حرص محفوظ عبدالرحمن، خلال مشواره الأدبي، على تقديم قراءة مختلفة للأحداث التاريخية والسياسية، التي اعتبرت علامة فاصلة وفارقة. وقد تناول محفوظ في مسلسل "ليلة سقوط غرناطة" انتهاء الحكم الإسلامي في الأندلس ،مسلطًا الضوء على إرهاصات التراجع الذي أصاب المجتمع الإسلامي في كل المجالات.
اهتمام محفوظ باللحظات التاريخية الفارقة يضاف إليه أيضًا اهتمامه بالشخصيات التي يرى أنها لعبت دورًا مهمًا في تشكيل الوعي والهوية بفنها فكتب مسلسل "حليم" ، وكذلك كوكب الشرق وناصر 56، الذي عرض عام 1996 ، ويتناول مقدمات تأميم عبدالناصر لشركة قناة السويس في 1956 وما ترتب عليه من نتائج سياسية وعسكرية، أبرزها العدوان الثلاثي على مصر، والذي انتهى بتتويج عبد الناصر بطلا ورمزًا للاستقلال في كثير من دول العالم الثالث الساعية للتحرر من الاستعمار الأوروبي.
كما اهتم محفوظ بحياة كوكب الشرق، حيث إنها شكلت وجدان المصريين عبر تاريخ طويل، فيؤكد أن هناك صعوبة الفصل بين استعراض حياتها وتاريخ مصر.
ولد محفوظ عبدالرحمن عام 1941 بالقاهرة، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1961.عمل كصحفي في مؤسسة دار الهلال وانتقل بعدها للعمل في وزارة الثقافة،ولكنه لم يمتنع عن العمل الصحفي فكتب بشكل دوري لعدد من الإصدارات الصحفية داخل مصر وخارجها.نشرت له مجموعة من الأعمال الأدبية، منها: البحث عن المجهول، أربعة فصول شتاء، اليوم الثامن. كتب العديد من المسلسلات التليفزيونية، من أهمها: أم كلثوم، بوابة الحلواني، ليلة سقوط غرناطة، سليمان الحلبي، كما كتب للسينما: القادسية، ناصر 56، حليم.واتجه محفوظ للكتابة المسرحية مؤلفا "حفلة على الخازوق" و"ليلة من ألف ليلة وليلة" و"عريس لبنت السلطان".
يعترف محفوظ باهتمامه بالتاريخ على حساب الشخصيات على قيد الحياة، فيقول إن علاقة الكاتب بالسلطة فتنة، مشيرًا الى"إن المثقف ليس مضطرًا لتقديم أي نوع من التنازل للسلطة، فأمامه خيارات متعددة تجنبه شبهة عدم الاستقلال ليظل محتفظا بمصداقيته.
حظي عبدالرحمن بتقدير كبير جسدته تكريمات في مصر والعالم العربي وجوائز آخرها جائزة النيل في الفنون عام 2013.
