الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكاذيب أبوالفتوح على «تويتر»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أيام أطل الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح بوجهه القبيح على المشهد الإعلامى، وأزاح الستار عن مكنون أمراضه النفسية وأحقاده الدفينة، عندما تقيأ، بعبارات موبوءة، على موقع التواصل «تويتر»، وصفتها إحدى وكالات الأنباء الأجنبية، زورًا، بأنها «تغريدة»، أفردت لها مساحة من التحليل والتنظير العبثي، القائم بالأساس على معطيات افتراضية، ليس لها وجود إلا فى خيال مروجها، بغية الوصول إلى نتائج، تبدو فى ظاهرها منطقية، ومن ثم، يتم التعامل معها على أنها حقائق لا تقبل الجدل.
أكاذيب أبوالفتوح لا يجب أن تمر مرور الكرام، ولا يمكن تجاهلها أو اعتبارها مجرد، هرتلات مجنون، فهى إن شئنا الدقة، تندرج تحت لافتة الإضرار بمصالح الدولة العليا، كما أنها كافية بتوجيه الاتهامات المباشرة له، وأقلها «الخيانة، قال زورًا، «إن أجهزة الدولة المصرية، تقوم بتصفية عناصر المعارضة بعد القبض عليهم، وتزعم، أنهم سقطوا قتلى أثناء المواجهات مع أجهزة الأمن»، مضمون ما أراد ترويجه، يرمى لهدف مشحون بالكراهية والتضليل، مفاده، بأن الدولة تمارس الإرهاب ضد عناصر جماعته، الذين يدعى زورا وبهتانا أنهم معارضون.
هذه الأكذوبة تكشف بجلاء عن حقيقة الأمراض المتوطنة داخل قيادات تلك الجماعة الفاشية، وأبرزهم أبوالفتوح نفسه، فهو يعرف، أنه يكذب، ويعرف أننا جميعا نعرف أنه يكذب، ومع ذلك يصر على الاستمرار فى الكذب إلى ما لا نهاية، وهذه عقيدة إخوانية بامتياز، هدفها التحريض ضد المؤسسات، عبر إرسال الأكاذيب إلى منظمات دولية مشبوهة جاهزة للتعامل الفورى معها واستغلالها فى تشويه صورة الدولة بوسائل الإعلام الأجنبية، وأيضا، لكسب التعاطف الغربى، خاصة، فئات المهمومين بترسيخ مبادئ القيم الأخلاقية باعتبارها رسالة إنسانية نبيلة، لكن هؤلاء الذين يستهدف الإخوان استمالتهم، أدركوا حقيقة ما يدور فى أحراش عقول الجماعة المريضة وغابات نفوسهم الموبوءة، كما أن الإعلام غير الموجه وغير الممول فى الغرب، أدرك أن الحرب التى تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب، هى الدواء المر الذى نشربه ونقوم بسداد فاتورته، تقف وراءه الجماعة، التى تحاول البقاء فى المشهد عبر ترويج الأكاذيب وإدمان المظلومية الوهمية. 
بقى القول، إن المتنطعين على نواصى مراكز التمويل، جعلوا من التطاول على مؤسسات الدولة، واتهامها بمناسبة ودون مناسبة، وسيلتهم الأساسية للاسترزاق، وهى وسيلة يسيرة قائمة على صناعة الأكاذيب وابتكار طرق الضجيج، للإضرار بالمصالح العليا للدولة، وهو ما فعله أبوالفتوح، الذى دأب على بث الفتنة تارة، والإساءة لأجهزة الدولة تارة أخرى، مرورا بمحاولاته اليائسة، لتشويه صورة مصر فى وسائل الإعلام الأجنبية، فهو يرى أن الفعل الإرهابى، معارضة، ويرى أن مقتل الإرهابيين فى المواجهات مع أجهزة الأمن، جريمة فى حق الدولة، لكنه يخرس تماما عندما يتعلق الأمر باستشهاد الجنود والضباط من أفراد الجيش والشرطة، لم يضبط مرة ولو على سبيل الخطأ، بإصدار بيان يدين فيه الإرهاب، ولن يفعل رغم درايته بأن حذاء أى شهيد، جندى أو ضابط، يساوى عشرات الأجساد النتنة التى تلفها الأحزمة الناسفة.
هناك مقولة رائجة فى أدبياتنا الشعبية بسيطة فى معناها، لكنها عميقة فى مغزاها، هذه المقولة المتوارثة، لا أملّ من ترديدها وتكرارها فى وجه من قالوا إنهم انشقوا عن الجماعة المارقة، أما المقولة فهى: «لا أمان لمن تربى فى جحور الأفاعى»؛ فهى تصلح للحكم على الأشياء الملتبسة والشخصيات الكريهة المتلونة، باعتبار أن الطبع يغلب التطبع ومن تربى فى غياهب تلك الجحور، سيصبح «حية»، فالتنشئة جعلته مكتسبا لأخلاقهم الموصومة بالخيانة، كما أن الناس لا ينجون من لدغاتها المباغتة، بفعل الجينات الوراثية والغرائز الفطرية.
فى هذا السياق، لا يفوتنى التأكيد على حزمة من الحقائق المتعلقة بمواقف أبوالفتوح المتناقضة وتاريخه المشين ضد هذا البلد، فهو لم ولن يخرج من عباءة الإخوان أبدًا، وهذا اليقين ليس، فقط، لكونه أحد الذين نشأوا فى كهوفهم الظلامية، وبلغ أعلى المواقع المؤثرة فى الجماعة المارقة عن الصف الوطنى، إنما لأنه أحد أبرز الذين غرسوا بذور الإرهاب محليا ودوليا، سواء الإرهاب الذى عانى وما زال يعانى منه هذا البلد، أو الذى تعانى منه بلدان أخرى دفعت أثمانا باهظة، بسبب التنظيمات التى خرجت من رحم الجماعة الأم «مفرخة الإرهاب»، وذهب أفرادها إلى أفغانستان وألبانيا وسوريا والعراق، من القاعدة إلى داعش، وبقية المسميات الأخرى، غرسها، عندما أوكل إليه تأسيس الجماعات الإسلامية مع رفيقه عصام العريان داخل الجامعات والأوساط الطلابية فى النصف الأول من سبعينيات القرن الماضى، بتعليمات مباشرة من مرشدهما، عمر التلمسانى، الذى جند «أبوالفتوح» فى مستشفى قصر العينى، فضلا عن أن أبوالفتوح كان وما زال أبرز القيادات الإخوانية الداعية لأفكار حسن البنا، وهى ذات الأفكار التى تدور فى فلك تحويل الدولة المصرية بكل إمكانياتها وعمقها الحضارى إلى أداة فى يد التنظيم الإرهابى.
أبوالفتوح ما زال يعيش فى كهف جماعته ويعيش زمن الأوهام لإثبات أنه الأجدر بقيادة فلولها، رغم أنهم لفظوه، خاصة إذا علمنا أن فصله من مكتب الإرشاد فى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١، لم يكن لموقف وطنى فى مواجهة تنظيم غير وطني، إنما جاء عقابا له على مطامعه الشخصية فقط، وجرأته على التفكير، مجرد التفكير، فى الترشح للرئاسة من تلقاء نفسه، متمردا على دستور السمع والطاعة، الذى يحكمهم منذ النشأة إلى المقبرة.