الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

صوم العذراء يفرضه الشعب على الكنيسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السيدة العذراء مريم
من الشخصيات التى يكن لها المصريون جميعا على اختلاف دياناتهم أو جنسهم أو عمرهم حبا جما ومكانة عالية هى السيدة العذراء، أكثر اسم يطلق على الفتيات فى مصر مريم مع التنويعات على الاسم (ماريا – مارينا – مريام – ماريان – ميريم)، أكثر نسبة نذور ينذرها المصريون طلبا لحل مشاكلهم السيدة العذراء، أكثر كنائس مصر تسمى باسم كنيسة العذراء، ومنذ دخول العائلة المقدسة مصر ومرورها على عدة أماكن في مصر في رحلة استغرقت أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، ارتبطت هذه الأماكن بالعذراء مثل عذراء الفارما في شمال سيناء، عذراء سخا، عذراء تل بسطا، سمنود، مسطرد، الزيتون، عين شمس، المعادي وادي النطرون، سمالوط، المحرق.... الخ، هذا بخلاف الموالد التي ارتبطت بالعذراء.
صوم العذراء 
لم يحظ صوم من صيام الكنيسة القبطية بمثل هذا الصوم (والذي يبتدأ في واحد مسرى وينتهى ١٦ مسرى عيد ظهور جسدها) الذي يحرص جميع المسيحيين - وأيضا غير المسيحيين – على صومه والإكثار من الصلوات والتضرعات فيه، والغريب أن هذا الصوم لم يظهر في قوانين الكنيسة حتى القرن الحادي عشر ولكن لأن الشعب سمع عنه في دير العذارى بالحيرة بغداد حاليا وبالرغم من أن دير العذارى صام ثلاثة أيام فقط فقد تراوح صيامه في مصر بين ثلاثة أسابيع وأسبوعين حتى استقر على ما هو عليه الآن. 
والمدهش أيضًا أن الكنيسة تضعه في المرتبة الرابعة من أنواع الصيام وبعض المراجع تذكر أنه صيام اختياري ولكن حب الشعب للعذراء وحرصه على ممارسة صومه جعله ينمو كممارسة شعبية وفرض نفسه على الواقع الكنسي.
وبالرغم من أن هذا الصوم مسموح فيه بأكل الأسماك إلا أن البعض يصومه بالمياه والملح أى بدون سمك وبدون زيت أيضا، وبعض الرهبان يطوون عدة أيام فيه بدون أكل، والبعض يندره للغروب، أى يأكلون عند الغروب فقط طقة واحدة.
والمسلمون أيضا
وهذه عن تجربة شخصية فجارتى الحاجة أم بلبل (الله يرحمها) كانت تحرص على صيامه منذ أكثر من أربعين عاما فقد نذرت صيامه بعد أن تشفعت بالسيدة العذراء فى مشكلة ما وقضيت، وهناك حالات كثيرة مثلها تحرص على صيامه.
صوم العذراء في المراجع المختلفة
ذكر كثير من المراجع عن صوم العذراء وبداياته بالحيرة نذكر منها الشباشتى وهو مصرى عاش فى الدولة الفاطمية وضع كتابا مهما وهو الديارات وكان يشغل أمين خزانة كتب العزيز الفاطمى وفى هذا الكتاب أرخ إلى كثير من الأديرة بالشام والعراق ومصر وتوجد عدة نسخ مخطوطات لهذا العمل بدار الكتب والمتحف القبطي.
أبو الفرج الأصفهاني ذكر ذلك في كتابه معجم البلدان وهو واضع أيضًا كتاب الأغاني للأصفهاني وذلك في القرن العاشر الميلادي.
ثم يأتي بعدهم الشيخ المؤتمن أبو المكارم بن مسعود القبطي والذي توفى سنة ١٢٠٩ م، ويترسخ هذا الصوم أكثر عندما كتب عنه العالم الصفي ابن العسال في القرن الثالث عشر في كتابه المهم المجموع الصفوى.
ويأتي بعده فى القرن الرابع عشر القس ابن كبر في كتابه المهم مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، وفي القرن السابع عشر يقره البابا غبريال الثامن سنة ١٦٠٢ كصوم اختياري.
ومن المهم قبل أن نختم حديثنا أن نذكر أهم الأعياد التي تحتفل بها الكنيسة القبطية بالسيدة العذراء:
عيد البشارة ٧ مسرى = ١٣ أغسطس
عيد ميلادها ١ بشنس = ٩ مايو
عيد دخولها الهيكل ٣ كيهك = ١٢ ديسمبر
عيد نياحتها ٢١ طوبة = ٢٩ يناير
أديرة الحيرة
ازدهرت الأديرة في الحيرة لشهرتها الكبيرة بالعلماء والآباء الوافدين عليها مما جعلها مركزا لكثير من الأديرة مثل (دير الأعور، دير ابلح، دير ابن براق، دير ابن وضاح - مار عبدا، دير ابن مزعوق، دير بنى صرنيار، دير الحريق، دير الجرعة – دير عبدالمسيح بن بقيلة، دير داد يشوع، دير دودى - دير راهبات -....). 
دير العذارى في الحيرة 
ترجع شهرة هذا الدير، لأن مسيحيي كنيسة المشرق كانوا يصومون صوم العذارى ثلاثة أيام، وقصة هذا الصوم تعود الى أحد الملوك الذي أراد أن يختار من راهبات دير العذارى فى الحيرة عدة راهبات ليكن من حريمه، فصلين إلى الله بالاشتراك مع أسقف الكنيسة يوحنا الأزرق أسقف الحيرة والشعب ليبعد عنهنَّ شره، فقبضت روحه فى الليلة الثالثة ومات ذلك الملك فى آخرها، ولم يمسسهن ومنذ ذاك التاريخ أخذوا يصومون هذا الصوم المعروف بصوم العذارى الموافق لعيد ظهور جسدها والذى يلى صيامها.