الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أبراج "الضغط العالي".. مصائد الموت

أطفال يزينون أبراج
أطفال يزينون أبراج الضغط العالى ويلعبون مع الموت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبراج الضغط العالي خطر يهدد حياة ملايين المواطنين في قرى مصر، تمر في الشوارع وفوق أسطح المنازل، تصطاد ضحاياها بين الحين والآخر، تصيب الأجنة بتشوهات، والأطفال بالأمراض، وتشعل الحرائق.. آلاف القصص يرويها أهالي المحافظات، عن خطورة أبراج الكهرباء، يتذكرون ضحاياها، فهذا لقي مصرعه صعقًا عندما نزل عليه سلك عار، وآخر وقع في مجال كهرومغناطيسي سببته أبراج الضغط العالي، وأطفال أصيبوا بتشوهات وأمراض خطيرة نتيجة الذبذبات التي تنتجها المحولات المنتشرة وسط المنازل.
 «البوابة» تفتح ملف أبراج الضغط العالي، وتنقل شكاوى الأهالي الذين تحولت حياتهم إلى جحيم يخشون الخروج من أبواب منازلهم، يتوقعون حدوث كوارث، يتقدمون بشكاوى للمسئولين دون مجيب.

المنيا: ارحمونا من «الكابلات العارية» 
أكد أهالي قرى محافظة المنيا، أنهم يعيشون حالة من القلق بسبب أعمدة الإنارة وأسلاك الضغط العالي بجوار منازلهم، وداخل الحيز العمراني مطالبين المسئولين بسرعة البدء برفع الخطر، حفاظا على أرواح المواطنين.
وتعاني قرى محافظة المنيا العديد من مشكلات الكابلات المكشوفة ذات الضغط العالي الملاصقة للمنازل، والتى قد تؤدي إلى موت محقق يهدد أرواح المواطنين والأطفال بقرى المحافظة، خاصة عند تعرضها لمياه الأمطار.
وتنتشر الأسلاك العارية بين الكتلة السكنية وسط المنازل في كثير من القرى، ومما يزيد من حجم المشكلة عدم وعي الأهالي بخطورتها، وغفلة المسئولين.
يقول على ممدوح عبدالمجيد، من أبناء قرية العوايسة مركز سمالوط، إن أسلاك الكهرباء تحيط بمنزله، مشيرًا إلى خطورة ذلك على الأطفال والكبار. وفى قرية جويد بمركز أبوقرقاص محافظة المنيا، طالب سيد سعد بإزالة الضغط العالى للكهرباء من وسط المنازل؛ حيث تسبب هذا المحول في العديد من الحوادث، ولقي طالب مصرعه سابقا بسببه. 
وفي قرية منشأة المغالقة بمركز ملوي قال خالد محمد، إن القرية تنتشر بها أسلاك الضغط العالي، وإنهم مرعوبون من تساقط أسلاك الكهرباء عليهم، مستغيثا بالمسئولين لحماية أهالي القرية من الموت صعقا.
وطالب رجب محمد، من قرية أم نخلة بملوى، بإزالة خطوط الضغط العالي التي مضت عليها سنوات وتسببت في الكثير من الإصابات والحرائق. 
وأكد محمد عبدالمنعم، من قرية كوم اللوفي مركز سمالوط، أن الأهالي لا ينامون ليلا خوفا من اشتداد الرياح التي تسبب اشتعال النيران في منازلهم وارتطام الأسلاك ببعضها، ما يؤدي إلى تطاير الشرر منها، واشتعال الحرائق بسببها.

القليوبية: الموت يخيم على 11 منطقة
أكثر من مليون مواطن يسكنون في ٣٤٠٠ وحدة سكنية تحت أبراج الضغط العالي، مهددون بالخطر بـ١١منطقة بشبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية، حيث تهدد أسلاك الموت وأبراج الضغط العالي المواطنين في هذه المناطق المزدحمة بالسكان.
وتضم المحافظة مجموعة من العزب التي تعيش تحت خط الفقر، وتفتقر إلى أبسط الخدمات، أهمها عزبة أم بيومي والقطاوي وابن الحكم، حيث لا مياه ولا صرف صحي، حتى إن أسلاك الضغط العالي تهدد بقتل عدد كبير من سكان المنازل، إضافة إلى عدة مناطق حرمت من توصيل التيار الكهربائى، وتعيش فى ظلام دامس، وهي عزب «الصعايدة وسليم وإبراهيم لطفي وخلف نادي البلاستيك ومدينة السلام والفيلا والفتح وبهتيم وعزبة رشدي والمرجوشي ومساكن إسكو وعشش البكري».
وهناك ٥ مناطق عشوائية بحى غرب شبرا الخيمة، وهي: منشية عبدالمنعم رياض وعزبة الجوهري وأرض أبوالنجا وبيجام والتعاون والسعادة الجديدة والشرقاوية وسيدي خضر.. تفتقر إلى أبسط الخدمات.
فأهالي منطقة أم بيومي بحي شبرا الخيمة يعيشون منذ ٥٠ عامًا وسط الكابلات، والأهالي بنوا داخل حرم الضغط العالي وأصبحوا عرضة للموت صعقًا. 
وتسببت العشوائيات ورخص أسعار الشقق في تلك المناطق بشبرا الخيمة، إلى تضخم المشكلة؛ حيث إن تلك المناطق ممنوع البناء فيها، استنادًا إلى قرارات صادرة من مجلس الوزراء، ولكن غياب الرقابة وانعدام الضمير، أديا إلى تفاقم المشكلة التي دفع ثمنها ضحايا وأبرياء لقوا مصرعهم صعقًا بالكهرباء.
وأكد محافظ القليوبية أنه تم عرض دراسة على وزيري الإسكان والكهرباء، تتضمن خطة لرفع أسلاك الضغط العالى من أعلى المنازل فى ١١ منطقة عشوائية، وتحويلها إلى كابلات أرضية، باستثمارات تبلغ ١٫٣ مليار جنيه، مشيرًا إلى أنه سيتم حل المشكلة وتحويل الكابلات إلى أرضية على مراحل.

الإسكندرية: عشوائيات.. وكل يوم ضحية 
كهرباء الضغط العالي خطر يؤثر في حياة المواطنين في المناطق العشوائية بالإسكندرية، ومن بينها مناطق الناصرية والمراغي ونجع العرب غرب الإسكندرية.
الأهالي يبحثون عمن ينجيهم من كهرباء الضغط العالي، التي تصدر أصواتا أشبه بـ«القنابل»، مما يتسبب في هلع وفزع المواطنين لاسيما في منطقة المراغي. 
«البوابة» انتقلت إلى أهالي المراغي لمعرفة معاناتهم مع ضغط الكهرباء العالي وتأثيره على الأطفال وصغار السن.
قالت منى توفيق، ربة منزل: «كهرباء الضغط العالي تؤثر في مخ الأطفال ونموهم، ولكننا فقراء، أين نذهب ونترك منازلنا، والمسئولون لا حياة لمن تنادي؟».
وأضاف إبراهيم متولي، موظف، من قاطني المنطقة: «كل يوم حد فينا بيموت بسبب كهرباء الضغط العالي، وينزل محروق بسبب الكهرباء، ومفيش مسئول بيرد علينا».
وأكد يوسف محمد، موظف على المعاش: «كهرباء الضغط العالي تؤثر في الشوارع المحيطة بنا، لأن تأثيرها ممتد، ولكن نحن فقراء وليس لدينا أموال وعوضنا على الله».
وتابع: «في الشتاء مش بنعرف نخرج من بيتنا، ومفيش أي مسئول بيجي لينا، إحنا ميتين ونتمنى أن أي حد ييجي يشوفنا لأننا بني آدمين».
وأكد مصدر مسئول بشركة كهرباء الإسكندرية لـ«البوابة»، أن أزمة منطقة المراغي وغيرها من مناطق الإسكندرية التي تقع تحت كهرباء الضغط العالي تعود إلى البناء المخالف.
وأضاف: «الشركة وضعت كابلات الكهرباء والضغط العالي والأهالي قاموا بالبناء حولها، مما يصعب إزالتها بشكل كلي، وإنما هي مسألة معقدة تحتاج إلى وقت طويل».

المنوفية: أصابت حديثي الولادة بالتشوهات 
أبراج الضغط العالي، تعد أخطر المشاكل التي تهدد الأهالي بقرى محافظة المنوفية، خاصة أنها تمتد لتشمل الرقعة الزراعية، حيث أوضحت تقارير أعدتها لجان بالمحافظة عن وجود ٣ آلاف منزل يسكنها ما يقرب من ١٠ آلاف مواطن بأسرهم داخل ٤٠٠ تجمع سكني تحت أسلاك الضغط العالى بالمنوفية.
البداية من قرية قورص التابعة لمركز أشمون، فالمئات من أهالي القرية ما زالوا يحلمون بنقل أسلاك الكهرباء الخاصة بخطوط الضغط المتوسط التى تخترق منازلهم والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث كوارث، دون أن يكون هناك أي تحرك من المسئولين.
أهالى القرية أوضحوا أنهم يعانون منذ عشر سنوات ولم يتحرك أحد من المسئولين لإنقاذ المواطنين الذين يسكنون القرية، مؤكدين أن الكوارث تحيط بهم من كل جانب ومن المحتمل حدوث تشوهات للأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى أن مرور الأسلاك فوق المنازل يحدث عملية تأين للمياه‏،‏ وهذا بدوره يؤدى لسقوط الشعر وإصابة قرنية العين والتسمم السمعى.
أما فى قرية صراوة التابعة لمركز أشمون، فالأمر لم يختلف كثيرا، حيث مئات المواطنين يعيشون تحت الخطر، مؤكدين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين فى الكهرباء لكن لم يتحرك أحد للتحقق فالأعمدة الحاملة لأسلاك الضغط العالي أعمدة أسمنتية، وبها العديد من التشققات، ومحتمل انهيارها في أي وقت.
وأوضح الأهالي، أن تهالك أعمدة وأسلاك الضغط العالي تعرض حياتنا للخطر، مؤكدًا تعمد شركة الكهرباء عدم حل المشكلة والاستهتار فى أرواحنا، مؤكدا أن عددا من أبناء القرية لقوا مصرعهم بسبب تلك الأعمدة، لافتا إلى أنهم تقدموا بشكاوى أكثر من مرة لتغيير الأسلاك، وإصلاح الأعمدة، أو استبدال الضغط العالي بالكابلات الأرضية، حماية لنا وحفاظًا على أرواح أبنائنا ولكن دون جدوى.
أما قرية أبوسنيطة بمركز الباجور، فقد شهدت كارثة منذ سنوات بمصرع ٣ أشخاص من أسرة واحدة صعقًا بالكهرباء بعد سقوط سلك الضغط العالي المار فوق أرضهم نتيجة الإهمال الجسيم في صيانة أسلاك شبكة كهرباء الضغط العالي المار بالقرية.

قنا: «قفط» في انتظار كارثة
حالة من الأسى والقلق يعيشها الأهالي بمركز قفط بجنوب محافظة قنا، وذلك بسبب انتشار كابلات الضغط العالي بين المنازل، ما يمثل خطورة على حياة المواطنين بالقرية. 
ورصدت «البوابة» حال المواطنين فى قرية «كلاحين» قفط مع الأسلاك، حيث قال محمود عدلى، موظف: «نعيش فى التهميش المتعمد من الدولة حتى إنه لا يوجد من يراعي مصالحنا أو يلبي احتياجاتنا، مشيرا إلى أنه حاول الوصول كثيرا إلى أعضاء البرلمان عن دائرة قفط ولكن دون جدوى، فمنهم من يقيم خارج المركز، ومنهم من يكتفي بخدمة أسرته وأقاربه فقط دون النظر إلى أبناء دائرته.
وأشار عبدالله محمود، مزارع، إلى أن أزمة أسلاك الضغط العالي منتشرة في العديد من المنازل بالقرية، مشيرا إلى أن الأهالي حاولوا منع عمال الكهرباء من تركيبها، ولكنهم أكدوا أنها أوامر مجلس المدينة ويجب أن تطبق كما هي بالخطة.
وأشارت حمدية محمود، ربة منزل، إلى معاناتها مع أولادها لتأمينهم، قائلة: نخاف على أولادنا من الخروج إلى الشارع أو الشرفات حتى لا يصطدموا بأسلاك الكهرباء ويلقوا مصرعهم فى الحال، مؤكدة أن تلك الأسلاك منتشرة في كل أرجاء القرية، وبالقرب من الأراضي الزراعية التي تروى يوميا بالمياه، ومن الممكن أن تؤدي بحياة المزارعين. 
من جانبه قال حسن الصيفي، أحد كبار رجال القرية: «لا نملك أي وسيلة لإزالة تلك الأسلاك أو حتى لنقلها إلى مكان آخر»، مشيرا إلى أنه تقدم بالعديد من الشكاوى لمكتب محافظ قنا ورئيس شركة الكهرباء ولكن دون جدوى.
وأضاف أن تلك الأسلاك لم تتسبب حتى الآن في وفاة أي شخص، وذلك لانقطاع الكهرباء عن القرية بشكل مستمر، وعند عودتها تعود بتيار عالٍ، مما يهدد حياة المواطنين داخل المنازل القريبة منها، مطالبا محافظ قنا بالنظر إلى شكاواهم وحلها حتى لا تحدث كارثة إنسانية.

 الفيوم: المحولات تهدد حياة الأطفال 
تتزايد أخطار المحولات الكهربائية الموجودة بعزبة الخمسين التابعة لمركز أطسا في محافظة الفيوم؛ حيث راح ضحيتها العديد من المواطنين.
ويقول وليد البوصيلي، عضو المجلس المحلي التابع له القرية: «تشكل المحولات وأعمدة الضغط العالي خطورة على حياة وسلامة المواطنين، خاصة مع تطور الحياة والزحف العمراني، بحيث أصبح بناء المساكن في كل مكان حتى ولو كان بالقرب من تلك الأماكن الخطرة».
وأضاف البوصيلي: «اشتكى الأهالي أخطار المحولات الكهربائية وأعمدة وأسلاك الضغط العالي على سلامة الأطفال لقربها من المدارس والتجمعات السكانية داخل القرية، وعلى جوانب بعض الطرق الفرعية والزراعية، الأمر الذي يشكل خطرًا على المارة خاصة الأطفال».

كفر الشيخ: 150 ألف نسمة يعيشون تحت رحمة ١٠٠ برج
تعاني منطقة القنطرة البيضاء التابعة لمدينة كفر الشيخ، التي يقطنها قرابة الـ١٥٠ ألف نسمة من كارثة مرور أسلاك الضغط العالي في شوارعها، إضافة إلى وجود محطة المحولات الرئيسية في القرية، فضلًا عن وجود أكثر من ١٠٠ برج ضغط عال، الأمر الذي أدى لوفاة العديد من الأشخاص خلال السنوات الخمس الماضية، فضلًا عن تصدع منازل وإصابة أطفال بأمراض نتيجة تعرضهم لشحنات الضغط العالي.
ويقول فوزى محمد جاد من أهالي المنطقة: «أقطن في المنطقة منذ قرابة الـ٣٠ عاما، ونعيش في رعب وفزع دائمين بسبب أبراج وأسلاك الضغط العالى المحيطة بنا من كل جانب، ونستيقظ يوميا على أصوات انفجار الإسلاك خاصة في فصل الشتاء». 
ويقول عاطف نصر موظف من أهالي المنطقة، إن اسلاك وأبراج الضغط العالي حولت حياة الأهالي إلى جحيم، وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، كان آخرهم قبل سنتين، حيث لاقت سيدة مسنة تدعى «أم غزال» وابنتها فاطمة، مصرعيهما نتيجة، اصطدام قطة بمجال الشحن الكهربائية، ما أدى لانفجار الأسلاك وصعق الضحيتين ووفاتهما في الحال».

الغربية: أمراض وحرائق بسبب «الكابلات»
يعاني أهالي قرية صناديد التابعة لمركز طنطا بالغربية من انتشار خطوط الضغط العالي الكهربائي أعلى المنازل بالقرية ما يتسبب في وقوع الكثير من الحوادث وإصابة المواطنين خاصة الأطفال بالأمراض.
وشكا عدد من الأهالي من مرور أسلاك الضغط العالي بالقرية والأرضي الزراعية، ويتعرضون لخطر الموت يوميًا، لدرجة أن الغالبية منهم لا يستطيعون الصعود على أسطح منازلهم خوفًا من المجال الكهرومغناطيسي لكابلات الضغط العالي.
وقال خالد السيد: «إن مرور أسلاك الضغط العالي بالقرية يتسبب في اشتعال الحرائق بالقرية، عقب سقوط أحد الأسلاك على العشش أو حظائر المواشي».
وأشار أهالي القرية إلى تهالك شبكات الكهرباء، ووجود أسلاك مكشوفة ومتآكلة منذ عشرات السنين، مؤكدين أنهم تواصلوا مع المسئولين بشركة كهرباء جنوب الدلتا ومحافظة الغربية للمطالبة بتعديل مسار خطوط الكهرباء المنتشرة بالقرية، بعيدًا عن منازلهم.
ويقول عيد مجدي، أحد الأهالي: «إن ذبذبات الكهرباء الناتجة عن مرور سلوك الضغط العالي بالمنطقة يؤثر على حياة الأطفال ويصيبهم بالعديد من الأمراض، ويحدث للأطفال التشنجات بسبب التأثير المغناطيسي الناتج عنها».

جنوب سيناء: «رويسات» شرم الشيخ تعاني من «الكهرباء العشوائية»
يعيش سكان منطقة الرويسات العشوائية في مدينة شرم الشيخ، التي يقطنها آلاف الأسر، مأساة حقيقية بعد تجاهل المسئولين للمواطنين، فصار الموت يحاصر مواطنيها من كل جانب، بسبب افتراش الأرض بالأسلاك الكهربائية، والتي قام القاطنون بتوصيلها بطريقة غير قانونية من محولات الكهرباء المفتوحة على مصراعيها، وما يدعو للسخرية أن هذه المحولات مكتوب عليها «حياتك تهمنا»، والتي قد تؤدي إلى هلاك المنطقة بأكملها في حالة نزول مطر أو من شدة الضغط على هذه المحولات.
وقال هيثم حسن، الملقب بعمدة الرويسات: «إن أهالي المنطقة سواء السكنية أو العشوائية يعانون بسبب أن أبناءنا معرضون للخطر أمام المدارس لوجود أسلاك مكشوفة، مما تعرض حياتهم للخطر، حتى الطرق أسلاكها مكشوفة على الأرض مما تعرض حياة المواطنين والأطفال للخطر، ولولا فضل الله وعنايته لكانت هناك كوارث.
وطالب «حسن» المحافظ بإدخال المرافق للرويسات وتركيب عدادات للحفاظ على حياة أبناء المحافظة، مشيرا إلى أن نص الدستور فى المادة ٧٨ «تكفل الدولة للمواطنين الحق في السكن الملائم والآمن والصحى بما يحفظ الكرامة الإنسانية ويحقق العدالة الاجتماعية، وهذا ما نتمناه من المحافظ لأبناء محافظته».
وأضاف: «أن المادة ٨٠ من الدستور المصري التي ذكر بها حقوق الطفل ومنها مأوى آمن، وللأسف هذا ما لم توفره المحافظة لأطفالنا في الرويسات بما يواجهونه من رعب الإزالات ومخاطر أسلاك الكهرباء»، مؤكدًا أن التنمية عمار وليست دمارًا.

بني سويف: «منشأة سليمان» تعيش في رعب
ما بين أسلاك الضغط العالي وتجاهل الحكومة، يعيش أهالي قرية منشأة سليمان بمحافظة بني سويف في رعب مستمر من جراء أبراج الضغط العالى التي تحيط بهم من كل مكان، مما يجعلهم عرضة للخطر الداهم سواء من الإصابة بالأمراض أو من تعرضهم للصعق الكهربائي بسبب تلك الأبراج المنتشرة في أرجاء القرية.
يقول أحمد ربيع، من أهالي القرية: «نعيش مهددين في منازلنا بسبب تلك الأسلاك التي تمر من فوق منازلنا وتعرضنا وتعرض أبناءنا لخطر الصعق الكهربائي، ناهيك عن الأمراض التى قد تصيبنا بسبب تلك الأسلاك والذبذبات الناتجة عنها».
ويوضح شعبان سيد، مزارع، أن ماشيته تعرضت للنفوق أثناء وقوفها بجوار أحد أبراج الضغط العالي، مضيفًا: تقدمت بشكاوى للمسئولين ولكن دون جدوى، فالمسئولون يتعنتون فى نقل تلك الأبراج التى تعرض حياتنا للخطر، كما أنه فى فصل الشتاء تتعرض حياتنا للخطر بسبب تساقط الأمطار وقطرات الندى على تلك الأسلاك، مما يسبب تطاير شرر كهربي فوق المنازل يسبب اشتعال الحرائق».
محمد عبدالجواد، موظف من أبناء القرية، يصف وجود أسلاك الضغط العالي بمثابة «قنبلة موقوتة»: «نعيش مهددون بالإصابة بالأمراض واحتراق منازلنا في أي وقت؛ لأن هذه الأسلاك قريبة جدًا منا، وفي الصيف تزداد الحرائق.

سوهاج: «البلينا» محاصرة بـ«الأسلاك»
مأساة يعيشها سكان عدد من المناطق في محافظة سوهاج، نتيجة قرب أسلاك الضغط العالي من مساكنهم، وعيشهم في رعب نتيجة خوفهم من حدوث صواعق كهربائية في حال تعرضهم لهطول الأمطار أو السيول.
ففى قرية «العوكلية» التابعة لمركز البلينا، يعيش الأهالي في حالة من الخوف نتيجة تغطية الأسلاك لمنازلهم من أعلى دون إزالتها أو رفعها من المسئولين، وقال سامر سعيد، أحد شباب القرية: «قمنا بإرسال العديد من الخطابات والشكاوى إلى المحافظ والمسئولين في البلينا وسوهاج، وطالبنا برفع الأسلاك لأنها تهدد حياتنا وحياة أطفالنا، إلا أنه لم يحدث شيء، وما زلنا نعاني من تواجدها أعلى أسطح المنازل بيننا وبينها السماء».
وقال محمد عادل، أحد أهالي القرية: «إننا أخدنا وعودا عدة من شركة الكهرباء بسوهاج، باعتماد ميزانية لرفعها كما حدث في العديد من المناطق وعلى رأسها قرى مركز البلينا الجنوبية، وأوضحت أنه في حال هبوط أمطار غزيرة أو سيول، تصبح حياتنا مهددة لقرب الأسلاك من منازلنا»، مشيرا إلى أن هناك خطة بين الأهالى لنقوم برفع الأسلاك بالتنسيق مع الشركة بعد توفير المبلغ المطلوب لذلك بالجهود الذاتية حرصا على حياتنا.
ولا يختلف الأمر كثيرا في نجع عبد السميع بمركز البلينا أيضا، فأهالي النجع يمكنهم لمس أسلاك الكهرباء بأيديهم نتيجة قربها الشديد منهم، وتسود حالة من الغضب بين الأهالي نتيجة استمرار تجاهل المسئولين في إزالة الأسلاك حفاظا على حياتهم.
وقالت سلمى عبد المجيد، ربة منزل: إنها تخشى على أطفالها اللعب في الشارع، وعلى سطح المنزل نتيجة امتداد أسلاك الضغط العالي لكهرباء في مناطق مختلفة من النجع، وطالبت المسئولين بسرعة رفع الأسلاك قبل هبوط الأمطار في الشتاء وحدوث أضرار كبيرة.

أسيوط: 12 ضحية في عام واحد.. و«الكهرباء»: لا تقربوا الأعمدة
بالرغم من تسبب الأسلاك العارية في مقتل ٧ أشخاص، بينهم سيدة و٣ أطفال منذ شهور نتيجة ماس كهربائي بمناطق عدة في محافظة أسيوط 
«غرب البلد، ومركز الغنايم، ومركز القوصية»، إلا أنها كما هى تظل عارية إلى أن استيقظت المحافظة على حادث صعق كهربائي بمركز ديروط بسبب سقوط عمود عاري الجوانب بأسلاكه في ترعة أمشول. 
حادث ديروط تسبب في مصرع ٥ أشخاص حاولوا إنقاذ بعضهم، وهم «ناصر لمعي، ورفعت نبيل، وناجي حلمي، ووسيم رفعت، ويونان سعد»، نتيجة سقوط سلك كهربائي بترعة أمشول، وتم نقل الجثث والمصاب لمستشفى ديروط المركزي، وأفادت التحريات الأولية لشرطة كهرباء أسيوط برئاسة المقدم محمد مصطفى، بأن الوفيات حدثت نتيجة سقوط سلك كهرباء غير مغطى بترعة أمشول التابعة لمركز ديروط، وأن الضحايا لقوا مصرعهم خلال محاولاتهم إنقاذ بعضهم البعض، وبذلك يصبح عدد من سقطوا خلال العام ١٢ شخصًا من بينهم سيدة و٣ أطفال. 
ما سبق دفع الأهالي إلى تغطية تلك الأسلاك بـ«الكارتون» خوفًا على أطفالهم، خصوصًا بعد تكرار حدوث شد وجذب بين الأعمدة والمواطنين.
ويشكو العديد من سكان قرى ومراكز محافظة أسيوط، خصوصًا في أحياء «الأربعين، والمعلمين، والسادات» وجود أسلاك عارية بأعمدة الكهرباء، ووجهوا رسالة إلى وزير الكهرباء طالبوه فيها بسرعة التصرف ومعالجة تلك المشكلة.
يقول حسام مصطفى، أحد سكان منطقة المعلمين بمدينة أسيوط، إن جميع أعمدة الكهرباء مكشوفة، وأسلاكها عارية، وقد تسببت في تعرض أكثر من طفل لصعق كهربائي، رغم أنه لم يسقط وقتها أي أمطار. 
وطالب «حسام» المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذ الأهالي وبخاصة الأطفال، مشيرا إلى أن الأهالي بالمنطقة توجهوا بشكاوى عدة إلى المحافظة والكهرباء، دون أي استجابة، مختتما: «لازم تحصل مصيبة كبيرة عشان يتحركوا».
وتقول نور حمدي، إحدى ساكنات شارع المحافظة الرئيسي، إن هناك أسلاكا كهربائية تخرج من أعمدة الشارع، ويخرج منها شرر متضاعف ورائحة «شياط»، مضيفة: اتصلنا بالنجدة أكثر من مرة، إلا أنهم أجابوا بأن الأمر ليس من اختصاصهم، وخاطبنا شركة الكهرباء أكثر من مرة ولكن لم يستجب لاستغاثتنا أحد. «على الرغم من أن تلك الأعمدة الكهربائية لم تبعد عن ديوان المحافظة كثيرا»، كذلك توضح الشاكية: إلا أن المشكلة لم تلفت نظر أحد.
وتساءل «علام»: هل ستمنع تلك الكراتين الأمطار من الوصول إلى الأسلاك المكشوفة؟ متابعا: إذا سقطت الأمطار سيؤدي ذلك إلى تبلل الكراتين، ومن ثم وصول المياه إليها وتبقى المشكلة كما هي، مختتما بأن «مركز القوصية لم يزره المحافظ الحالي قط».
من جهته، يزعم المهندس حسن عبد القادر، وكيل وزارة الكهرباء بأسيوط، المرور بشكل مستمر لتغطية الأعمدة الكهربائية المكشوفة في الشوارع، من خلال القطاعات المختلفة للمراكز والمناطق، لافتا إلى أنه «تم التنبيه على المواطنين بالإبلاغ عن الأعمدة المكشوفة للتعامل معها حفاظا على سلامة المواطنين».
وطالب «عبد القادر» الأهالي والأطفال بعدم لمس الأعمدة، تحسبا لارتفاع درجات الحرارة أو هطول أمطار كثيفة في الشتاء قد تحدث ماسا كهربائيا.