الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أسامة جاد: صلاح عبدالصبور قدم العبث والصوفية

الشاعر والمترجم أسامة
الشاعر والمترجم أسامة جاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الشاعر والمترجم أسامة جاد أن تجربة العمل في مراجعة وتحرير مسرحيات صلاح عبدالصبور الشعرية: "مأساة الحلاج" و"مسافر ليل"، و"ليلى والمجنون" و"الأميرة تنتظر" و"بعد أن يموت الملك"، لصالح الهيئة المصرية العامة للكتاب، كانت فرصة حقيقية لمراجعة الموقف من صلاح عبد الصبور بالكامل.
وتابع جاد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": قرأته أول مرة في البدايات الشعرية بمراهقاتها الفنية، وتصوراتها الساذجة، وكنت للحقيقة أتحفظ أيامها على الذهنية في أعماله المسرحية بالخصوص، وفي بعض نصوصه الشعرية. 
غير أن العودة للفارس القديم، في مراجعة الأعمال المسرحية في ضوء الطبعات المختلفة لها، والانضباط الإيقاعي الصارم الذي التزمه عبدالصبور، كانت فرصة حقيقية لاستكشاف أن صلاح عبد الصبور في مسرحياته مثلما في شعره، أكثر من مؤلف مسرحي أو شعري يكتفي بحدود النص وانضباطه الدرامي، كما فعل نجيب محفوظ مثلا. وإنما كان مشاركا في تنفيذ العرض، بوعي مخرج مسرحي، أو هو بالأحرى "دراماتورجي". 
الأمر الذي لم أستغرب معه أن عبدالصبور شارك فعلا، في تنفيذ بعض مسرحياته، في العروض الأولى، ومن بينها "مأساة الحلاج" التي كان في بطولتها أساطين مسرحيون من قبل عبد الرحيم الزرقاني وعبدالرحمن أبو زهرة.
ويرى جاد أن الشاعر المسرحي صلاح عبدالصبور كان في موقع المبارزة الفنية، وهو يسمي إحدى مسرحياته بعنوان لمسرحية شعرية سابقة هي "ليلى والمجنون" في معارضة "مسرح / شعرية" تامة لنص أحمد شوقي الشهير، معارضة وصلت إلى استخدام نص شوقي كبنية للعرض داخل العرض التي قدمها في هذا العمل الخالد.
ويثمن الشاعر أسامة جاد إطلاع صلاح عبدالصبور المدهش على المدارس المسرحية المعاصرة، والتي كانت تكئة مهمة جرب من خلالها تقديم العبث، واللا معقول، بعد أن قدم الكلاسيكية في تجليها الأرهف في نسيج الصوفية بمضمونها السياسي.
أما قضية الذهنية أو هي الصنعة، كما دعوتها في القراءة الأولى، فقد تطلبت مني، بشكل شخصي، نوعا من النضج في تلقي الإبداع بمفهوم يبتعد عن فكرة "الإلهام" الرومانتيكية في سذاجتها الحالمة، أو في تعاليها الكلاسيكي، إلى مفهوم الصنعة، والصياغة، والسبك، كما أوردها الجاحظ في مقولته الخالدة، أو كما سماها أبو هلال العسكري وهو يطلق على الشعر والنثر اسم "الصناعتين" في كتابه الأشهر في علم البلاغة.