الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مريم ولدت إنسانة نقية وصعدت إلى السماء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أم الله يذكرها المجمع الفاتيكانى الثاني، فى ختام الدستور العقائدى فى الكنيسة فى تأمل رائع عن مريم، يوجد بعض التعبيرات الخاصة بسر انتقالها بالجسد والروح للسماء: «إنَّ العذراء البريئة، وقد وقاها الله من كلِّ دنسِ الخطيئةِ الأصلية، بعد أن كَمَّلت مجرى حياتها الزمنية، صَعِدت بالنفس والجسد إلى مجدِ السماء، وعظَّمها الرب كملكةَ العالمين».
يتجلى مجد الله فى قداسة مريم أثناء حياتها الأرضية، متوّجًا فى انتقالها إلى السماء، على أنها استمرارية لقيامة الرب وصعوده إلى الأمجاد السماويّة وجلوسه «عن يمين الله».
وقد أعلن البابا بيوس الثانى عشر عقيدة انتقال العذراء إلى السماء بالنفس والجسد ١٩٥، ونصها: «نؤكد ونعلن ونحدد عقيدة أوحى بها الله، وهى أن مريم أم الله الطاهرة مريم الدائمة البتولية، بعدما أتمت مسيرة حياتها فى الأرض، رفعت بالنفس والجسد إلى المجد السماوي».
صعودها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء يجعل منها لؤلؤة الفداء، وعمل الله الثالوث، فهى إنها ابنة الأب وأمّ الابن وعروس الروح القدس. بواسطتها تحقّق تخطيط الأب الخلاصي، الذى وعد به منذ سقوط آدم وحواء «فهى تسحق رأسك، وأنت تترصّدين عقبه».
مريم العذراء شفيعتنا ترفع صلواتها لأجل المرضى والمتألمين والحزانى والمهجرين والواقعين، تحت تجربة فى هذا العالم تضرع من أجلهم، وتستنزل عليهم النعم التى تضمن خلاصهم الأبديّ، تدعوها الكنيسة: المحامية، المعينة، المغيثة، الوسيطة.
إنّ مريم العذراء، منذ تكوينها بريئة من دنس الخطيئة حتى نياحتها مُحرّرة من فساد الموت والقبر، هى أيقونة الحرّية والتحرير بمعناها الرّوحيّ وبُعدها الإنسانيّ والاجتماعيّ والسياسيّ. إنّ الكنيسة، بالنظر إلى مريم أمّها ومثالها، تفهم فهمًا كاملًا معنى رسالتها وأبعادها، وتلتزم بها دونما خوف أو تردّد أو مساومة.
يشير سفر الرؤيا إلى مصير سيدتنا مريم العذراء ويقول: «ظهرت آية عظيمة فى السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثنى عشر كوكبا، حامل تصرخ من ألم المخاض… فوضعت ابنًا ذكرًا، وهو الذى سوف يرعى جميع الأمم بعصًا من حديد» (رؤ ١٢، ١ – ٢؛ ٥). إن عظمة مريم، أم الله، الممتلئة نعمة، والخاضعة بالكامل لعمل الروح القدس، تعيش فى سماء الله بكامل كيانها، نفسًا وجسدًا.
إيمان الكنيسة الكاثوليكية متوافق مع الرؤية المسيحية لأمومة مريم البتول الإلهية وقداستها وحُبل بها بلا خطيئة. أولًا: بما أنها الوالدة المجيدة للمسيح مخلصنا وإلهنا فهو يهبها الحياة، وهى تشاركه إلى الأبد فى عدم فساد الجسد. فهى متحدة اتحادًا وثيقا بابنها الإلهى وشريكة معه فى كل شيء. يقول القديس جرمانس: «جسدك البتولى كلُه مقدسٌ وكله عفيف، ولكنه مسكن لله. ولهذا فهو بعيد عن كل انحلال ولا يعود إلى التراب».
الإنسان يموت بسبب الخطيئة المتوارثة منذ آدم، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهى بالتالى لا داعى لموتها. ومن هنا جاء تعليم الكنيسة الكاثوليكية «أن العذراء مريم، التى جنّبها الله وصمات الخطيئة الأصلية، والتى أكملت حياته الأرضية، رُفعت، بالنفس والجسد، إلى مجد السماء، وأعطاها الرب لتكون ملكة الكون، لتكون أكثر تطابقًا مع ابنه، رب الأرباب، المنتصر على الخطيئة والموت»، فنالت لامتيازاتها ألا يمسَّها فساد القبر ونُقلت نفسًا وجسدًا إلى السماء حيث تجلس الآن ملكة متألقة عن يمين ابنها، ملك الدهور.