الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

معبد أبو سمبل.. 200 عام إبهارًا للعالم

معبد أبو سمبل
معبد أبو سمبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الشاطئ الغربي لبحيرة ناصر وراء السد العالي يقف معبد أبو سمبل شامخًا شموخ ثالث فراعنة الأسرة المصرية التاسعة عشرة الملك رمسيس الثاني الذي شيده عام 1250 ق.م، ويتكون المعبد من جزأين يسميان بـ"معبد أبو سمبل الكبير" و"معبد أبو سمبل الصغير"، وكلاهما أكثر سعة وفخامة من كل المعابد المصرية في مختلف العصور الفرعونية.
وتتكون واجهة المعبد من أربعة تماثيل كبيرة تمثل الملك بارتفاع 20 مترًا وباب يفضي إلى حجرات طولها 180 قدمًا، وتوجد ستة تماثيل في مدخل المعبد الآخر أربعة منها لرمسيس الثانى واثنان لزوجته نفرتارى، وبني المعبد في عهد رمسيس الثاني كنصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش، ولتخويف أهل النوبة المجاورين له، وقد بدأ بناء مجمع المعبد في حوالى 1244 قبل الميلاد، واستمر لمدة 20 عاما تقريبًا، ومع مرور الوقت كانت الرمال قد غطت تماثيل المعبد الرئيسى حتى الركبتين. 
وكان المعبد منسيًا حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى يوهان لودڤيگ بوركهارت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث بوركهارت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفاني بلزوني، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهما لم يتمكنا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بلزوني في 1817، بعد نجاحه في دخول المجمع، وبذلك تمر هذه الأيام الذكرى الـ200 لإكتشاف المعبد، والتي تحتفي بها وزراة الآثار والسياحة ومحافظة أسوان.
يبلغ ارتفاع واجهة المعبد الكبير 33م وعرضها 38م، ويدخل المعبد في الصخر مسافة 63م. نُحتت في الواجهة أربعة تماثيل عملاقة لرمسيس مجسِّدًا الأرباب، ويبلغ طول كل من التماثيل 20م. والقسم العلوي من أحدها مكسور، وعلى الرغم من ضخامة هذه التماثيل فقد أبدع المثّال في نحت ملامح الوجه الوسيم، والابتسامة الرقيقة التي تستقبل الشمس المشرقة، وفوق التماثيل نطاق نقشت فيه أسماء رمسيس الثاني وألقابه "المؤلَّه والمولود من الشمس والمختار منها"؛ أما المعبد الصغير فيقع على نحو 150 م إلى الشمال من المعبد الكبير، وواجهته مزينة بستة تماثيل، أربعة منها لرمسيس الثاني والآخران لزوجته الملكة العظمى نفرتاري الموحدة مع الربة حتحور.
بدأت حملة التبرعات الدولية لإنقاذ المعبد عام 1959 بسبب ما تعرض له المعبد من ارتفاع منسوب مياه النهر على أثر بناء السد العالى، وإنشاء بحيرة ناصر، فقد كانت هذه الآثار مهددة بالغرق بسبب تكون بحيرة ناصر وراء السد العالي، وبدأ إنقاذ معبد أبوسمبل في عام 1964، بحملة إعلامية عالمية من منظمة اليونسكو لانقاذ المعبد، وقامت الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو عام 1965 بنقل المعبد إلى مكان قريب ذو منسوب عالي لا تصله مياه بحيرة ناصر، والمشروع تضمن تقطيع المعبد إلى أحجار كبيرة زنة 1-2 طن ثم رفعها ثم تجميعها في المكان الجديد.
وبعد أعمال الرفع الهندسي والتصوير، والتصوير الفوتوغرامتري، واستكمال كل أصناف التوثيق، تمت إزالة نحو 150 ألف متر مكعب من الصخور من فوق المعبدين، ثم بدأت عمليات نشر أحجارهما بوزن 10-15 طنًا لكل قطعة، ونقلت بعد ترميمها إلى مكانها الجديد، وركبت مرة ثانية وحُقنت بدقة وكُحِّلت وانتهى ذلك العمل في 1966، وبدأت أعمال تقنية عالية لإعادة تشكيل الجبل فوق المعبدين، فجُعلت فوق المعبد الكبير قبة خرسانية فريدة من نوعها بقطر 59م وفوق المعبد الصغير قبة تعادل نصف الأولى ثم غطيتا بالصخور كما كانت الحال من قبل، ثم جُهزت المجموعتان بأحدث أساليب قياس الحرارة والرطوبة والسلامة من الهزات والكوارث وتأمين الإضاءة وغير ذلك من التدابير التي جعلت العمل قمة في الدقة والتقنية.