الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كلاهما محرض.. لماذا يحذف "يوتيوب" إصدارات "داعش" ويبقي"القاعدة"؟!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كل مرة يحكي فيها شاب جهادي عن بداياته مع التطرف يعرب عن احترام ما حمله لزعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، وسواء كان هذا الاحترام قائم أو تحول لمرحلة مؤقتة في تاريخ الشاب إلا أن "بن لادن" يبقى محطة مهمة للجهاديين. يساعدهم في ذلك توافر المادة الإعلامية لتنظيم "القاعدة" على الإنترنت التي تحولت إلى مادة تعليمية وتفسيرية لمفهوم "الجهاد من وجهة النظر التكفيرية"، على عكس مثلًا الشروحات التي يوفرها تنظيم "داعش" ويتم حذفها أولا بأول لتلقى صعوبة في التواجد والاستمرار. ويكفي البحث على موقع "يوتيوب" باسم "القاعدة" لتجد خطبا مسجلة لـ"بن لادن" يرجع تاريخها لما قبل سنة 2000، فيما تلقى خطب خليفة "داعش" أبو بكر البغدادي، الحذف الأمر الذي دفع "داعش" للبحث عن حيل تتيح استمرار مادتها المرئية والسمعية أطول فترة ممكنة، لكن يكون السؤال لماذا يبقى "يوتيوب" على "فيديوهات" "القاعدة" رغم أنها تحمل مضمونا تحريضيا لا يختلف كثيرًا عن هذا الذي يقدمه "داعش"؟

المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات ومدير إدارة الدعم الفني بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، ذهب إلى أن السبب في ذلك هو توجهات سياسية، موضحًا في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن معايير الحذف في "يوتيوب" باتت تتحكم فيها توجهات دول ورغباتها بالقضاء على تنظيم من عدمه. وأضاف أن مصير أي شركة كبيرة هو الانتماء لسياسات دولة أو مجموعة دول خاصة لو كانت هذه الشركة إعلامية أو مؤثرة في الرأي العام الدولي مثل "يوتيوب".
وتطرق إلى موقف حدث معه شخصيًا إذ أبلغ عن مقطع فيديو خاص بـ"داعش" وهو يضع بعض الأفراد في قفص يغرقه بهم في حمام سباحة، موضحًا إن "يوتيوب" رد عليه بأن الفيديو عادي لا يستحق الحذف. وتابع: "تعمدت بعد ذلك التبليغ عن مقطع فيديو يغرق فيه قطة وتم حذفه بالفعل. وشدد على أن هذا الموقف يؤكد السياسات التي تتبناها هذه المؤسسات، إذ ليست معايير واضحة والأمر يحسمه توجهات دول بعينها.

من جانبه أرجع طارق أبو السعد، الإخواني المنشق، السبب في ذلك إلى ثلاث احتمالات منها توجه أبناء الحركة الإسلامية الغير منضمين لـ"داعش" إلى الإبلاغ عن مقاطع التنظيم الداعشي فيما يحافظون على مقاطع تنظيم "القاعدة". وتابع السبب الثاني هو الاتفاق الدولي على القضاء على "داعش" فيما لم توجد صيغة واحدة دولية للقضاء على "القاعدة، مشيرًا إلى ان "القاعدة" لا يمثل نفس الخطر الذي يمثله "داعش"، على الأقل لم ينشر مقاعد فيديو دموية يتفنن منتجوها في التمتع بالقتل.
وبرر لهذا السبب تواجه فيديوهات "داعش" صعوبة في الاستمرار، مشددًا إن ذلك لا ينفي تجاهل متعمد لمقاطع "بن لادن" الذي يحرض فيه على الغرب ويصف حكام العرب بـ"الكافرين الضالين".