الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

العذراء تنتصر على "داعش" بـ"الزنار"

زنار العذراء
زنار العذراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«حزام السيدة مريم» فى قلب سوريا.. و«قلتة»: خرافة يجب التحقق منها 

بالرغم من أن الرواية المسيحية تؤكد حصول توما الرسول- أحد رسل المسيح - على زنار «حزام» العذراء، كتأكيد على صعودها إلى السماء طبقا للعقيدة المسيحية، إلا أن هناك بعض الأصوات التى ترفض تصديق هذه الرواية، فبحسب الأنبا يوحنا قلتة، المدير البطريركى للأقباط الكاثوليك، فإن الادعاء بوجود زنار للعذراء خرافات، ما لم يتم التحقق منها من قبل علماء الآثار.
الزنار الشهير خاض معركة قاسية للبقاء، ففى وسط الحرب المشتعلة فى سوريا حاليا، يوجد الزنار فى أقدم كنائس العالم فى مدينة حمص السورية، التى شيدت فى عام ٥٩ ميلاديا وتعرف باسم كنيسة الزنار، نظرا لوجود «الزنا» بها.
الحفاظ على «الزنار وسط الحرب كانت مهمة شاقة على الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، التى حفظته فى مكان خارج البلاد لمدة ٣ سنوات كاملة، لحين استرداد مدينة حمص من أيدى المتطرفين».
الزنار وصل إلى حمص عن طريق راهب يدعى «دواد العبديني» كان يحج إلى الأراضى المقدسة، بعد القرن الرابع الميلادي، وأهدى الزنار للكنيسة، وكان الزنار وقتها موجودا فى الهند مع القديس توما الذى أهدته السيدة العذراء الزنار كدليل على رؤيته صعود العذراء إلى السماء- طبقا للرواية المسيحية.
وبالرغم من وجود الزنار فى مدينة حمص السورية منذ منتصف القرن الرابع؛ فإنه تم اكتشافه عام ١٩٥٣ فى الكنيسة إلى جانب رفات القديس مار باسوس، أحد قديسى الكنيسة السريانية، الكنيسة التى تعرضت للقصف والدمار الجزئى فى وسط مدينة حمص القديمة «كنيسة تاريخيّة أثريّة ترقى للقرن الأول»، كانت فى أواسط القرن العشرين مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وغدت بعد انتقال الكرسى البطريركى إلى دمشق العاصمة مقر إبارشية حمص وحماة للسريان الأرثوذكس.
تشتهر الكنيسة بنمطها المعمارى الفريد، وقد استخدم الحجر البازلتى الأسود فى البناء، فضلا عن القناطر الحجرية، وتحت الكنيسة الحالية، يوجد كنيسة تعتبر من أقدم كنائس العالم، ويوجد بقربها نبع ماء يصل إلى عمق ٢٠ مترا، يلحق بالكنيسة مزار خاص يعرض فيه زنار العذراء.
بعد أن تحررت حمص من يد «داعش» عاد الزنار المقدس ليطوف المدينة فى الخامس عشر من أغسطس من كل عام، وذلك بالتزامن مع عيد انتقال السيدة العذراء، ويبلغ طول هذا الزنار المقدس «٧٤ سنتيمترا وعرضه ٥ سنتيمترات وسمكه ٢ ميلليمتر»، وهو مصنوع من خيوط الحرير الخالص ومطرز بخيوط الذهب على سطحه الخارجي، ولونه الذى يميل إلى البيج الفاتح.
وقد استعمل الزنانير من قبل المسيحيين الأوائل، كما يظهر من دراسة النسيج والألبسة فى العهد الرومانى أن الشرقيين كانوا يتمنطقون بزنانير من أنواع مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك جذع بازلتى لامرأة من ذلك العهد متمنطقة بزنار يماثل زنار السيدة العذراء وهو محفوظ فى متحف السويداء جنوب سوريا.