الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دفعة 86

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بصفتى أحد أبناء دفعة ١٩٨٦ ،الدفعة الأشهر فى تاريخ كلية الإعلام، دعونى أحكى لكم كيف كانت بدايات عملنا بالمهنة، حيث انقسمت دفعة التخرج إلى قسمين، الأول وهم أبناء العاملين بالمهنة.. فقد كان والد ياسر رزق نائبًا لرئيس تحرير الأخبار.. لذا كان طبيعيًا أن يلتحق ياسر بأخبار اليوم، وهذا لا ينفى عنه موهبته الصحفية الكبيرة.. كذلك كان حال ابن دفعتنا عمرو أديب، فقد كان أخوه الأكبر الأستاذ عماد الدين أديب صحفيًا بالأهرام، ثم انتقل للعمل بلندن فى صحيفة الشرق الأوسط، وكان طبيعيًا أن تذهب جميلة إسماعيل إلى التليفزيون، حيث كانت والدتها الأستاذة فريدة عرمان مخرجة للأفلام التسجيلية، وكذلك كان حال عدد من الزملاء مثل يسرى فودة، الذى عمل معيدًا بالكلية، وكان والده يعمل طبيبًا بإحدى دول الخليج.. بالمناسبة يسرى فودة شاعر من الطراز الرفيع.

ماذا إذن عن حال الفريق الثانى من أبناء الدفعة الذين ليس لهم أحد من قريب أو بعيد يساعدهم على الالتحاق بمهنة الإعلام، كما أن ليس لديهم ما يكفيهم من أموال لتغطية تكلفة الإقامة بالقاهرة، بعض هذا الفريق قرر أن يعمل كى ينفق على تكلفة المعيشة والتدريب بالصحف، وكان منهم عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق حاليًا، والذى التحق كعامل بإحدى مغاسل المستشفيات الكبرى بالقاهرة، وكذلك حاتم محمود المدير الفنى لصحيفة الأخبار، عندما عمل بإحدى الكافتيريات بشركة كبرى.

يبقى بعض خريجى الدفعة من أبناء الأقاليم، الذين لا يمتلكون نفقات إقامتهم بالقاهرة أثناء فترة التدريب بالصحف، كما أنهم يرفضون العمل بغير الصحافة، وقد كنت أحد هؤلاء الذين معهم بعض الجنيهات القليلة ، ننفق منها بحساب إلى أن يأتى الفرج.. والذى جاء أخيرًا على يد ياسر رزق.. حيث أبلغه صديق لوالده بأن زميلًا له ينوى إصدار صحيفة شهرية ويريد شبابًا من خريجى إعلام القاهرة، وسيمنحهم راتبًا شهريًا.. ولأن المحمول لم يكن قد ظهر بعد.. فقد استقل ياسر رزق التاكسى «طيران» علينا وأبلغنا الخبر.. وافقنا جميعًا، محمد رضوان «مدير تحرير المصرى اليوم فيما بعد» إبراهيم منصور «رئيس تحرير جريدة التحرير» وحاتم محمود، وياسر رزق

التقينا رئيس مجلس إدارة الجريدة بمقر الجريدة بباب اللوق.. الذى قال: «عاوزكم تعملوا الجريدة «فحت وردم».. إخراج على تنفيذ على تحرير صحفى.. وسوف أمنح كل واحد منكم راتبا شهريا مقداره ٥٠ جنيهًا.. كان مبلغا جيدا وقتها». 

المهم جاء أول الشهر.. وصادف دخول عيد الفطر.. وكلنا ننوى السفر إلى محافظاتنا.. فذهبنا لاستلام أول ٥٠ جنيهًا فى حياتنا.. دخلنا الجريدة وسألنا عن الفلوس عند المحاسب وأخدنا الظرف.. وخرجنا من باب الجريدة «الشقة».. ركبنا الأسانسير.. نزلنا الشارع.. فتحنا الظروف.. كانت المفاجأة المحزنة.. أننا لم نجد الخمسين جنيهًا، بل وجدنا عشرون جنيها داخل الظرف.. عدنا بسرعة للجريدة.. دخلنا على المحاسب وقلنا: أنت غلطان.. أعطيتنا قيمة أقل من أجورنا.. أشار إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة.. دخلنا على الرجل وكلنا غضب.. وأبلغناه بما جرى.. رد قائلا: وإيه المشكلة.. إحنا لسة ماحصلناش قيمة الإعلانات.. أول ماهنحصلها سأعطيكم الباقى، وكان الدرس الأول فى حياتنا العملية، لا تصدق كل ما يقال لك عن راتبك.