض الأسعار، وتغيير أساليب البيع وتطوير مرافق الغاز الطبيعي المسال، بل وتمضي موسكو قدما في مشروع تركيب خط أنابيب، وهي خطوة تعارضها واشنطن وبروكسل".
وتابعت الصحيفة الأمريكية في تقريرها" إنه بينما تحرص الحكومات الأوروبية على الحد من حصار روسيا الخانق، وما يترتب عليه من نفوذ سياسي، يتطلع المستهلكون في المنطقة إلى ما هو أبعد من الأمور السياسية للتوصل إلى أقل الأسعار، ما يصب في مصلحة روسيا، مشيرة إلى أنه في العام الماضي، صدرت موسكو مستويات قياسية من الغاز إلى أوروبا بسبب انخفاض الأسعار وخفض الإنتاج المحلي في أماكن أخرى في أوروبا".
ونقلت عن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في مقابلة شهر يوليو الماضي قوله" نتتبع الوضع فى سوق الغاز العالمي وتزايد إنتاج الغاز الصخري فى الولايات المتحدة، ولقد كرسنا مؤخرا الكثير من الجهود لتعزيز وجودنا في سوق الغاز الطبيعي المسال".
وذكرت (وول ستريت جورنال) أنه لا يزال هناك العديد من المحللين الذين يتوقعون أن تستهلك صادرات أمريكا حديثة العهد من حصة روسيا في السوق الأوروبية، والتي تبلغ حاليا نحو الثلث، موضحة أن الثورة الصخرية في الولايات المتحدة فتحت أمامها احتياطات ضخمة من الطاقة، ومن المتوقع أن تصبح مصدرا صافيا لتصدير الغاز الطبيعي في العام المقبل..فمنذ بداية عام 2016، تقوم الولايات المتحدة بتصدير الغاز حول العالم، من أمريكا اللاتينية إلى آسيا.
ونسبت الصحيفة إلى بعض المشرعين والمسئولين في واشنطن، القول "إن صادرات الطاقة إلى أوروبا تعد ذات منفعة جيوسياسية، وكذلك تجارية، مشيرة إلى أن واشنطن لطالما انتقدت ما تعتبره تدخلا روسيا في أوروبا الشرقية".
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في يوليو الماضي لممثلي 12 دولة أوروبية بأن الولايات المتحدة حريصة على تصدير إمدادات الطاقة لهم.
