مئات العمليات الجهادية ضد الدولة فى مصر، كانت المرأة كلمة السر فيها، بشكل مباشر أو بصورة غير مباشرة، وبالإبحار فى قضايا ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ملفات عمليات استهداف محلات الذهب بدعوى الاستحلال، كانت تكليفات تصدر من قيادات لخلايا جهادية، لاستهداف محلات الذهب والاستيلاء على ما بها.
من هذه القضايا على سبيل المثال، أحد القيادات التكفيرية عشرى محمود، كلف عناصر مجموعته باستهداف أحد محلات الصاغة فى منطقة شبرا الخيمة، وتمكنوا من الاستيلاء على الذهب فى المحل، وسبب لهم بذلك أن الهدف من الاستيلاء على الذهب، إنفاقها فى سبيل الله، وفى تجهيز المجاهدين وعدتهم.
حصل عشرى محمود، على الذهب المستولى عليه من أفراد خليته، واحتفظ بكل ما سرقوه من المحل، إلا أنه استغلها فى إعداد منزل زوجية له، دون إنفاقها فى «سبيل الله» كما صدر لهم، متجاهلا أن «الله طيب لا يقبل إلا طيبا».. الأمر الذى اكتشفه العناصر الذين شاركوا فى السرقة أثناء التحقيق معهم.
تمكن القيادى التكفيرى من إقناع أخت متزوجة «حسناء» أن زواجها باطل لكفر زوجها، فلا أهمية لكونه مسلما فى البطاقة الشخصية، أو صلاته فى المسجد، أو أدائه لشعائر الإسلام، وفرّقها عنه، وقبل انقضاء عدتها تزوجها لأنه لا عدة لكافر على مسلمة لأن زواجها باطل، أنفق عليها وأسس بيت الزوجية لزوجته طليقة «الكافر» من متحصلات سرقة محل ذهب شبرا.
ضمن قضايا الاستيلاء على ذهب «الكفار»، كما كانت القيادات التكفيرية تصدر لاستحلال الاستيلاء على الذهب من المحلات وقتل أصحابها، غافل أحد المشاركين فى «الغزوة» إخوانه فى سرقة أحد محلات منطقة عين شمس، واستولى على كيلوجرامين ذهبًا من «الغنائم» دون علم إخوانه «المجاهدين» فى الغزوة»، وباع ما استولى عليه واشترى مزرعة مواشى لنفسه.
وفى واقعة ثالثة، فى ذات المنطقة «عين شمس» المشهورة وقتها بأنها مركز «الجماعة الإسلامية» و«خلايا جهادية»، سرقت والدة أحد المشاركين فى غزوة أخرى على أحد محلات الذهب فى المنطقة كمية كبيرة من المشغولات الذهبية المستولى عليها أو «غنائم» الغزوة، هى وامرأة أخرى من العائلة، وتمكن البحث الجنائى من ضبطهما أثناء محاولة بيع المسروقات، وأحيلت المرأتان وقضيتهما إلى جهاز أمن الدولة وقتها، لأن المسروقات متحصل عليها من عملية إرهابية، فما كان من الجهاز وقتها إلا أنه حال دون الزج بالسيدتين فى القضية حفاظا على كينونة أسرتيهما.
بالعودة إلى موضوع سلسلة المقالات المتعلقة بالمرأة فى الجماعات الجهادية، واسترسالًا لإكمال شرح مكانة المرأة فى الشرائع السماوية الثلاث، وكذا دورها ومكانتها فى جماعات الإسلام السياسي، وما سبق الإشارة إليه من استعراض مكانة المرأة فى الشريعة اليهودية، تجدر الإشارة إلى تعظيم مكانة بعض السيدات اليهوديات بالاسم فى القرآن الكريم، وهن أم موسى وأخت موسى وامرأة فرعون، فقد أوحى الله للأولى أن تضعه فى صندوق وتلقيه فى النهر بعد إرضاعه، ثم أعاده إليها فقط لتقر عينها، وهنا نرى جلال تكريم رب العالمين للمرأة، فقط حتى لا تحزن.
كما كرم الله أخت موسى بقدرتها على متابعة أخيها، وألهمها إقامة حوار مع حرس قصر فرعون حتى تتمكن من إحضار أمها لإرضاعه، وذلك دون أن تكشف فى الموقفين.
وقد كرم الله امرأة فرعون فى إجابته لدعائها بأن نجاها من فرعون وجنوده وبنى لها قصرًا فى الجنة.. وفى حديثنا المقبل، عرض لمكانة المرأة فى المسيحية، والمزيد من خبايا قضايا الإسلام السياسى ودور المرأة بها.
