الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

منشق عن الجماعة الإسلامية يكشف كواليس اجتماعاتها مع الإخوان في حواره لـ" البوابة نيوز ".. ويؤكد: المصالحة تقضي على مصر

منتصر عمران القيادي
منتصر عمران القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
روى منتصر عمران القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، وأحد مؤسسي حزب البناء والتنمية، شهادته حول موقف الجماعة الإسلامية من ثورة 30 يونيو والتحالف معها داخل اعتصام رابعة العدوية، مؤكدًا أن الجماعة الاسلامية انساقت وراء الإخوان، كاشفًا عن أن خيرت الشاطر كان الحاكم الفعلي وقت تولي محمد مرسي شئون البلاد وإلى نص الحوار..



* فى البداية.. ما هو موقف الجماعة الإسلامية من 30 يونيو؟
- موقف الجماعة الاسلامية غالبا ما يكون مبنيا على العواطف اكثر من كونه مبنيا على أى شيء آخر فوقوفها مع الإخوان عقب ثورة 30 يونيو كان غير منطقي ومحصورا في رؤية ضيقة للغاية ولم يتفهموا رغبة الشعب فى رفضهم لحكم الإخوان وشعروا ان الشرعية التي سقطت بخروج الشعب هي مع الإخوان ولخوفهم من النظام الجديد الذي تولد يعادي النظام وهم اللذين كانوا قبل ثورة يناير قد اتفقوا مع نظام مبارك بعدم العمل بالسياسة ولا حتى الدعوة، ولكن ثورة يناير اعطتهم قبلة الحياة فعادوا الى المشهد السياسي وبكل قوة ولكنهم لم يحسنوا العمل ولو احسنوا العمل لتحالفوا مع من ارادهم الشعب لا مع من لفظهم وخرج عليهم، ولأنهم حديثو عهد بالعمل السياسي النظامي خسروا كل شيء وهم تناسوا ان الاخوان دوما يعملون من اجل مصلحة جماعتهم الخاصة ويجعلون من الآخرين وقود لمعركتهم مع النظام والشعب دون المراعاة لادني حقوق التحالف.
فالجماعة اخطأت عندما شارت فى اعتصام رابعة بل اخطأ قادتها عندما صعدوا على منصة رابعة واطلقوا التهديدات البراقة ضد الدولة والنظام وتوعدوا وجمعوا اعضاء الجماعة من كل محافظات مصر الى الاعتصام بل طالب بعضهم إلى رفع السلاح لولا حكمة البعض الآخر، وهكذا خسرت الجماعة كل شيء.

* كيف تعاملت الجماعة الإسلامية مع الدعوة للحشد ضد الإخوان؟
- للأسف قادة الجماعة لم تقرأ الواقع السياسي للمشهد المصري قراءة جيدة وكانت تنظر إلى حملة تمرد ودعوات الخروج ضد حكم الإخوان على أنها زوبعة في فنجان أو أنها سحابة صيف عن قريب ستنقشع، بل الادهى والأمر كانوا يرون في الحشد ما هو إلا صناعة أمنية مخابراتية وأن الشعب مع الاخوان، وأن الحشد ما هو إلا صناعة إعلامية من صناعة جبهة الإنقاذ التي كانوا يصفونها بالعلمانية وقادتها بالمرتزقة، وهكذا فهم كانوا لا يرون الا انفسهم، ومؤيدو الإخوان والاخوان فقط هم الشعب وهذه صورة تؤكد على ضآلة فهمهم للواقع.

* كيف كانت ترى الجماعة الإسلامية أعداد المتظاهرين في ثورة 30 يونيو.. وهل كانت هناك سيناريوهات مجهزة ترتبط بفكرة المواجهة؟
- كانت الجماعة ترى ان أعداد المتظاهرين اقل بكثير مما خرجوا وكانوا يرون انهم لا يتعدون المليون الا قليل وان الملايين التي خرجت في شوارع مصر وميادينها والتي يخرج 10% منها على مبارك كانوا يرون كل ذلك فبركة إعلامية من صناعة المخرج خالد يوسف كما أعلنوا ذلك في كلمات قيادتهم على منصة رابعة او لقاءاتهم في القنوات الفضائية فهم في هذه الحالة كالببغاء يرددون كلام الاخوان...فهم يساقون من قبل الاخوان بعد ثورة يونيو.
- اما عن وجود سيناريوهات معدة تعتمد على المواجهة المباشرة، الذي سمعته من اعضاء الجماعة والاخوان ان قادة اعتصام رابعة كانوا يقولون لو تم فض اعتصام رابعة بالقوة من قبل النظام سيكون رد الاخوان ومؤيديهم هو ان تتحول كل ميادين وشوارع مصر إلى رابعة وان مراكز الشرطة ستكون مستهدفة ولولا النظام كان متيقظا لذلك لحدث من ما لم يحمد عقباه لكن ربنا ستر،على العموم كانت لديهم سيناريوهات للمواجهة ولكن اجهضها النظام وحفظ الله مصر من عبث العابثين.



* البعض تحدث عن حكم خيرت الشاطر لمصر من خلف الستار إلى أي مدى كان متدخلًا في شئون الجماعة الإسلامية؟
- الجماعة الاسلامية لأن قادتها بالنسبة لقادة الاخوان كالتلاميذ لذا وجدناهم دائما منساقين وراء الاخوان وخاصة عندما كان من على سدنة الحكم عضو الاخوان الذي يعتبر خيرت الشاطر مسئوله تنظيميا بالفعل المحرك الفعلي لحكم مصر كان هو خيرت الشاطر فمن كان يريد شيئا من الإخوان يذهب إلى خيرت الشاطر ويعرض عليه حاجته وكان خيرت الشاطر هو أقصر الطرق لتلبية طلبات الجماعة الاسلامية وكانت هناك لقاءات تتم بين قادة الجماعة وخيرت الشاطر في الكواليس.

* ما هي الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقة بين الإخوان والجماعة الإسلامية؟
التوتر حدث بين الجماعة والاخوان عندما تأكدت الجماعة الاسلامية ان حكم الإخوان أصبح من الماضي وأن محمد مرسي لن يعود فان سحب اعضاء الجماعة من النزول في الميادين وتركوا المظاهرات للإخوان ومن بقي معهم من الأحزاب الاسلامية الأخرى وهى كانت قليلة العدد جدا وما اتهموا به النظام الجديد من فبركة للمظاهرات أصبح الإخوان يفعلون وكانوا يفبركون مظاهراتهم بل كانوا يعلنون عن مظاهرات لم تخرج اصلا.... فعندما شعرت الجماعة بكل ذلك بدأ التوتر والخلاف بين الجماعة والإخوان.

* لماذا تصر الجماعة الاسلامية على التحالف مع الاخوان لمدة اربع سنوات؟
- الإصرار الغريب والعجيب من قبل الجماعة الاسلامية على عدم الانسحاب من تحالف الإخوان الذي مات إكلينيكيا يثير الغضب الاشمئزاز، ويدل على الغباء السياسي الكبير الذي يعيشه قادة الجماعة، مع ان الجماعة متأكدة ان التحالف مات الا انها لم تعلن الخروج منه رسميا وما زالت تراهن على الفشل.

* كيف ترى الانشقاقات داخل الجماعة الإسلامية وتأثيرها على وضع التنظيم؟
الانشقاقات كما ذكرت من قبل اصبحت كثيرة ولكن اصحابها للأسف يراعون للصداقة وربما للقرابة والبلديات..فالمعروف ان الجماعة عندما تكونت في الصعيد وكانت تعتمد في تكوينها على القرابة والعائلات، وأنا أقولها بكل صراحة الجماعة تتفكك تلقائيا ولأن ليس عندها موارد جديدة فبعد 5 سنوات قد اندثرت الجماعة ولم يوجد لها وجود، هذا في حالة اذا لم يقم النظام بعد حل حزبها من حظرها.

* هل هناك تنسيق بين الإخوان والتنظيمات التكفيرية سواء القاعدة وداعش وما شكل هذا التنسيق؟
- الحقيقة ان الجماعة في الآونة وبعد ضربة حل حزبها فليس لديها حيلة سواء بالتنسيق مع الإخوان والتنظيمات التكفيرية لأن ليس لديها وقود والوقود الذي أقصده هنا هو التواجد على أرض الواقع وكما أكدت ان الجماعة تتناثر يوما بعد يوم فليس لها شباب يشعلون طاقتها لذا ليست قادرة حتى الدفاع عن نفسها لأصغر عضو في الجماعة تعدى الأربعين من عمره...هذا من وجهة نظرية.

* نسمع بين الحين والآخر من قبل مسؤولين بالدولة عن مصالحة مع الإخوان.. هل تظن أن ملف الجماعة سوف ينتهي بالمصالحة مع النظام الحالي؟
أن الحديث عن المصالحة بين الإخوان والنظام الحالي هو من صناعة الإعلام الإخواني واذنابه، والرئيس عبدالفتاح السيسي ما دام في الحكم فلن يتصالح مع الإخوان لأن التصالح أصبح عقبة في طريق أي رئيس قادم فالإخوان تعرضوا لضربة قوية جدا أمامهم عهود من الزمن حتى يفيقوا منها، ولن يفيقوا وإذا حدثت مصالحة وهذا أمر مستبعد فستكون على حسب شروط النظام القائم وفى الحالة اذا عاد الإخوان إلى المشهد السياسي المصري فسيكونون مستأنسين.